ميكافيلي وكتابه الأمير , معروف ومشهور ومتبع ومقروء في عصرنا الميكافيلي الوقح الشرس الطباع والتفاعلات.
وقد يستغرب القارئ من العنوان , لكنه الحقيقة الدامغة الموجعة المؤسفة الفاجعة الفاعلة في الواقع العربي خصوصا والعالمي عموما.
فلو نظرنا إلى ما يدور في واقعنا , ويقوم به المدّعون بالمذاهب بعمائمهم ولحاهم وأحزابهم ورموزهم , سيتضح لما بسطوع فاضح أنهم يسوغون أية وسيلة مهما كانت قبيحة وشنيعة وسافلة للوصول إلى غاياتهم!!
فهم يبررون الخيانة والتبعية والإذعان , وتدمير الوطن وقتل الشعب , وتشريد المسلم ومصادرة حقوقه وإنسانيته لأن الوسيلة تخدم غاياتهم الفئوية لا غير.
فما الفرق بينهم بين مذهب ميكافيلي؟!
أ ليسوا يترجمون نظريته ومشروعه في الحكم والقبض على مصير البشر؟!
مالفرق بينهم وبين جميع طغاة الدنيا ومستبديها وديماغوجييها والمعبرين عن الطباع السيئة والشرور المقيتة.
مَالفرق بين الذي يقتل المسلم لأنه ينتمي لمذهب آخر أو طائفة أخرى , ولأن إسمه كذا وكذا , أو لأنه من هذه المنطقة أو تلك , وبين الذي يقوم بواجبات محاكم التفتيش الآثمة التي فتكت بالبشر البريئ؟
مَالفرق بين ميكافيلي والمتمذهبين الذين يعذبون أبناء شعبهم المسلم وينتهكون الحرمات والمجازر والمظالم ويكيلون الإتهامات للناس الأبرياء ويبيدونهم عن بكرة أبيهم.
إنّ ما يجري في بعض المجتمعات العربية التي تدّعي فيها الأحزاب (الدينية) بأنها تحكم بإسم هذا المذهب أو ذاك , إنما يشير وبأدلة دامغة على أن إمامها جميعا وبلا إستثناء هو ميكافيلي , لأنهم يعبرون عن منهجه بأساليب وقدرات ما خطرت على باله ولا عبرت أفق خياله , إنهم أتباع ميكافيلي المخلصون المؤمنون بكتابه الأمير , والذين يعتقدون به , فكتابهم الأمير وإمامهم ونبيهم ميكافيلي , وهم يؤدون طقوس عبادته في محاريب جورهم وفتكهم بالواقع والإنسان.
ومَن لديه دليل على أن الأحزاب بمذاهبها ومدارسها , لديها إمام آخر غير ميكافيلي وكتاب غير كتاب الأمير , فليأتي بدليل ملموس يسعى في الواقع , لا أن يدافع بقول مخبول , وإنفعال مسعور , لا يشير إلا للعاطفية الحمقاء وفقدان العقل وغياب المنطق والدليل العملي والعقلي.
فانكروا إمامكم ميكافيلي وأحرقوا كتاب الأمير , وعودوا إلى أئمة المذاهب الأصلاء الأنقياء الأطهار , وإلى كتاب الله المبين , فالله ربنا ومحمد نبينا والقرآن كتابنا , فهل أنتم لا تتذكرون؟!!
ولا تغضبوا وتتعصبوا وواجهوا أنفسكم , واتقوا الله فيما تقولونه وتفعلونه !!
“وقال الرسول يا ربي إن قومي إتخذوا هذا القرآن مهجورا” 25:30