مرت علينا بالأمس ذكرى مؤلمة جدا الا وهي ذكرى شهادة الإمام السابع الإمام موسى الكاظم حفيد الرسول عليهم الصلاة والسلام ونستذكرها كل عام في نهاية شهر رجب الأصب حيث نتزود من محطات هذا الشهر الفضيل بحلوه ومره ونعيش معها تلك الأوجاع وذلك الأذى الذي لحق بالإمام صاحب الذكرى وفعلًا انها المصيبة الثانية عند الشيعة لتاثيرها في النفوس بعد قضية الإمام الحسين” ع” وبما أننا نستذكر تلك الرزية وهذه الفاجعة حريً بنا أن نستلهم منها الدروس والعّبر وان لا تكون مجرد ذكرى عابرة تمر وتنتهي بانتهائها دونما أن نتلمس الأثر منها وكيف لا يكون ذلك لأننا إزاء شخصية تعد أنموذجاً في العلم والأدب والورع والزهد والتقوى فجدة علي “‘ع” باب مدينه العلم. ولد الامام الكاظم “ع” سنة ١٢٨هجرية .من ام مغربية كان ابوة الصادق “ع” يسميها “سبيكة الذهب” لعظم شأنها عنده” ع” . وكان له من الأولاد ثلاثين او أربعين وربما اقل وأكثر مع اختلاف الروايات ، لقد قضى الإمام حياته ذات ال٥٥عاما متنقلاً في سجون بني العباس وطواميرهم ف”١٤عاما” منها قضاها في السجن الصغير وباقي حياته ٤١ في السجن الكبير بما نسميه اليوم” بالإقامة الجبرية” لقد عاصر الإمام أربعة من الخلفاء العباسيين وهم (المنصور والمهدي والهادي وهارون الرشيد ) وكان جميع هؤلاء ينظرون في الإمام عدوهم الأول الذي يهدد ملكهم العقيم الذي كان يمتد من الهند شرقا الى المحيط الأطلسي غربا ، وكانوا يتوجسون منه خيفةً كل ما مر ذكره في بلاط السلطان وعند العامة لأنهم يعلمون علم اليقين أحقية الرجل بالخلافة منهم وقد اخذوا على أنفسهم عهداً بان لا يتركوا الإمام حراً طليقاً فكلما هلك أحداً منهم أوصى الآخر بان يُكمل ما انتهى به اخية من تَضيّق على الإمام الى أن جاء دور هارون الذي كان أشد وطأة مما سبقوه فكان أكثرهم إرهاباً ورعباً حيث لم يتذوق الإمام”ع” طعم الحرية آنذاك
وكانوا يمارسون المكّر والخدّاع في تعاملهم مع الإمام فيظهرون أمامه الود ويكتمون حقداً دفيناً وبغضاً لأل البيت “ع”
وكان هارون يأمر السّجان بان يضع القيود في يد الإمام “ع ” حتى وصل بة الآمر ذات في وضع أكثر من ٣٠رطلاً من الحديد لتمنعه من الوضوء والعبادة والتهجد لله ومّارس كل الوسائل الخبيثة من أجل تركيعة واذلالة وكان الإمام”ع” يتعامل مع الموقف بكل صبر ورباطة جأش مقتدياً بجدة الإمام الحسين” ع” فكان مثلة الأعلى الذي يحتذي بة ، حتى أن بعض الشيعة ضغطوا على الإمام ليكتب لهارون حتى يعطف علية ويطلق سراحه فكتب الإمام كلماته الشهيرة” اعلم يا هارون (كلما انقضى من سجني يوم انقضى من ملكك يوم ومالسجني وملكك دوام ) الى ان انتهى بة الآمر الى أن يأمر هارون بغلق ملف الإمام الكاظم”ع ” نهائياً فامر بسجنه عند السندي بن شاهك ليدسم السم في اكل الإمام. ع. ويذهب شهيداً مسموماً محتسبا الى الله ورسوله مشتكياً ظلم بنو العباس وكان من جملة أقواله ع. (ان المؤمن مثل كفتي ميزان كلما زيَد في أيمانه زيد في بلائه) وبما اننا نتحدث عن الامام السجين الذي يحق لنا وصفة بأنة اول سجين رأى في الإسلام الذي لم يهادن الظلمة” لا يفوتنا ان نتذكر السجناء الابطال الذين قضوا نحبهم في سجون الظلمة ابان النظام البائد والذي نعيش بعد غدا ذكرى زوال ملكة ومن هذا المنطلق نخاطب حكومتنا والتي ولدت من رحم الديمقراطية وجاءت من خلال دماء زكيه بأن تجرم سياسة تكميم الأفواه وان تطلق حرية الرأي والتعبير وان تصغي الى الرأي الآخر وان تستمع لما يقوله الناس والمصلحين منهم على وجه الخصوص فلا تبنى الدولة إلا بتعاضد الجميع وان كنا ننتقدها في جزئية معينة فهذا لا يعني أننا نريد إسقاطها ، علينا أن نعرف بأن كلمة الحق لابد أن تصدح رغم قوة الجبابرة والمتكبرين وكما يقولون تقاس الأمور بخواتيمها ” لقد كان موسى بن جعفر الكاظم سجيناً وكان هارون سجاناً، لكن والخلود كان لموسى فبغداد تزهو بسجينها لا بسجانها فالسلام علية يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا..