تراث الامام علي هو تراث النبي محمد وتراث النبي محمد هو تراث الاسلام متمثلا بالقران ، واما العلمانيون ولكلا المذهبين فكل طرف يبحث عن ما يروق له من احاديث موضوعة او يجهل تفسيرها ليطوعها وفق مزاجه حتى يتحدث ، وجميعهم وجدتهم يتحاشون الحديث عن تراث الامام علي وهذا نابع اما عن جهل او حمق مع اغراض خبيثة في النفوس .
فاذا كانت الغاية لكل العلمانيين هي حقوق الانسان والتعايش السلمي ومع مستحدثات العصر ، فمن الطبيعي ان يجد علمانيو السنة ضالتهم في تراث ابن تيمية وبعض الكتب الحديثية التي تنقل روايات حتى في قبائل غابات الامازون لم يقدم عليها احد وينسبونها لرسول الله صلى الله عليه واله وبعض الصحابة، ولهذا السبب تنفتح قريحتهم في النيل وحتى الاستهزاء بالمسلمين وتراثهم ، بل البعض منهم ينتقد حاكمية معاوية وانه تحت غطاء الدين سلب الحاكمية بينما في الوقت ذاته لا يتحدث عن حاكمية الطرف الاخر والمتمثل بحاكمية الامام علي والتي هي حاكمية الله عز وجل .
واما علمانيو الشيعة فيجدون ضالتهم ببعض خطباء المنبر ممن لا يستحقون ارتقاء المنبر والبحث عن خزعبلات دخيلة على ثقافة الاسلام ، ومن هنا ينال من الشيعة ولكن جميعهم لا يتحدثون عن تراث الامام علي عليه السلام ، وهيهات لهم ان ينادوا بمبدا ينهض بقيمة الانسان وسليم شرعا من حيث توابعه لم يكن له ذكر في تراث الامام علي عليه السلام .
الحديث عن التعددية، مصداقه في تراث الامام عليه السلام ، فلقد عاش في حكم الامام علي اليهودي والنصراني وحتى المجوسي ، واما مصطلح حقوق الاقليات التي يتحدثون عنها لم يكن لها وجود عند الامام لان الاقلية لا تشعر اطلاقا بانها اقلية ، بل زد على ذلك شكى نصراني عند الامام على مسلم قتل خنزيره فحكم له الامام علي بان يشتري المسلم خنزيرا للنصراني او يدفع له ثمنه ـ فقال المسلم انه حرام وقد حرمه القران ، فقال له نعم ولكن لا يحق لك ان تتعدى على من يراه ليس بحرام من الاديان الاخرى ، والشواهد كثيرة .
وعلى جانب اخر نجد ان الكثير من المفكرين والشخصيات المثقفة تتخذ من اقوال الامام علي عليه السلام مبدا تعتمده في حياتها ولعل رسالة الامام الى مالك الاشتر خير دليل على ذلك في اثبات عظمتها وتجاهل العلمانيون من السنة والشيعة لها .
اما المجال المشترك بين علماني السنة والشيعة هو الخوض في تفسير القران وفق ما يحلو لهم ويفسروه وفق ظاهره بل البعض منهم يرفض بعض تشريعاته ولو انهم تنازلوا قليلا وسمحوا لثقافتهم بان تطلع على تراث الامام علي عليه السلام بخصوص ما يشككون فيه من تشريع لوجدوا قصر نظرهم وجهل تفكيرهم ولربما عنادهم في تفسير الامور في غير مكانها .
نعم لقد قرات لنصر ابو زيد وللجابري ومالك عبد النبي وعبد الواحد بن عضرا وعبد المجيد الشرفي ومصطفى ملكيان وعبد الرزاق جبران وحسن حنفي والعفيف الاخضر وعد الكريم سروش وغيرهم وباستثناء علي شريعتي الذي يعتمد احداث فجوة بين علي وشيعته ، اما البقية وجدتهم الكل يشتركون في تجاهل تراث الامام علي عليه السلام وهم امام احد امرين كما ذكرت اعلاه اما لجهلهم او لغاية في نفوسهم واذا كانت الثانية فهذا يعني انهم يعلمون علم اليقين بان تراث الامام علي ينسف ما يرومون الوصول اليه من تضليل الاخر بافكار فضفاضة تبعد الانسان عن قيمته الحقيقية .
اما افكارهم بخصوص المراة فانها العكاز المتهرئة التي يتعكز عليها العلمانيون سنة وشيعة فانها مردودة جملة وتفصيلا ولا يمكن لافكارهم ان تصمد امام فقيه مسلم متبحر بالثقافة الاسلامية وليس امام تراث الامام علي عليه السلام .
اليوم بالنسبة لنا نحن الامامية نرى ان جهد واجتهاد المرجعية في السير على خطى اهل البيت قد اوصد الباب وسد الطريق على هذه الشخصيات العلمانية من انتقاد خطاب المرجعية بل انها اي الشخصيات العلمانية تنال من فتاوى التكفير لمتطرفي الطرف الاخر ومن خلالهم ينالون من الاسلام .