22 ديسمبر، 2024 5:27 م

كل يوم ووزارة الداخلية تكتشف المزيد من الشهادات المزورة لضباط ولمراتب ، وكادت الاعداد تصل الى عشرات الالاف ، وحال البلد الأمني لا يحسد عليه ، والسؤال موجه الى كل من يسمون أنفسهم سياسيين ومسؤولين ، اذا كان الضابط في الداخلية صاحب شهادة مزورة ، كيف به ان يحمي المواطن .؟ وهو ليس صادق في شهادته أمام الله والوطن . او ان هناك ضابط في الجيش وهو أمر وحدة عسكرية يوجه جنوده لقطع السكة الحديد ليقوم ببيعها في عالم تجارة الخردة ، أي أمن هذا وأي ضابط ذاك، والحق يقال لو كان المسؤول الاعلى نزيها وصاحب شهادة علمية حقيقية لما حصل ما يحصل اليوم ، وان كل ما يقال من خرق للقوانين انما هو بسبب جهالة من تولى امورنا منذ عام 2003 ، حيث تم فتح التعيينات دون الالتزام بقواعد الخدمة العسكرية او قوى الأمن الداخلي او قانون الخدمة المدنية ، او حتى الالتزام بقواعد الخدمة في السلك الدبلوماسي ، وكان وراء كل هذه العشوائية في التعيين هو الكسب غير المشروع للاتباع والمؤييدين في الاحزاب السياسية ، التي كانت في بدايتها احزاب نخبة نشأ وترعرع اغلبها في المنافي وعلى موائد الدول المضيفة .
ان من أصعب الأمور هو أنك ترى ضابط يقود وحدة عسكرية او أمنية وهو أمي ، جاهل بأمور منصبه وأهمية هذا المنصب القيادي على أتباعه ومرؤسيه ، ومن الصعب أن تجد من هو مسؤول عن أمن البلد مستعد لفساده ان يبيع البلد بأرخص الأثمان ، وهذا ما كان سببا من الأسباب التي جعلت عصابات داعش تتسلل إلى البلد بكل تلك السهولة ، او من الصعب أن تجد ضابط او منتسب أمني يسمح بدخول الممنوعات الى بلده لأسباب تتعلق برشوة او خوفا من مسؤول حكومي فاسد هو الاخر ، او من الصعب ان تجد ضابط او منتسب امني يخوي الناس ويساومهم على ارزاقهم ، ومن الصعب ايضا ان تجد ضابط يسرق ممتلكات بلده ويبيعها للغير ، ومن اكثر الاشياء صعوبة ومرارة هو ان لا تأمن لمن هو مسؤول عن امنك ، واذا بحثت في الاسباب التي تقف وراء كل ذلك لوجدت ان اهم هذه الاسباب هو الجهالة بدور الوظيفة العامة في الحياة العامة ، لان الجهل هو اساس البلية التي ابتلى بها العراق بعد ان كان بلد كان فيه للقانون سطوة وقوة تمنع الجميع مسؤولا كان هذا الجميع ام مواطنا عاديا. لذا فأن وزارة الداخلية ،،وهي مشكورة جدا على صراحتها،،، أن تمضي إلى الإمام لفضح المتسربين إلى دوائرها من غير حملة الشهادات ، وان تحذو حذوها وزارة الدفاع ، بل وجميع دوائر الدولة ، حتى تطهر هذه الدوائر من المتسببين في معاداة القانون وخرقه وممن كان فشلهم سببا في تأخر العراق كل هذه الأعوام….