خاص : ترجمة – لميس السيد :
واجهت دار الأوبرا الإيطالية، “لا سكالا”، بسبب خطة ضم وزير سعودي عضوًا بمجلس الإدارة، هجومًا كبيرًا، حيث انتقد نواب إيطاليون منح وزير الثقافة السعودي دورًا في دار الأوبرا في “ميلانو”.
دخلت دار الأوبرا المرموقة، “لا سكالا”، في “ميلانو”، دراما من نوع خاص وراء الكواليس، وأصبح رئيسها على صفيح ساخن بسبب المفاوضات مع وزير الثقافة السعودي، “بدر بن عبدالله بن محمد بن فرحان آل سعود”، بهدف تضمينه عضوًا في مجلس إدارتها، بحسب ما وصفت صحيفة (الغارديان) البريطانية.
نظير 15 مليون يورو !
وقال “ألكساندر بيريرا”، المدير التنفيذي والمسؤول الفني النمساوي المعتمد في جلب الرعاة وضمان ميزانية مسرح “لا سكالا” منذ تعيينه في عام 2014، إن عضو مجلس الإدارة الجديد سيجلب 15 مليون يورو إضافية، (12.8 مليون جنيه إسترليني)، خلال السنوات الخمس المقبلة .
وأوضح “بيريرا” إن التمويل سيأتي عن طريق إما شخص سعودي أو شركة خاصة أو بنك.
وتابع “بيريرا”: “إنها فرصة عظيمة”، طرحها للنقاش مع، “غيسيبي سالا”، رئيس بلدية “ميلانو”، و”ألبرتو بونيسولي”، وزير الثقافة الإيطالي، الذي التقى نظيره السعودي، مضيفًا: “هذه الفرص الاقتصادية لا تأتي كل يوم”.
غير أن بعض أعضاء مجلس الإدارة وصفوا مفاوضاته بأنها، “عديمة الضمير”، وطالبوا الحكومة الإيطالية بالتدخل في القضية “المعقدة والحساسة”.
ونقل عن الأعضاء، في صحيفة (كورييري ديلا سيرا)، قولهم” “إن (المفاوضات) مبادرة شخصية بالكامل”.
كما أثار “موريزيو غاسباري”، وهو سياسي في حزب “فورزا ايطاليا”، بقيادة “سيلفيو برلسكوني”، رئيس وزراء إيطاليا السابق، الأمر في البرلمان. وانتقد “بيريرا” لسعيه الحصول على أموال من بلد “لا يحترم حقوق الإنسان الأساسية”.
وأضاف: “الأحداث الأخيرة تقدم إشارات رهيبة، في ضوء اتهام المملكة السعودية بحوادث مثيرة للقلق. لذا، من واجب حكومتنا الدفاع عن تاريخ وهوية لا سكالا”.
من لوحة دافنشي إلى “لا سكالا”..
جادل “ألكساندر بيريرا”؛ بأن عضوًا واحدًا فقط من أعضاء مجلس الإدارة كان ضد هذه الخطوة، والتي ستتم مناقشتها في اجتماع يوم 18 آذار/مارس الجاري.
الأمير “بدر”، هو عضو العائلة المالكة السعودية الذي عُيِّن وزيرًا للثقافة، في حزيران/يونيو الماضي، وزار “لا سكالا”، في 8 كانون أول/ديسمبر 2018، للاحتفال ببداية موسم الأوبرا.
في أواخر عام 2017، تم الكشف عن أنه المشتري المشكوك فيه لأغلى لوحات الرسام الايطالي العالمي، “ليوناردو دافنشي”، وهي “سالفاتور موندي”؛ بقيمة 450 مليون وتعتبر اللوحة الأغلى عالميًا التي تم بيعها في مزادات اللوحات الفنية للرسامين البارزين.
ردت “المملكة السعودية” على التقارير التي قيل فيها أن الأمير “بدر” كان يتصرف كوسيط لولي العهد، “محمد بن سلمان”، وأكدت أنه قام بالتصرف نيابةً عن “أبوظبي”، حيث أنه من المقرر أن تعرض اللوحة في متحف “اللوفر” أبوظبي.
قال “بيريرا”، الذي يتطلع إلى ولاية ثانية بعد إنتهاء فترة ولايته في شباط/فبراير 2020، إنه يعمل أيضًا على إحضار نسخة موسيقية من أوبرا “غوزيبي فيردي”، (لا ترافياتا)، إلى العاصمة السعودية، “الرياض”.
إضافة إلى ذلك، ترغب العائلة المالكة السعودية في إقامة معهد موسيقي، من المقرر افتتاحه في “الرياض”، في أيلول/سبتمبر 2019، تحت إدارة أكاديمية “لا سكالا”.
وأضاف “بيريرا”: “إن إنشاء أكاديمية في بلد بلا تعليم موسيقي، حيث تم حظر الرقص، سيكون له قيمة مهمة بالنسبة لإيطاليا. وهو مشروع أرادت فرنسا السيطرة عليه مسبقًا”.