22 نوفمبر، 2024 5:58 م
Search
Close this search box.

(مصطفى فالح)…هذا اسمه!

(مصطفى فالح)…هذا اسمه!

قرابين الإهمال والمفهوم الخاطئ عن التوكل والتهاون بسلامة النفس والسلامة العامة متجسدة بمئات الحوادث المختلفة التي يضيق بها مقال مثل هذا، ينطبق عليه مقولة: (قليلُ كلامنِا كثيرٌ)، حوادث منها خطفت أرواح أوتركت أجساد بعاهات مستديمة، نسمع بها ونترحم على أمواتها وندعوا بالشفاء لجرحاها، سببها الأول الإهمال بتعاليم السلامة الموجب تعلمها وتطبيقها وفرض قوانينها وشروطها وضوابطها على الجميع.

وما حادثة العبارة في الموصل التي مزقت وأزهقت أرواح الأطفال والشباب ونحبت الأمهات مرهقات ملتاعات على أحبتهن إلا شاهد إثبات على إهمال دولتنا العتيدة بالسلامة العامة وإهمال المواطن لسلامته ولهذا نحن في فوضى ودمامة فلا قانون يلاحق ولا مسئول يحاسب.

سأل رجلٌ خاتم الأنبياء: يا رسول الله أترك ناقتي وأتوكل أو أعقلها وأتوكل؟ فأجابه عليه الصلاة والسلام: بل أعقلها وتوكل.

وهي إشارة للعمل ثم التوكل والأخذ بالأسباب والمسببات لتسلم، فلن يعصمك الله من أمرٍ خطورته واضحة وضوح الشمس وتمتلك المقدرة لتجنبه.

والسلامة العامة شبه مغيبة من قوانين وتشريعات من يمسكون سدة الحكم فلم تهزهم وطنيتهم أو شعور المسؤولية اتجاه شعب رفعهم إلى الفخامة والرياش متمنيا منهم أن يأخذوا ويعطوا لكنهم استسهلوا الأخذ وتكاسلوا وبخلوا بالعطاء، فأهملوا إشاعة وتطبيق ثقافة السلامة العامة لتنوير المواطن المغلوب على أمره والذي جار الزمن عليه المثقل بأحمال الهموم لتكون عونا في رحلته مع قسوة الحياة وتباعد بينه وبين مخاطرها.

في حينا فتىً لم يتجاوز 20 من عمره كثيرٌ ما أجده حين خروجي جالسا على الكرسي ينفخ دخان سيجارته بقوة كالمتمني بطلوع الروح معها، (مصطفى فالح) هذا اسمه، في يومٍ ما كان على دراجته النارية متوجها إلى بيته غير مهتم لحدود السرعة، لأنه لاتوجد لوائح وضوابط تحدد السرعة المقررة على أصحاب الدراجات والسيارات وفق الطريق الذي يسلكانه وتفرض وضع حزام الأمان والخوذة لتجنب السائق المخاطر، فجاء من جانبه اثنان من الشباب يتسابقون بسيارات اباءهم فانجرفت إحدى السيارات لتصدم محمود وتسقطه على الأرض، فلا الأباء حرصوا على تدريب السياقة بشكلها وأصولها وتعاليمها الصحيحة لأبنائهم ولا الأبناء لديهم معلومات صحيحة يلتزمون بها ومصطفى لا يفرق تفكيره وتصرفه عن الآخرين فحدثت الحادثة المؤلمة وسقط مصطفى.

وهنا تأتي السلامة الثانية وهي الإسعافات الأولية التي لم يعلم أهميتها ويتعلمها أغلب من يسكن في البقعة المسماة العراق، ولم تسعَ الدولة لنشر معارفها لسلامة مواطنيها، مصطفى رفع من الأرض بطريقة خاطئة حين كانت الإصابة بعموده الفقري، وبسبب الضربة وبسبب حمله بطريقة خاطئة أصاب تلف لنخاعه مما جعله مشلولا بشكل كامل وشفائه شبه معدم، وهو شاهد من شواهد لا ينفع معها الندم والبكاء والحسرات هي (قليل كلامنا كثير).

أحدث المقالات