عرضت قناة ” الحدث ” مساء يوم الجمعة الماضي لقاءاً تسجيلياً مع عددٍ من الفتيات الإيزيديات اللائي تمكّنَ من الهروب من داعش في عمليات الأيام الأخيرة الماضية , إحدى تلكُنّ الفتيات قالت نصّاً أمام كاميرا ” الحدّث ” < أنّ أحد ” الأخوة ” في تنظيم الدولة قد اغتصبها وقد بقيَتْ معه لثلاثة شهور , ثمّ جاءَ ” أخٌ ” آخر وأدام عملية الأغتصاب وبقِيت معه لشهرين ونصف , وقد جاءَ ” أخٌ ” ثالث وبقيت معه لمدةٍ مقاربة .. بعض الفتيات الأخريات تحدثن بلهجةٍ مقاربةٍ نسبياً وأشاروا الى عبارة ” تنظيم الدولة ” ضمن حديثهنَّ > .!
وإذ اطلاقاً لا نشير ولا نستهدف ” الأيزيدية ” من ايّ زاويةٍ أثنية او دينية او عرقية وسواها , لكنّ استخدام بعضهنّ لمفردة ” الأخ ” الذي يمارس اغتصابهنّ يكشف بوضوحٍ فائق مدى التعبئة السيكولوجية والفكرية التي ترسخت وتجذرت في عقولهنّ , وهنّ ينتقلنَ من داعشٍ الى آخر وكلهم ” اخوة ” بالنسبة لها او للأخريات.! ولم يتمكّنّ ايضاً من عدم ذكر ” الأخ ” أمام الكاميرا , ولعلّهن كانوا في حالة انسجام عاطفي في عمليات الأغتصاب المتحركة , ولعلّ ايضاً أنّ الدواعش سمحوا لهنّ بالمغادرة او الهروب جرّاء العمليات الأخيرة التي تقوم بها ” قسد ” في محاصرة الجيب الداعشي الأخير في منطقة ” الباغوز ” السورية القريبة من الحدود العراقية .
في العلاج الذي لا يبدو قابلاً للمعالجة < في المدى المنظور على الأقل > لعقول تلكنّ الفتيات وغيرهنّ ايضا ممّن لم يظهرن امام الكاميرات , فكم كميّة مساحيق الغسيل وادوات التعقيم قد تكفي لغسل عقول تلكنّ الفتيات وتطهيرها من الفيروسات السياسية والفكرية والدينية التي كأنها مادةً صمغية التصقت بجدران وتجاويف المخ .!
نأمل ونتأمّل بحرقة أن لا تحظى تلكنّ المغتصبات بجائزة نوبل للسلام كما حظيت بها الآنسة المغتصبة ” نادية مراد ” والتي جرى منحها لقب او منصب سفيرة الأمم المتحدة للنوايا الحسنة , والتي على اثرها زارت ” نادية ” اسرائيل ودول اخرى وتركّزت وتسلّطت عليها اضواء الإعلام الغربي وبعض العربي .! وكأنّ اغتصابها الجنسي كان انجازاً على صعيد الأنسانية والمعرفة والأخلاق .!