يومان فقط تفصلنا عن إنعاقد ثاني مؤتمر للنخب والكفاءات العلمية والسياسية الوطنية العراقية , الذي سينعقد في عاصمة الولايات المتحدة الأمريكية واشنطن بتأريخ 13 / آذار / 2019 وهذا المؤتمر أو التجمع أو العرس الوطني العراقي يعتبرالخطوة الثانية في رحلة الألف ميل التي بدأت بعد مؤتمر “ميشغن” , ولن يكون الأخير بإذن الله وهمة أبناء العراق الغيارى الذين كانوا ومازالوا يواصلون الليل بالنهار منذ عام النكبة 2003 وحتى أن يتم تحرير وتطهير الوطن من هذه الشراذم وبراثن الاحتلال الإيراني البغيض , وطرد هذه الشلة اللصوصية المارقة التي ولدت من رحم الحقد والبغض والكراهية الفارسي الشوفيني العنصري على كل ما هو عربي وعراقي ومسلم , تلك العصابات العنصرية الطائفية التي ما كان لها أن تحلم يوما ما بالوصول إلى حدود العراق العصي والمحصن والمهاب قبل الاحتلال , لكن حجم التآمر والخيانة والعمالة والتجسس ونسج وفبركة الأكاذيب والتلفيقات وتضخيم خطر العراق على العالم .. بأنه يمتلك أسلحة دمار شامل وغيرها من قبل هؤلاء أدت إلى أكبر كارثة إنسانية في تاريخ العالم المعاصر , ناهيك عن الحصار الذي أنهك كاهل أبناء الشعب لشدة وطأته وقسوته خاصة في سنواته الثلاثة الأولى 1991 – 1994 , وحتى أن تم الاتفاق على برنامج النفط مقابل الغذاء والدواء , الأمر الذي جعل منه هؤلاء الأوباش شماعة وفرصة تاريخية تاجروا بها وبدءوا بتشكيل ما يسمى بمعارضتهم الهزيلة والعميلة التي تزعمها نفر ضال من أمثال المقبور أحمد الجلبي وآل الحكيم وبعض القيادات الكردية العميلة, وهؤلاء مجتمعين بعد أن حصلوا على الضوء الأخضر من أسيادهم وأولياء نعمتهم كانوا يوهمون ويعدون العراقيين بفجر قريب مشرق سيجعلون من العراق حال وصولهم لسدة الحكم ” يابان وألمانيا ” الشرق الأوسط الجديد .. !!!, وإذا بالعراقيين بعد 16 عشر عاما من تسلطهم وبسط سيطرتهم وسطوهم على مقدرات العراق .. باتوا يحنون حتى لسنوات الحصار بالرغم من قسوتها … !!!؟, حيث كانت الحصة التموينية المكونة من 24 مادة تصل لكل عراقي بدون عناء, وكانت الزراعة والصناعة تزدهر وتتعافى وعجلة البناء والاعمار مستمرة وخدمات التربية والتعليم والصحة مجانية بالرغم من ظروف الحصار القاهرة والاستثنائية
من خلال هذه المقدمة المقتضبة أعلاه .. نود أن نذكر أهلنا وأخواننا العراقيين في الداخل والخارج , ونضعهم أمام حقائق وأدلة دامغة لا غبار ولا لبس فيها , بل بات يدركها القاصي والداني في أبعد وأقصى قرية وقصبة من قرى وقصبات العراق من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه , بفضل ما يقال ويكتب وينشر , وما وفرّته وتوفره من فرصة ذهبية لكل من يبحث عن الحق والحقيقة القنوات الفضائية ومواقع ومنصات التواصل الاجتماعي , والتي باتت تفضح وتعري بالصوت والصورة تجار الدين والمذاهب والمخدرات والموبقات بكل أشكالها وألوانها , أصحاب وأدعياء المظلومية !!!, وتكشف عن حجم الخراب والدمار والسرقات والنهب المنظم والغير مسبوق أمام الملاً , بالإضافة لما يقوم به فيلق الإعلام الوطني الرائد الذي لا يكلّ ولا يمل ولا يخاف أو يخشى في الدفاع عن الوطن وأبناء شعبنا المظلوم والمنكوب لومة لائم أبداً
