19 ديسمبر، 2024 1:00 ص

النفط واحد من اهم وسائل امريكا للهيمنة على العالم

النفط واحد من اهم وسائل امريكا للهيمنة على العالم

يزداد الوضع في فنزويلا خطورة والتباسا وتداخلا، يوم بعد يوم. فامريكا ما انفكت تهدد الرئيس الفنزويلي الشرعي، مادورا وعلى لسان ترامب ووزير خارجيته ومستشار الامن القومي الامريكي في وقت تزداد فيه، معاناة الشعب الفنزويلي بسبب الحصار والعقوبات الاقتصادية الامريكية الخانقة على الاقتصاد الفنزويلي، بالتدخل العسكري المباشر ان عجزت تحركاتها في القضاء على شرعية نظام مادورا والاتيان بغوايدو الموالي لأمريكا الى السلطة. في هذا الوضع الساخن، ارسلت روسيا عدد من العسكريين الروس بقيادة رئيس اركان القوات البرية الروسية. وكما تواردت الاخبار فان العسكريين الروس يشرفون الان على تشغيل منظومة اس 300للدفاع الجوي في ضواحي كاراكاس. ان هذا التحرك الروسي ما هو إلا رسالة للتاثير على الاجراءات العسكرية الامريكية ان هي حاولت الاقدام عليها، فانها سوف تكون بمثابة الكابح للغطرسة الامريكية. الامريكيون سوف يفكورن الف مرة قبل الاقدام على الفعل العسكري المباشر ضد نظام مادورا، وهم لن يفكروا فيه إلا اذا قرورا الصدام وهذا هو الاخر امر بعيد جدا ان لم نقل مستحيل. فروسيا دولة نووية عظمى. اما ما قاله ترامب من ان على روسيا الانسحاب من فنزويلا وإلا فان جميع الخيارات مفتوحة، وفي الصدد عينه، اعتبر نائب الرئيس الامريكي ان التحرك الروسي الاخير في فنزويلا، استفزازا وعلى ذات الخط وفي اتصال هاتفي لوزير خارجية امريكا مع نظيره الروسي؛ دعا روسيا الى عدم العمل على تفاقم الوضع في فنزويلا، ان هذه التصريحات لن تجعل روسيا تتراجع عن دعمها لشرعية مادورا، فقد ردت المتحدثة باسم الخارجية الروسية على ترامب من ان عليه او على امريكا ان تفي بتعهداتها الانسحاب من سوريا فقد مضى كثر من شهر ولم تسحب امريكا قواتها من هناك. الشيء الملفت للانتباه والذي يحمل فيه، جميع عناصر الادانة للتوجهات الامريكية سواء في منطتنا العربية او في امريكا اللاتينية؛ ان اغلب التدخلات الامريكية في دول العالم الثالث، يتم في دول محدودة وفي عينها، هي دول غنية بالثروات وبالذات النفط، اذا ما استثنينا دول اخرى من ذوات المواقع الجغرافية الاستراتيجية هي ايضا، دول محدود العدد. اما حديث المسؤولون الامريكيون عن حرية الشعوب وعن الديمقراطية فهو حديث كاذب وفيه الكثير الفريات وليس فيه ذرة من الحقيقة. الحقيقة هي السيطرة على الثروات النفطية في فنزويلا وفي غيرها من دول العالم الثالث. وهنا علينا ان نبين كي لايختلط الامر وتضيع الحقيقة في تراكم الكثير من التحليلات التى تطمس او تدفن هذه الحقيقة تحت الارض، على اعتبار ان امريكا دولة تنتج النفط وبالنتيجة هي غير محتاجة الى نفوط الدول الاخرى، او ان العالم سائر نحو بدائل اخرى غير النفط، وهذا هو الاخر اكبر خدعة يمارسها البعض بحسن نية او باخرى.. ان امريكا تنتج الان النفط الصخري وهو نفط مكلف أذ يتجاوز اخراجها اكثر من 40دولار للبرميل الواحد، هذا اولا