22 نوفمبر، 2024 10:01 م
Search
Close this search box.

هيئة النزاهة واشكالية من يفسد من منتسبيها

هيئة النزاهة واشكالية من يفسد من منتسبيها

ان من عجائب الأمور في هذا البلد هو تداخل الخنادق فيما بين الأضداد ، والضد كما هو معروف لا يعرف إلا بالضد ، وهذه القاعدة لم تعد تنطبق على هيئة نزاهتنا ، فهي تلبي قاعدة ماركسية مفادها وحدة وصراع المتناقضات ، لكن هذا الصراع لا ينتج تحول جديد انما صراع يميل تدريجيا لصالح المفسدين ، وبالنتيجة يتعايش المتناقضان في وحدة غريبة لا يعلم مداها الا القضاء .
ان هيئة النزاهة رغم تحفظنا على وجودها ، فهي حلقة مهمة وان كانت اضافية لكشف المستور من كل انواع الفساد ، الا انها فشلت لعاملين اساسين اولهما انها لم تأخذ على محمل الجد كشف الفساد بكل انواعه كشفا قضائيا ، بل ظلت تدور حوله باجراءات خجولة خائفة مما أفقد العملية برمتها اهميتها القانونية وشجعت الطرف المقابل على المضي بفساده وشجعت اخرين لارتياد هذا المضمار المميت ، والسبب الثاني هو ان كل من ترأس هذه الهيئة ولأسباب عديدة كان انهزاميا ، او انه أتبع المثل العراقي القائل (إني شعلية ) كما ويمكن اضافة سبب ثالث ولكن بنوعية اخرى هو ان بعض القضاة العاملين في هذه الهيئة يبتعدون عن قاعدة المسؤولية التضامنية للدائرة الواحدة وللتسلسل الاداري ، بل ولاسباب عديدة اخرى يرمون بأثقال الجريمة على الموظفين الصغار ولا يتدرجون بالتحقيق صعودا إلى الدرجات العليا وفقا للقاعدة المعروفة الكل له دوره ، او حتى اذا تم التحقيق فإن نتائجه لا تلحق بالكبار بل الضرر كل الضرر يصيب الصغار ، وكثيرا من القضايا أصابت الصغار المحدثين ، كما وأن بعض من قضاة هذه الهيئة يوجهون التحقيق نحو الصغار بغية ابتزازهم . عليه فإن من يحارب الفساد تجد في ثناياه الفاسدين .
ان عمليات محاربة الفساد في كافة دوائر الدولة ابتداءأ من التحقيق الإداري الأولي وانتهاءأ بالقضاء مرورا بالنزاهة ، يصيبها الكثير من الشبهات ، وهي تعد بمثابة المشجع للفساد لا محاربته ، ويذكرني هذا الاستعراص بنشاط الشعبة الاقتصادية في مديرية الأمن العامة، التي كانت تبحث هي بأمور الفساد وتقتنص الفاسدين ، وهكذا كانت هذه المديرية يخشاها حتى الأبرياء لانها كانت بالفعل تلاحق التلاعب وتلاحق كل ما يهدد المال العام ، عليه فان ابتداع هيئة النزاهة كان بمثابة ابعاد القضاء عن دوره المرسوم له بموجب القانون الجنائي رقم 111 لسنة 1969المعدل ، كما وأن القضاء لم يعد ذلك القضاء الذي لا يخاف الفاسدين ، فهيئة النزاهة تذكر الجميع بالثل القائل( ردناها عون طلعت فرعون).. وكان الله في العون .

أحدث المقالات