إن ما يؤلم ويحز في النفس ذلك الفرح العامر والاحتفال الكبير ونثرى الحلوى على رؤوس المارة احتفالا بفوز المرشح الفلاني في انتخابات مجلس المحافظات وكأنه فوز ثمين وكسب لايضاها حسب له المرشح إلف حساب بل إن ذلك متأتي من الاهتمام الغير الاعتيادي من قبل الكتلة والحزب والجماعة التي ينتمي لها الفائز فقد سمع المرشح الكثير الكثير عن الفائدة المرجوة من الفوز و تكلموا عنه بإسهاب وعن المزايا والفؤاد التي يحصل عليها المرشح من ذلك الفوز الذي بذل له المال ونشرت له الدعوات الدينية والسياسية والطائفية والحزبية والعشائرية في ترويج وهلوسة وضياع في هذه العناوين والمغريات غير الوطنية وغاب اسم العراق الوطني لأنه الأهم وان الانتخابات جاءت أصلا من اجل تطوير شموخه وإرساء بناءه والأدهى والأمر في الدعاية الانتخابية لصق صورة الرمز بجوار صورة المرشح وكأنها دعوة إلى التزام مقدس و مطلق ورسمي وإجباري لانتخاب هذا المرشح أو ذلك وظل المرشح النظيف الخالي من هذه الدرن الخبيثة التي ذكرناها وحيدا في الميدان يضرب كف بكف والحسرة تأكل من جرفه و انه ندم ندما كبيرا على المنافسة ودخول المعترك الانتخابي الذي كان يتصور أنها ممارسة شريفة حسب ما سمع وقيل له وكقول أهلنا في الجنوب(ظلوا ألما عدهم عشيرة) يذرعون الشوارع هل من مصوت وناخب يقف بجانبنا نحن العراقيون المستقلون الذين يحبون العراق ويموتون فيه—نعم فعلها العراقيون بالطيبين والنجباء كثيرا وأشاحوا بوجوههم عن الحسين (ع) وأهل بيته بعد إن دعوه إلى ألنصره والذود عنه وتركوه وحيدا واليوم وفي هذه الممارسة الديمقراطية نفعل عكس ما ندعي ونقول فالعراقي المبدع والأمين والوطني مهمش ومبعد في هذه الممارسة و أن طير السعد حط على العراقي الأمي والجاهل والسارق والفاسد في هجمة بربرية لم يعرفها البلد ولم يتعايش معها—نعود للتوليه والظفر بالموقع والاحتفالية بالفوز السمين وتراقص البعض من الفائزين بهذه المناسبة العسل—- العاقل يقول(طعمها حنظل وشري)لان وراءها الحساب في الدنيا والآخرة وويل لذلك الموقف حين يقف الفائز بين يدي الباري للحساب ودفع فاتورة تلك الأخطاء ومن ثم الوقوف إمام أبناء العراق حين ينتفضون عليه عند الفشل والإخفاق ولنا في التاريخ الإسلامي العضة الحسنة وكما ندعي إننا مسلمون ونقترب من الإمام علي(ع) وطالما بكيناه وتحدثنا بفضائله ومظلوميته وشمائله الكريمة لكننا نعطيه ظهورنا في العمل وتوليه له—- يقول عليه السلام عندما توفى الله الخليفة الثالث عثمان(رض) اقبل المسلمون عليه بكثافة يشبه جموعهم مثل كثافة شعر الضيعة المشهورة بكثافة الشعر وهي كناية عن الإعداد الهائلة التي جاءت تبايعه—قال (ع) رفضت ثلاث مرات تولية أمورهم عندها هددني القوم بالقتل إن لم اقبل بأمارة شؤونهم وحينها بكيت كثيرا لهذا الخطب العظيم لأنني سوف أقف إمام الله عن كل هفوة وظلم وخطئ وهو ابعد ما يكون عن الزلل والخطىء ولكن أراد إن يعطينا البصيرة علاوة على وقوفه إمام المسلمين وخاصة المنافقين وقد حدث ما حدث له (ع) إذن على الفائزين إن لايفرحوا ويغتبطوا إذا ما أرادوا العمل والإصلاح ونظافة الأيدي والاستقامة والعدل والابتعاد عن ظلم الرعية وعليهم البكاء والمراجعة وان السنين الأربع ستنتهي ويأخذ كل ذي حق حقه عندها وانه قول الحق إذا ما أرادوا العمل وتقديم الخدمة فأنهم سوف ينهكون من التعب وسهر الليالي والابتعاد عن الأهل والتفرغ من اجل المواطن وقد يتعرضون إلى التصفية الجسدية إذن كيف يفرحوا لهذا الفوز وينثرون الحلوى ويرقصون طربا بفوزهم لكن الذي يدور في العقول ليس هذا بالمرة انه الثرى الفاحش والفساد وبناء البيوت والتسلط وسرقة بهاء الدنيا وزيفها ونسوا أنهم راحلون بعد حين والموت يترصدهم وهم غافلون متصورين البقاء الأبدي وقبل حين من الزمن كانوا تقاة نقاة يتحدثون عن الآخرة والموت ويسردون لنا من التاريخ الحوادث الجمة ويتكلمون عن الإمام علي وزهده ولكن بجرة قلم شفطوا كل ذلك الويل لبعض هولاء عندما يداهمهم الموت ويصرعهم ويذهبون إلى اللحد الضيق وقطعة القماش البيضاء وتركوا لعنة المال الحرام والتوريث لابناءهم وذهبوا بخفي حنين هذه هي الحقيقة والموت هو الإنذار الرباني لابن ادم وأيضا هو الحق الذي لامفر منه—–نسأل الله إن يجنب الفائزين حطام الدنيا والمال الحرام ونبذ المحسوبية والعشيرة والكتلة والحزب والطائفة والتخندق في خانة الوطن والمواطن وان يكون شعارهم الانتصار للمواطن فقط دون المسميات—ربنا خذ بأيديهم نحو جادة الصواب يارب