23 ديسمبر، 2024 10:16 م

هل لجأ المالكي الى أزمة الازمات – الحرب الاهلية -؟

هل لجأ المالكي الى أزمة الازمات – الحرب الاهلية -؟

سوف لن ابدأ بمقدمة مملة كي لااعيد اجترار نقد او تسليط الضوء على السياسات الفاشلة التي تبناها المالكي ودولته (اقصد دولة القانون) فهذه من القضايا التي صار عليها شبه اجماع ان لم يكن اجماع وطني,
سيداتي سادتي الكرام اريد ان اشارككم فيما توصلت اليه من خلاصة حول تفجير النجف الاخيرفالاستنتاج الذي توصلت اليه اعتقده افضل من يفسر التداعيات الامنية الاخيرة في العراق عامة والنجف خاصة مع تمنياتي بعدم صواب تحليلي الذي قد يكون متشائم جدا.
سوف لن اتحدث عما يحصل في بغداد لصعوبة تشخيص او على الاقل صعوبة توقع من يكون وراء تفجيراتها المستمرة منذ اكثر من عشر سنين وذلك لتداخل وتلون المجاميع الارهابية فيها من حكومية واهلية, لكني ساتناول التفجير الذي حصل في النجف لانها محافظة آمنة نسبيا وقواها الامنية متاهبة ومستعدة دائما وتتبع سياسات صارمة لفرض الامن.
 لو كلفت بالتحقيق في انفجار النجف لحصرته بمجموعتين: دولة العراق الاسلامية وعصائب اهل الحق, لعل احدكم يتسائل كيف يمكن لعصائب اهل الحق ان تفجر في النجف وهي مثلما يعتقد اغلب شيعة العراق تمثلهم في مقاومة الاحتلال الامريكي سابقا وارهابيي القاعدة حاليا؟ خصوصا وان من يدعمهم هي حكومة ايران الشيعية التي لايمكن لقادتها ان يهاجمون اقدس مدينة يجثون في اضرحتها او يزحفون وهم يقبلون مرمر صحونها ومسامير ابوابها الذهبية؟
 اما دولة العراق الاسلامية فلا احد (خصوصا في المحافظات ذات الاغلبية الشيعية)  يعترض على اتهامها لانها تعلن منذ الايام الاولى استهدافها لل”روافض وتاليا فلعل اغلبكم لايرى في اتهامي لدولة العراق الاسلامية اعادة لاختراع العجلة. اعرف ان اتهامي للعصائب حتما سيكون مثار اهتمام وجدل لانه امر جديد لم يسمعوا به من قبل كاتب شيعي وتاليا فهو طرف غير تقليدي يمكن اضافته الى معادلة الارهاب الشيعي-الشيعي.
 اذن مالذي يجعلني اشك بعصائب اهل الحق؟ الجواب هو انكم تعرفون سبب تحالف العصائب مع المالكي وهو نكاية بالتيار الصدري وخصوصا زعيمه السيد مقتدى الصدر, تعرفون كذلك العمليات التي تورطت فيها العصائب سابقا سواءا في كربلاء ضد الامريكان أوفي النجف نفسها ضد فريق اعادة الاعمار لذا فزرع عبوات في مدن شيعية مقدسة ليس جديدا على عصائب اهل الحق.
 زرعت العصائب اكثر من عبوة على الطرقات الواقعه ضمن محافظة النجف بحجة استهداف فريق اعادة الاعمار الامريكي لصالح ايران وهي نفس الحجج التي كانت تدعيها المجاميع الارهابية “السنية” فهي (اي العصائب) اذن لاتختلف عن اي مجموعة ارهابية سنية عندما تستهدف الامريكان وتخطيء فتفتل العراقيين بغض النظر عن مكانهم/مدنهم او مذاهبهم.
هذا اولا وثانيا, ومثلما تعرفون,فان العصائب تحالفت مع المالكي في انتخابات المحافظات وحسب اخر الاخبار فان تحالف المالكي هزم هزيمة قاسية لم يكن يتوقعها ابدا وقد يكون هذا الامر قضى على امل المالكي في دورة ثالثة فانتخابات المحافظات عبارة عن مرآة عكست  صورة واضحة لحجم دولة القانون الحقيقية في الشارع الشيعي, الشارع  الذي غالبا ماراهن المالكي على دعمه في خلافاته المستمرة مع  القادة العراقيين العرب السنة والكورد.