وثانيا ان انتاجها لايسد سواء نصف حاجتها. الامر الاهم في موضوع النفط الذي هو، حتى الان والى مديات بعيدة، سلعة ستراتيجية، يرتكز عليها الاقتصاد وكذلك السياسة. ان امريكا تسعى وبكل الطرق سواء الهادئة والمرنة والناعمة حين تكون الرؤوس في دولة الهدف، دولة الخزين النفطي، مطواعة وتابعة وخاضعة لهذا الديناصور المفترس او خشنة وشرسة وقاسية وغير قانونية ولااخلاقية، حين تكون الرؤوس في دولة الخزين النفطي، دولة تبحث عن السيطرة على مواردها النفطية وتويظفها لخدمة مشاريعها التنموية بإرادة مستقلة وذات سيادة. أذ تعمد امريكا الى حرمانها من وسائل التقنيات الحديثة الضرورية لأستخراج ثرواتها بكفاءة عالية، بسلسلة من العقوبات. وحين تضطر الدولة المستهدفة امريكيا، الى البحث عن شركات اخرى لدول اخرى كالصين وروسيا، تبدأ امريكا حينها بتفعيل الوسائل المخبارتية على نار هادئة جدا وبنفس طويل وخلال هذا الوقت تمارس الضغط الاقتصادي الشديد الوطأة بفعل امتلاكها اي امريكا لعناصر التاثير الاقتصادي سواء امريكيا او في مناطق نفوذها والاعلامي الواسع الكفؤء والمبرمج للتاثير النفسي على الشعب..ان الامريكيين يريدون بكل الطرق والوسائل مهما كانت غير شرعية؛ السيطرة على مصادر الطاقة النفطية للتحكم بالسياسة السعرية لهذه السلعة الاستراتيجية. ومن خلال ذلك، املاء ارادتها في الهيمنة سواء الاقتصادية او السياسية على دول العالم بما في ذلك الدول الكبرى التى لاتمتلك هذه السلعة، في اجراءات وطرق ووسائل ما انزل الله بها من سلطان. لذلك نلاحظ الدعم الروسي والصيني لشرعية مادورا، كل دولة من الاثنين بطريقة تختلف عن الاخرى، ليس لجهة استثماراتيهما في فنزويلا فقط وعلى اهميته، ولكن لحسابات ستراتيجية تتعلق بمقاومة الهيمنة الامريكية على العالم. الامريكيون يقاومون الصعود الروسي والصيني؛ عبر تحجيم دورهما العالمي المقاوم للتغول الامريكي، روسيا حاليا والصين وضع الاساس من الان لتسهيل تحجيمها مستقبلا. نعود الى الوضع الساخن في فنزويلا، هذا البلد البوليفاري اليساري الذي خططت امريكا الى وضع العراقيل على طريق تطوره من لحظة فوز شافيز برئاسة فنزويلا اي قبل عقدين من الان وحاولت بكل الوسائل افقاره ودفع الناس الى الغضب من النظام، عبر حجب التقنيات الحديثة في الاستخراج النفطي سواء من الشركات الامريكية او اخواتها الاوربية، ووسائل اخرى كثيرة جدا، وما رافق هذا الافقار من اعلام واسع جدا، بالاضافة الى الفعل المخبارتي والذي كان الان من نتيجته؛ اعلان غوايدو رئيس البرلمان رئيسا مؤقتا في فنزويلا. كان هذا الاعلان بعد عودة غوايدو من زيارته الى واشنطن والتقاءه بترامب. من السابق لأوانه التكهن بمآل هذا الصراع في فنزويلا. مع ذلك فان الامر سوف يسير لصالح مادورا، اذا ظل الجيش على ما هو عليه الان والى الاخير. بالاضافة الى استمرار او زيادة الدعم الروسي ليس العسكري فقط على اهميته بل الدعم الاقتصادي وهذا الدعم حاصل حتى الان ولكن توسيعه وزيادته مهم جدا في تغليب كفة مادورا على المعارض ذي الولاء الامريكي، غوايدوا.