19 ديسمبر، 2024 1:34 ص

نهر بين قرنين.. كتاب نقدي جديد يستعرض إبداعات الروائي والقاص أمجد توفيق..!!

نهر بين قرنين.. كتاب نقدي جديد يستعرض إبداعات الروائي والقاص أمجد توفيق..!!

أتحفنا الناقد الأدبي والتشكيلي (حمدي مخلف الحديثي) بإطلالة نقدية لمسيرة أحد شواخص قمم الرواية العراقية وكتاب قصتها المبدعين الروائي والقاص والكاتب الأستاذ أمجد توفيق ، ضمن كتاب صدر حديثا بعنوان : نهر بين قرنين ، يستعرض فيه الناقد مآثر الكاتب القدير والروائي الملم بأدوات لغته ومضامينه السردية أمجد توفيق القصصية والروائية ومسيرة إمتدت بين قرنين من الزمان من إبداعات الأدباء والروائيين العراقيين الذين حسبوا على جيل الستينات والسبعينات، وهو الجيل الأكثر عطاء والأكثر خصوبة والأكثر ثمارا إبداعية ، نالت حظوتها في الوسط الثقافي العراقي والعربي، وغاص الناقد في أعماق مكنوناتها بإسلوب نقدي محترف، مستذكرا بإعتزاز تجربة أينعت ثمارها الإبداعية بإسلوب متقن وبلاغة متناهية في المضامين والتوجهات وطريقة السرد والرؤية المتخيلة للواقع، حتى عد الناقد الحصيف تلك المرحلة من أكثر مراحل العراق سطوعا في شمس الإبداع والتمازج بين الواقع والخيال برؤية روائية ، ستبقى سفرا أدبيا ثرا ، يضيء سماع الثقافة والأدب العراقي بأروع ما تفتقت به عبقرية الروائي والقاص والكاتب أمجد توفيق من صور ومعان بلاغية ، حتى إستحقت أن تدخل أبواب الإطلاع على سيرها العطرة من أوسع أبوابها.

كان الناقد والتشكيلي حمدي مخلف الحديثي حريصا كل الحرص على إظهار قيم الوفاء لتلك المرحلة ومبدعيها ، والغوص في مكنونات مبدعيها ونتاجها الفكري والفلسفي والنقدي ، وبخاصة أنه كان يرتبط بذكريات جميلة مع الروائي والقاص أمجد توفيق منذ سنوات طوال، وعاصر الكثير من تجاربه الابداعية ، حتى أوفى الرجل بوعده ، فكانت حصيلته هذا الكتاب النقدي التحليلي الرشيق العبارة والمبهر في أساليب العرض، متسلحا بثقافة نقدية وأدبية وتجربة أدبية مكنته من أن يخوض بحور النقد، ويبدع فيها أيما إبداع.

وقد استعرض الناقد والتشكيلي المحترف حمدي الحديثي مجموعات قصصية للروائي أمجد توفيق القصص ، مشيرا الى ” أن القاص بنى اضاءاته في هذه المجموعة على طبيعة شمال العراق ، بتشوق وعمق انساني ورؤيا نقدية للواقع المصحوب بالتخيل الممشوق الرؤى الدلالية،ونجد القاص حلل بتكثيف وجمالية سردية الاحداث، حتى إن أبطال القصص، متعددي المستويات الاجتماعية، وهم ممن يعيشون في أماكن طبيعية متعددة ، وأزمنة مختلفة، لافتا الى أن قصص هذه المجموعة لاتحاصر الشخوص بافكار عادية جامدة مقيدة للشخصية، بل أنها تعطيها حرية البقاء الحياتي والحركة..وبصورة عامة، تعد اجواء قصص الجبل الابيض، مكملة لأجواء المجموعة الاولى ( الثلج..الثلج)” ..

وما إن تمعن في الكتاب السردي التحليلي للناقد والتشكيلي المبدع حمدي الحديثي عن الروائي والكاتب المبدع الأستاذ أمجد توفيق ، وبخاصة روايتيه الأخيرتين (الظلال الطويلة) و(الساخر العظيم) ، اللتان تعدان من أفضل أعماله الإبداعية سطوعا وتألقا ، وقد أسهمت في تأشير مرحلتين مهمتين من تاريخ العراق ، حيث إستعرضت رواية (الظلال الطويلة) فترة الإحتلال الامريكي للعراق عام 2003 وما تلاه من سلوكيات مريضة وأخرى قاومت الإحتلال بكل ما أوتي من قوة ، والأخرى (الساخر العظيم) التي إستعرضت فصولها التي تجاوزت صفحاتها الـ (662) صفحة ، مرحلة إحتلال نينوى من قبل عصابات داعش عام 2014 وما تحملته نينوى من مآسي الإحتلال والتهجير والحرمان وكل أساليب الاستهداف والقهر غير المشروعة ، لتاريخ شعب له جذور ضاربة في أعماق التاريخ بإسلوب سردي واقعي وتخيلي ، نال إعجاب وثناء وتقدير الكتاب وكل المعنيين بالثقافة والابداع ، وقد أبلى أبناء نينوى في الدفاع عن مدينتهم ، وأسهموا بفاعلية مع قوات الجيش والقوات الأمنية في مرحلة تحريرها من براثن هذا التنظيم الاجرامي ، حتى ترى أن الناقد قد أوفى الرجل حقه من الإهتمام ، وهو الذي منحه المنازل التي تستحق، على شاكلة كل من أدلى بدلوه من كبار مبدعي الثقافة ورجالاتها الاشاوس عند تقييم تجربة الرجل الإبداعية وسبر أغوارها ..وقال الناقد ضمن تقييمه لرواية الساخر العظيم :” لقد جاءت (الساخر العظيم) إختراقا لبنية الرواية العراقية ، وتدميرا للروايات التي كتبت ما بعد 9/4/2003 ، خصوصا تلك الروايات الباهتة في مرورها بالإرهاب والمقاومة ..”

والكتاب النقدي (نهر بين قرنين) بلغت عدد صفحاته (205) صفحات ، وهو من تصميم القاص المبدع نهار حسب الله ، وهو يعد إضافة نوعية للرواية والقصة العراقية التي تلألأت نجومها بين سماء الابداع العراقي ، حتى أينعت كل تلك الثمار الطيبة التي سيقطفها كل الحالمين بوهج الثقافة العراقية وسطوع أنجمها في سماء الإبداع.
منطقة المرفقات

أحدث المقالات

أحدث المقالات