5 نوفمبر، 2024 12:27 م
Search
Close this search box.

لا يغرنكم دعبول

تميز شهر آذار هذه السنة بتلاحق أحداثه، التي أخذت صدىً أوصل بعضها إلى حد “الطشة” وهو وصف شعبي لمستوىً عالٍ من الشهرة، يسعى من خلالها البعض للحصول على أكبر عدد من المتعاطفين بل حتى الناقدين فالمهم ان يكون الشخص معروفاً من العامة بغض النظر عن دوره ورأيه وموقفه ونتاجه ومكانته الإجتماعية!
لا تقتصر الطشة على الأفراد بل أحياناً يتناول المتابعون حدثاً بشيء من الإهتمام فيصبح مادةً دسمة لشغل أوقات الفراغ خلف الكيبورد لمن لا أهمية للوقت في حسابه.
من بين الأحداث التي حفظتها الذاكرة ( المحبطة ) في هذا الشهر، ما حدث في ملعب الشعب خلال التحضير لمباراة فريقي القوة الجوية والزوراء، التي أٌلغيت بسبب كثافة الجمهور وتزاحمه، وكادت أن تحصل كارثة لولا نباهة وفطنة المشرفين على تلك المباراة.
الحدث الآخر يتعلق بزيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني للعراق ولقاءه بالقادة السياسيين والمرجعيات الدينية وكيفية تعاطى الإعلام الإفتراضي والواقعي معها خصوصاً في زيارة الضيف لضريح الإمام موسى بن جعفر عليه السلام، التي عبر البعض عن إمتعاضه منها بإعتبارها تجاوزاً على البروتوكول الدولي!
حادثة العبارة في الموصل كانت من أعظم الأحداث وقعاً على وجدان المواطن العراقي والتي راح ضحيتها العشرات من الأبرياء في يوم النوروز.
زيارة رئيس الوزراء العراقي لمصر وحضوره إجتماعات القاهرة مع الجانب الأردني والمصري كانت حدثاً إيجابياً، لإسهامها في تعزيز مكانة العراق في الساحة الدولية والعربية، إلا أنها كشفت حقيقةً غابت عن أذهان كثير منا، مفادها إن إمتلاك جهاز الكلاكسي أو الأيفون يعد بمثابة وسيلة لمزاولة مهنة التحليل السياسي، كونه يتيح للجميع إعطاء رأيه بمقررات القمة وأبعادها السياسية والإقتصادية، فالراي معتبر وإن كان صادراً ممن يرتدي البنطلون (البنجر) أو الجينز الممزق!
عذراً أصحاب البنجر فالإساءة ليست مقصودة، فلربما طرحتم رأياً أفضل بكثير مما يقدمه أصحاب البدلات المستوردة باهضة الثمن كالتي يرتديها دعبول!
من الضروري وضع تصريحات دعبول “رغم تفاهتها” ضمن شريط الاحداث التي مرت خلال شهر آذار، والتي كان لها نصيب وافر من التعاطي بين التأييد والرفض.واقعيا.. فالهجمة على دعبول غير مبررة فالرجل يخاطب جمهوره الذي إستنجد به خلال حملته الإنتخابية “العركجية” “والقندرجية”..ورغم أن الأولى واضحة المعنى’ لكن الثانية، يصعب التكهن بما يقصده دعبول حين إستغاثته بهم، فالبعض يرى إنه كان يشير إلى باعة الاحذية فيما ذهب آخرون الى إنه يقصد بهم ممتهني عملية إصلاح الأحذية البالية أو ما يعبر عنهم “بالإسكافية” لكن يبقى المعنى في قلب دعبول فهو العارف بالجماعة التي تقدر مكانته وعلى ضوئها منحته الثقة اللازمة لوصوله إلى قبة البرلمان..
السؤال الأهم يتعلق بنوع الإنصاف والمنجز الذي حققه دعبول لإنصاف هاتين الفئتين؟بما إن دعبول لديه تصور كامل عن القاعدة الجماهيرية التي منحته ثقتها، فهو لم يك غافلاً حين أطلق تصريحاته كونه متأكدٌ من وصول ناخبيه حد الثمالة جراء شرب المسكرات فكان واثقاً من تصديقهم إياه فيما يقول!
هنالك فئة عمرية حاول دعبول مخاطبتها وهو يعزف على جراحات ابناء وطنه، وهي شريحة الشباب واليافعين تحت سن الخامسة والعشرين، وهي فئة يظن دعبول وأمثاله سهولة تمرير افكاره عليهم، كونها تمثل الجيل الذي شب في زمن الأنفتاح والرخاء النسبي والتطور اللافت في وسائل الإتصال لكنه جيل لا علم له بتفسير بعض المصطلحات التي كانت متداولة أيام الحصار الإقتصادي “كالشبيشة” ويقصد بها خليط غير متجانس من الشعير والذرة والدنان ونواة التمر المطحونة والتي إعتاد المواطن العراقي على تناولها كغذاء أيام المجد الذي يتغنى به دعبول!
الرجل وجمهوره لايسعفهما إدراكهما لبيان المقصود من عبارة “سكن على برودة الكاع” والتي تعني سكن العراقي الهارب من بطش صدام في أرض لا رزق له فيها يسد رمقه!
هل لدعبول وجمهوره القدرة على تفسير مصطلح (النيسان) الذي ذاع صيته ايام الحصار؟اكيدا لا علم له بذاك كونها تعني قيام فقراء الشعب بمزاحمة الحيوانات على إلتقاط ما تبقى من سنابل القمح والشعير بعد حصادها لتجمع في أكياس صغيرة الحجم عسى ان يسدوا بها رمق اطفالهم الجياع.
تطرق دعبول الى توزيع قطع الاراضي بمساحات واسعة وكأنه لا يعلم ان كلمة “خان” تعني سكن عدة عوائل مختلفة الانساب في دارٍ واحدة لتقاسم كلفة الإيجار.. وله أن يتصور ما ينجم عن ذلك من إنهيار للمنظومة القيمية والأخلاقية التي عمل صدام على هدمها طيلة فترة حكمه .
من المؤكد أن دعبول لا يصمد أمام من يتحداه لإثبات صحة ما يدعيه، فهل له أن يرشدنا للمنطقة التي وزعت فيها قطع ذات 600 متر ومن هي الفئات المستفيدة منها عدا أزلام النظام ومقربيه من الدرجة الأول، والقطع الأقل منها مساحة من نصيب أعوان آخرين كهبات فيما كانت مناطق الثورة والشعلة وحي النصر والنهروان وغيرها من المناطق التي لا تتجاوز مساحتها ال140 متر من حصة
سائر الناس ولا دخل للبعث ونظامه بتوزيعها.
ما ورد غيض من فيض، ويبقى الإعتماد على وعي الشباب في عدم تصديق ما يقال بين حين ٍ وآخر لتلميع صورة نظام البعث الإجرامي ، فيا ابناء الشعب أرجعوا إلى رشدكم لا يغرنكم دعبول بسخافاته…
منطقة المرفقات

أحدث المقالات

أحدث المقالات