في الصباح كانت الاخبار كالتالي :
بالاخبار اليوم الكل كاف ردانه ويقول راح اقضي على الفساد الحكومه تقول بانها صنعت انجازا جديدا وهو استحداث المجلس الاعلى لمكافحة الفساد هذا طبعا اضافة الى كل المكاتب والغرف والبيتونات الاخرى لمكافحة الفساد مثل هيئة النزاهة ومكاتب المفتشين العموميين وهيئات الرقابه وجيوش كامله شايلين سيوفهم ويحاربون الفساد ليل نهار ، ماشاء الله ، اللهم زيد وبارك ، بالمكافحين الشريفين العفيفين.
اليوم كل شي تمام ، كلها لابسه ملابس مال محاربة الفساد ، الاحزاب يقولون بلسان رجل واحد ، سنقضي على الفاسدين ، الفاسدين يجب ان يحاسبون ويسجنون ويصلبون وتقطع ارجلهم وايديهم من خلاف ، ان الفاسدين يجب سحقهم وتدميرهم وتفليشهم ، وتعليقهم فلقه ، واذا لم يتم القضاء على الفساد فحضروا نفسكم والجنط مالتكم وعلة المطار عدل ، لان راح تصير ثورة عارمه تاكل الاخضر واليابس، فتحت التلفزيون فاذا بمسلسل ولاية بطيخ يقول أموري في المشهد : صدعوا رؤوسنا بمكافحة الفساد هم يسكنون القصور ويستلمون بلاوي زرقه ويقولون في وسائل الاعلام انهم سوف يقضون على الفساد وأنهم سيوف بتارة في وجه الارهاب والكباب.
وعند الظهيرة :
كنت اتكلم مع احد اصدقائي قلت له ” الجماعه صار كم شهر يومية يجتمعون وماكو قبض” فاجاب “منو يجتمعون ” قلت له ” الجماعه غير عقدوا جلسة البرلمان واتفقوا على ان يبدأو من نقطة الصفر ويسووها كمرة وربيع ، يا أخي ترضاها بالله ؟ بس يستلمون رواتب ملايين بلاوي وماكو قبض ” اجاب صديقي بعد ان طفرت حواجبه فوق عيونه بمتر ” وانت شعليك ” اجبته مندهشا ” شنو شعلي غير اني عراقي .. ودافكر بس بصوت عالي ” وبعد ان رجعت حواجب صديقي الى مكانها الطبيعي قال ” وانت شمفهمك بالسياسة لاتتدخل ” فقلت له ” بابا يا سياسة اني اريدهم يزيدون رواتبنه ” اجاب بعد ان عض لسانه ” لك تاخذون ملايين وبعدكم تبجون .. خلف الله عليهم زيدو رواتبكم ، عمي بوس أيدك وجه وكفه ” أجبته والحرائق في دمي ونسيت حقدي كله في لحظة ” يمعود ياملايين ، كفيلك الله الراتب يخلص في ساعات الفجر الاولى ” قال صاحبي “شنو” قلت ” الله وكيلك الراتب من ايدي لابو المولده والديانه وابو الاسواق وابو الفرن مال الصمون وام حسين الدلالة ، وفلوس الخط مال الجهال والقسط مال السلفه والقسط مال السيارة هذا كله بجفه والمصرف مال البيت بجفه ” صاحبي فتح حلكه وقال “عززززه هاي الفلوس كلها تدفعها من راتبك ماتكولي راتبك شكد” ؟! قلت في قلبي ” الله اليستر ” فجاة وصلتني رساله عالهاتف .فتحتها ، بعثها لي مدير الماليه بالدائرة ” تم استقطاع راتبك لهذا الشهر ولن يتم اعادته الا بعد جلب المستمسكات الاربعه مع بطاقة الطحين وبطاقة النفط .!!!!
وعند منتصف الليل :
بعد ان دخنت خمس باكيتات ونمت مقهور . ومتغطي وصوت الشخير مالي يوصل لراس الشارع ، حسيت واحد يجر بالبطانية ، اني عبالي دأتفرج عالحلم ، باوعت فاذا بالحجية اجر بالبطانيه ، وسحلتني من رجلي ” اي اكعد ياأبني مو صارت الغبشه . شبقه من الراتب انطيني داجيب ١٧ كيلو دجاج حتى اسوي ثواب للمرحوم ، فقلت ” وشمعنى ١٧ كيلو ياامي ” طبعا الحجيه ماجاوبتني سوت نفسها ماتسمع ، ولطشت وجرت البطانيه ، غطيت راسي وانا استمع الى اغنية المرحوم سعدي الحلي ” يامدلولة شبقه بعمري غير الالم والونه .. .. وألك ونه …