البلدان المتقدمة صناعياً تنفق ما يقارب 3% من إجمالي نواتجها القومية على التعليم والبحث والتدريب ( unseco 2002 ) يقابلها أو ينجم عنها مخرجات ( سلع وخدمات ) تناهز 70% من مخرجاتها الصناعية في حين أن معظم البلدان النامية ومن بينها بلداننا العربية لا يتعدى أنفاقها المالي في حقول التعليم – والبحث العلمي عن عشر النسبة في البلدان المتقدمة فلم يعد التعليم عملية استهلاكية ومجرد خدمات إنما هو عملية إنماء بشري وإعداد للقوى العاملة المدربة التي تتطلبها خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتحديث المجتمع فالنظرة التقليدية التي تعتبر الإنفاق على التعليم استهلاكاً قد تبدلت وأوضحت الدراسات الاقتصادية أن التعليم يخدم غرضاً مزدوجاً فهو استثمار مباشر من حيث قيامه بإعداد القوى البشرية اللازمة لعمليات الإنتاج وهو استهلاك لخدمات غير إنتاجية من حيث إشباع حاجات الفرد .
وحسناً عملت غرفة العمليات بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي برسالتها الموجهة إلى الجامعات العراقية والمعاهد والهيئات التابعة لها ترجو منهم تقديم مقترحاتهم من أجل بناء إستراتيجية جديدة للتعليم العالي ترفع المستوى المهني للأستاذ الجامعي وطلابه وقد تلقت الوزارة جملة من الملاحظات أهمها :
1- أن تراجع الوزارة أهداف التعليم في العراق وتقارنها مع الأهداف في الأمم المتقدمة .
2- أن تقوم الوزارة بغربلة العاملين في التعليم العالي من رؤساء جامعات وعمداء كليات ورؤساء أقسام وأساتذة والموظفين على ضوء التقييم السنوي .
3- إصدار تعميم سنوي بمنع الأساتذة من استخدام الكتب التي مضى على طبعها خمس سنوات .
4- يمنع استخدام المحاضرات المكتوبة باليد .
5- تخصيص مكتب مناسب لكل عضو هيئة تدريسية وحاسوب .
6- قيام الحكومة والوزارة بدعم المكتبات ودور النشر التي تساهم في توفير الكتاب الجامعي .
7- العمل على استمرار تعزيز استقلال التعليم العالي .
8- أن لا يقل معدل القبول في الجامعات عن 70 .
9- الإسراع بتأسيس عمادات وكليات للبحث العلمي .
10- إعادة النظر في المناهج من التعليم الابتدائي حتى الدكتوراه .
11- إنقاذ وإسعاف طلبة الدراسات العليا .
12- الزام التدريسي بالمشاركة في مؤتمرين علميين على الاقل في السنة الدراسية .
إن التقدم العلمي والتكنولوجي والمعلوماتي في البلدان المتطورة لم يكن كذلك لو لم تنسح له البيئة والفرصة المؤاتية لهذا التطور فتوفر المناخ السياسي والاقتصادي والاجتماعي الملائم المقرون بتوفير البنى المؤسساتية للتربية والتعليم والتدريب المستمر قد أتاحت الفرصة لديمومة القدرات العلمية والتعليمية التي جعلت وتجعل التنمية البشرية مستدامة من جميع جوانبها .