يشهد الله , لستُ من دُعاة تقسيم العِراق , ومن يعرفني عن قُرب سيستغربُ مما كتبت , القاصي والداني في كل شبرٍ من أرض العراق , يعلم الآن جيداً ,إستحالة (تقبل السني للشيعي والعكس ربما يكون مشابهاً ) ما مر مِن أحداث عنفٍ طائفي ,إبان عامي 2005-2007 وأقولها بصراحة وللأسف , جعل الحقد يشتعل في كل (عقول وأبدان ) من هجروا أو قتل احد أبناءهم , ووصل الحقد إلى درجة (التمثيل بالجسد) ! .يلعب الإعلام الطائفي , دوراً كبيراً في بث سموم التفرقة بين أبناء الوطن الواحد , وإنني أعلم جيداً إن العراق الذي ترعرتُ في أرضه يتكون من أطياف متعددة وربما يكون البلد الوحيد الذي يتلون بكل الأطياف , شيعة , سنة , مسيح ,صابئة , أيزيديين , شبك , أكراد ……………الخ . يحزُ في نفسي أن أرى بأم عيني (الكفاءات ) وهي تهاجر الى بلدان (تأويها) ويصل بهم القرار , بتسقيط الجنسية العراقية والمطالبة بجنسية البلد المضيف ..! نعم لقد سقطت الهوية , وإنتهى العراق ,من حيث التكوين وتعدد الأطياف وإنني اتكلم هنا من أرض الواقع المرير الذي أعيش فيه وحسرتي تقتلني في الساعة ألف مرة !! نعم , أخي القارئ ,الكريم إنتهى (العراق ) القديم , ولنبدء ببناء العراق الجديد لكن !! وهنا أقف وأحب من يشاطرني الرأي ,العراق الجديد , كيف نبنيه ؟ ولنكن شجعاناً ولينتهي الصمت وضياع الوقت , ليجلس الجميع ( وليتحاور) لكم دينكم ولي دينِ , ولأننا وبصراحة وصلنا الى طريق مسدود ولايمكن لجميع أطياف الشعب العراقي ,أن تواصل العيش فيما بينها ,لأن الظروف التي مرت والأصح مازالت ! تضعنا جميعا أمام خيار صعب وهو (التقسيم ) ,هل يعقل أن يستمر التعايش بين مكونات الشعب العراقي والقتل على الهوية؟! بالطبع كلا , ولكي تستمر عجلة الحياة في بلادنا , علينا أن نستسلم للواقع الذي فُرض علينا ,من خلال السياسات الخاطئة التي إنتهجها سياسيون فاشلون , تدربوا خلف أسوار العراق وكان ولائهم ليس لبلدهم الأُم ,بل للدولة التي ملئت جيوبهم (دولارات) واسكنتهم بيوت فارهة في منتجعات وأماكن كانوا يحلمون بها ,والثمن للأسف إستقرار بلادهم , وأمن شعوبهم , ولست هنا بمحرض لتقسيم العراق ,! بل وجدت من الأنسب للجميع ,أن يأخذ حقوقه من خيرات بلاده ويعيش معزولاً , لينسى مآساة اسمها (الطائفية) وليبقى العراق ذكرى خالدة في ضمائر (الوطنيين الصادقين) الذين ربما يلومونني لأنني أطالب هنا بمطالب عكس ما طالبت مسبقاً , ولأنني أعيش في الداخل وبين فقراء القوم , أطالب الجميع بوقفة شجاعة وأن يعترفوا بفشل مشروع (الشراكة الوطنية ) والبدء بمشروع (الأقاليم ) لكي ينعم الشعب , وينتهي مسلسل (إراقة الدماء البريئة ).