22 نوفمبر، 2024 7:00 م
Search
Close this search box.

ماذا تعني عبارة ” العراق ساحة لتلاقي المصالح” ؟

ماذا تعني عبارة ” العراق ساحة لتلاقي المصالح” ؟

أكيد سمعتم عدة مرات عبر تصريحات برهم صالح وعبد المهدي العبارة التالية “ العراق ساحة لتلاقي المصالح” وتم التأكيد عليها خلال زيارة محمد جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني للعراق الذي أمضى فيها نحو 5 أيام وكذلك خلال زيارة روحاني. تعالوا معي لنتعرف ما المقصود بهذه العبارة التي توحي للمتلقي أنها تمثل دولة المعايير المتوازنة المخلصة الحريصة على سيادة البلاد ومصالحه العليا (ولو) كنا نأمل هذا لكن الحقيقة عكس ذلك .ولتبسيط الأمر على القارئ نبين التالي:-

1. جاءت هذه العبارة خدمة لإيران المشروع وليس لإيران الدولة .

2. اندماج العراق مع ايران دون الإعلان الرسمي وإلا ما معنى؟:-

أ‌. منح اكثر من نصف شط العرب لإيران .

ب‌. إلغاء رسوم تأشيرة الدخول للجيوش الإيرانية التي يبلغ عديدها سنويا اكثر من 8 ملايين ” زائر” وسيزداد هذا العدد بعد تنفيذ هذا الأمر اعتبارا من بداية شهر نيسان المقبل والعراق يعاني أصلا من مديونية داخلية وخارجية نحو 134 مليار دولار وعجز في موازنة 2019 نحو 21 مليار دولار مع اقتصاد هش ودمار للمناطق المحررة بنسبة 80% وفساد مشرعن مدعوم من ذات القوى المرتبطة بالمشروع الإيراني.

ت‌. السكوت عن سرقة النفط العراقي من حقول (الفكة – مجنون- نفط خانة ).

ث‌. ربط خط سكة حديد العراق مع ايران دون مقابل وهذا الأمر يشكل أكبر خطورة وتهديد للأمن القومي العراقي بكل ما تعني هذه المفردة وسيلحق ضررا اقتصاديا كبيرا بالموانئ العراقية ويعزز مفهوم تدمير العراق من الداخل.

ج‌. رفع قيمة الصادرات الإيرانية للعراق إلى 24 مليار دولار سنويا ..والسؤال :أين دعم الاقتصاد العراقي والنهوض به وتشجيع الصناعة والزراعة إذا اعتمد العراق بنسبة 90% على الناتج الإيراني .

ح‌. فتح منافذ حدودية جديدة مع ايران لتبلغ 38 منفذا في ظل سيطرة اتباع إيران ومليشياتها المسلحة على المنافذ الحالية والطرق المؤدية إليها لاسيما أن موضوع فساد المنافذ الحالية عرض على المجلس الأعلى لمكافحة الفساد وهي ضمن مشروع “المكافحة”.

3. لم يتجرأ لا برهم صالح ولا عادل عبد المهدي على طرح المواضيع التالية خلال المفاوضات مع روحاني :-

أ‌. غلق نهري ديالى والكارون وبعض الروافد المهمة عن العراق .

ب‌. تهريب المخدرات إلى العراق .

ت‌. فتح المبازل المالحة والسيول الجارفة على الأراضي العراقية.

ث‌. المواد الغذائية الفاسدة التي تسببت في موت العراقيين.

ج‌. تشكيل المليشيات المسلحة وتمويلها.

4. الاتفاقيات التي إبرمها عبد المهدي مع روحاني هي موت معلن لبرنامجه الحكومي.

5. عبارة (العراق ساحة لتلاقي المصالح) جاءت لحماية إيران ومشروعها في المنطقة ولو كانت علاقتنا مع ايران كدولة جارة ونتعامل معها وفق مصالح متوازنة لقلنا أهلا وسهلا ولكن ندرك مع الأخرين أن هذه العبارة وما نتج من إبرام اتفاقيات معها ستكون كارثية على العراق والمنطقة ..والمواطن العراقي سيتحمل نتائج هذا الارتباط المذهبي السياسي على حساب سيادة البلد.

6. من حيث الواقع (العراق ليس ساحة لتلاقي المصالح) وإيران هي اليد العليا فيه .

7. ما نتج من اتفاقيات مع ايران تؤكد على سعيها من خلال بيادقها تحقيق الاندماج السياسي والاجتماعي والاقتصادي والعسكري والأمني ليبقى العراق يدور في فلكها وهذا الموضوع ليس جديدا بل كان مطروحا قبل 2003 .

8. دول المنطقة والعالم تعي جيدا أن إيران تتعامل مع العراق وكأنه أحد محافظاتها.

9. عبارة (العراق نقطة لتلاقي المصالح) لا تشترى من قبل دول المنطقة.

10. العبارة أنفة الذكر هي رسالة قوية إلى واشنطن مفادها أن إيران لازالت تحافظ على نفوذها بالعراق رغم العقوبات الأميركية.

11. العبارة أعلاه هي تجسيد لتصريحات عبد المهدي التي تؤكد “على دعم الكتل والفصائل المسلحة والتيارات العراقية للتعاون مع إيران وبمقدور البلدين تطوير وتوطيد العلاقات الثنائية في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والتعاون الإقليمي والدولي” .

12. عبارة “العراق ساحة لتلاقي المصالح” جاءت استجابة للمشروع الإيراني بجعل العراقيين أقلية بالنسبة للإيرانيين وفق قانون الجنسية المقترح. وبالتالي سيكون البرلمان والحكومة “ملك صرف” للإيرانيين.

13. عبارة صالح وعبد المهدي لن تخرج من دائرة الدفاع المستميت عن إيران في المحافل الدولية والإقليمية بل تأكيداً على أن العراق هو القلب الإيراني النابض لمشروعها الخبيث.

نامل أن يكون حرص المسؤولين العراقيين بنفس مستوى حرص نظرائهم الإيرانيين على بلادهم.

أحدث المقالات