نعم .. بكل فخر وشرف واعتزاز بعروبتنا وعراقيتنا .. قلناها قبل الاحتلالين الغاشمين المركبين البغيضين بسنوات عديدة بأن هؤلاء الأوباش في حال تسلموا مقاليد الحكم في العراق فإنهم سيدمروه وسيسرقوه وسيقسموه إلى اقطاعيات طائفية متقاتلة متناحرة فيما بينها وسيعيدوه إلى حقب التخلف والهمجية والغوغائية والجاهلية الأولى وسيلهونه وسيشغلونه بالخرافات والأساطير التي لا تمت للعقل ولا لأي دين بأي صلة , وسيدمرون كل شيء جميل فيه بما فيها وعلى رأسها منظومة القيم والأخلاق والأخوة واللحمة الوطنية العراقية بين جميع مكوناته ونسيجه الزاهي المتنوع , وكنا على حق وصدقت كل تنبؤءاتنا
أيتها الأخوات أيها الأخوة الأعزاء .. نكرر ما جاء في متن المقال : شتان بين مؤتمرات الخيانة والعمالة والتجسس والكذب والافتراءات ورهن وبيع الوطن في أسواق النخاسة والبازارات الدولية والإقليمية الممتدة والمتواصلة منذ أول مؤتمر عقدوه أراذل وسماسرة الاحتلالين , وبين من ترنوا وتتطلع إليه النخب الوطنية والكفاءات العلمية من حملة الشهادات الراقية التي نالوها من أرقى جامعات العراق عندما كان صرحاً علمياً يضاهي صروح العلم في أرقى وأغنى دول العالم .. قبل أن تخيّم عليه هذه الحقبة والفترة المظلمة بعد عام 2003 , والذين عقدوا العزم وأقسموا أمام الله والوطن والشعب بأنهم سيعيدون بناء العراق خلال فترة وجيزة بالرغم من حجم الخراب والدمار الذي أحدثوه أصحاب الشهادات المزورة بما فيها شهادة المدرسة الإبتدائية !!!, وانتحلوا الأسماء والألقاب العلمية والرتب والنياشين العسكرية بدون أي وجه حق وتقلدوا أرفع المناصب !!!, وها هم قد جعلوا العراق للأسف في مقدمة الدول المتخلفة , وجواز سفر المواطن العراقي مبتذل بلا قيمة أو احترام , وعاصمة العراق ” بغداد ” التي كانت بالأمس القريب من أرقى وأنظف وأأمن العواصم , باتت اليوم للأسف من أقذر وأوسخ المدن وعبارة عن مكب للنفايات , ومقر وماخور وساحة للجريمة المنظمة ولتجارة المخدرات والجنس والأعضاء البشرية
أخيراً .. لا يسعنا أيتها الأخوات والأخوة الأفاضل .. إلا أن نشد على أياديكم ونبارك لكم مؤتمركم هذا , وكل خطوة تخطونها بإتجاه إعادة الأمل والبسمة على شفاه 6 مليون يتيم ومشرد , و3 مليون أرملة , وأكثر من 5 مليون أمي , وثلث أبناء شعبكم يعيش تحت خط الفقر المدقع , وأكثر من 10 مليون عراقي بين لاجئ ومهجر ومغترب ونازح داخل وخارج الوطن , ونقول لكم بصوت عراقي واحد موحد سيروا وعين الله ترعاكم من أجل بناء عراق آمن مستقر مزدهر تتكاتف وتتظافر فيه كافة الجهود الوطنية الخيرة في الداخل والخارج , لبناء علاقات طيبة ومتوازنة مع جميع دول العالم على أساس المصالح والاحترام المتبادل وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية … بعد أن تعترف بخطئها الفادح الذي ارتكبته بحق العراق وشعبه , وتعيده إلى أهله وأبنائه المخلصين بعد أن خطفه هؤلاء الأقزام , وقبل كل هذا وذاك يجب على الاإدارة الأمريكية أن تمكن وتقف بحزم مع العراقيين الوطنيين الأحرار من أجل إعادة ما نهبوه وسرقوه خلال حقبة حكمهم القرقوشي الفوضوي … ومن صدّقت بهم وبنت استهدافها وغزوها على أساس تقاريرهم الكاذبة والباطلة .. وصولاً لمحاكمتهم وإدانتهم بالجرم المشهود على كل ما تسببوا به واقترفته أياديهم الآثمة بحق العراق وشعبه , وأيضاً بحق الشعب الأمريكي الذي فقد الآلاف من أبنائه بين قتيل ومعوق !, بالإضافة لبقيت الشعوب التي تحالفت مع أمريكا في حربها وغزوها للعراق … وأن غداً لناظره قريب.