21 ديسمبر، 2024 1:49 م

العراق محور العقلية الامريكية

العراق محور العقلية الامريكية

تشير التقارير من داخل البيت الأبيض أن لقاءات مهمة جرت بين قيادات سياسية في واشنطن وشخصيات سياسية عراقية تناولت فيها الشأن الداخلي للبلاد ،وآخر المستجدات على الساحة الإقليمية والدولية والنظرة العامة للغرب تجاه العراق ،حيث تؤكد هذه التقارير قلق الإدارة الأمريكية على الأوضاع السياسية في البلاد،واعتبر هذا التقرير أن الأشهر القادمة ستكون حاكمة في تحديد وضع حكومة عبد المهدي ،خصوصاً مع الأوضاع المتشنجة والتظاهرات الأخيرة في البصرة وبعض مدن العراق ، والتي ربما تنذر بربيع عربي جديد في البلاد ، كما أن نظرة ترامب ونائبه تغيرت تجاه حكومة بغداد ، حيث يرى أن هذه الحكومة موالية لإيران ولم تقدم أي خطوة باتجاه الوقوف مع حصار واشنطن على طهران،وأتساع التبادل التجاري بين بغداد وطهران حيث وصل حجم التبادل التجاري إلى 12 مليار دولار وربما ستكون إيران هي المسؤولة عن إعادة البنية التحتية للكهرباء في البلاد ، حيث ستقوم بمشاريع إستراتيجية تشمل ملف الكهرباء والأعمار ، الأمر الذي عدته واشنطن وقوف ضدها، ما يجعل العراق مقبل على أزمات تهدد استقراره وشموله بحصار واشنطن الاقتصادي على دول محور الممانعة .
الإدارة الأمريكية تعتقد من جانبها أن الوقت بدأ ينفذ والحكومة العراقية لم تحقق شيئاً خاصة في ملفي الكهرباء والخدمات اللذان يعدان من اخطر الملفات واعقدها ، ويهدد قوة الحكومة العراقية ووجودها السياسي ، إذ يعتقد البيت الأبيض أن الإرهاب بأنواعه لم يعد مصدر التهديد للبلاد بل أن هناك خطراً أكثر آلا وهو التظاهرات التي ستكون هي الفيصل في تحديد مستقبل الحكومة الحالية ، كما وفي نفس الوقت لا تملك بديلا للسيد عبد المهدي ، وفي نفس الوقت تعتقد بضعفه ، كما أن نظرتها للكتل السياسية تختلف حيث تعتقد أن أهم الكتل السياسية التي تنتظر أن يكون لها مستقبل هي (الحكمة وسائرون والحزب الديمقراطي) والباقي هشة لامستقبل لها وتشظيها حتمي وممكن ، ولكن متخوفين من العلاقة التي تربط مسعود البارزاني بإيران ، حيث يشير التقرير أن الولايات المتحدة ربما تغض الطرف بع الوقت ولكنها لا تنسى الموقف إلى الأبد .
أعتقد ومن خلال هذه الرؤية والتقارير المهمة التي تؤكد أن الولايات المتحدة مقبلة على إستراتيجية جديدة في الشرق الأوسط عموماً والعراق خاصة ، وأن لامجال للتراجع بأي من هذه الملفات السياسية المهمة ،وفي المقابل اعتقد وكما يرى البعض من المحللين أن على الحكومة العراقية النظر جيداً لمثل هذه الرؤية والعمل سريعاً من اجل أيجاد متغيرات على الأرض ، لان واشنطن وجدت نفسها محرجة في العراق ، خصوصاً بعد انتهاء ملف داعش في العراق وسوريا ، إلى جانب انتهاء كل المبررات التي تؤخر عملية الاعمار والتطور في البلاد ، ناهيك عن الضغط الذي تمارسه الولايات المتحدة على بغداد من أجل الاكتفاء الذاتي في ملف الطاقة ، وغلق ملف الاستيراد من إيران ، والاعتماد على الطاقات العراقية في تحسين واقع النفط والغاز ، وهذا ما يجعل واشنطن عازمة على التغيير في العراق وإيجاد رؤية جديدة يقوم على أس رأس الحربة في المنطقة .