لماذا الآن؟
 خسارة المالكي لانتخابات المحافظات ذات الاغلبية الشيعية وعدم دعم الحوزة لسياساته التصعدية ضد حلفاءه العراقيين السنة والكورد ورفضها “على الاقل الضمني” لسياسة خلق الازمات (رغم عدم اتخاذ موقف واضح من قبل الحوزة ضد هذه السياسات لكن فشل المالكي بالحصول على مباركتها اضر بمصداقيته ضررا كبيرا), دقت هذه الحقائق ناقوس الخطر في وادي طموحات المالكي, وهو الذي اعلن ذات مرة انه يخاف ان ينتهي وعصابته الى السجن ان هو ترك السلطة (قال مرة في خطاب او مقابلة او مؤتمرا اعلاميا لااتذكر بالضبط لكني اتذكر انه قال ان معارضيه سوف لن يرتضوا بتخليه عن السلطة بل سوف يطالبون بمحاكمته وزجه بالسجن) لذا فانه ,وبتشجيع ممن حوله, يماطل كي يبقى في الحكم لدروة  ثالثة فهم يتشبثون بمواقعهم باضافرهم واسنانهم رغم الذبح اليومي الذي يتعرض له الشعب العراقي منذ تولي المالكي لسدة الحكم.
حتى قبيل انتخابات المحافظات لازال أمل المالكي وعصابته معقودا على امرين احدهما نقض المحكمة العليا للقانون الذي مرره البرلمان والذي حدد سلطة رئيس مجلس الوزراء بدورتين فقط وباثر رجعي وثانيهما الفوز بالانتخابات الوطنية القادمة وهي على الابواب( طبعا الامر الثاني اهم من الاول).
 الآن لابد ان المالكي استشاط غضبا وهو الذي وعد انصاره “ماينطيهه” فأمله في الاحتفاظ بالسلطة بدأ يتبدد الآن, فحتى لو حكمت المحكمة لصالحه وردت قانون تحديد فترة رئاسة الوزراء فانه عرف ,من خلال نتائج انتخابات المحافظات الاولية,انه سوف لن يحصل على الاغلبية التي تؤهله للبقاء في السلطة.
لم يبق امامه الا افتعال “ازمة الازمات” وتدشين الحرب الاهلية فيعلن قانون الطواريء ويؤجل او يلغي الانتخابات الوطنية القادمة ,خصوصا وانه عرف ان نتائجها سوف لن تكن بصالحه, اضف الى انه يعرف ان مراتب جيشه وقادته اغلبهم من الفاسدين وعلاقتهم به هي علاقتهم بالاقوى فحالما يضعف المالكي او يعجز عم حماية فسادهم فقد ينقضوا عليه او يلتحقون بالثوار اما طمعا بالسلطة او ليغفر القادة الجدد فسادهم او الجرائم التي ارتكبوها ضد المتظاهرين او غيرهم من المدنيين العزل عندما كانوا في خندق المالكي, وهكذا سيناريو تكرر في التاريخ العراقي الحديث.
 يعرف المالكي كذلك ان الحرب الاهلية واعلان حالة الطواريء والغاء الانتخابات تحتاج الى دعم الشارع الشيعي وهو لحد هذه اللحظة  فشل نوعا ما في تعبئة الشيعة ضد السنة مثلما فشل قبلها في تعبئتهم ضد الكورد تحت قيادته فبدأت فرق الموت التي يشرف عليها باستهداف المدن الشيعية بالتزامن مع ارتفاع تهديدات وسقف مطالب السنه على امل ان يسوق الشيعه ضد السنه في حرب اهلية طاحنة يكون هو فيها المستفيد الأوحد.
واعتمادا على ماتقدم اتستطيع ان اصل الى خلاصة تحليليه مؤداها ان عصائب اهل الحق المؤتلفة مع المالكي هي المسؤوله عن تفجير النجف لتعبئة الشيعة ضد السنة خلف قيادة المالكي في هذا الوقت الحرج. هنالك حقيقة اخرى قد تدعم هذا الاستنتاج وهي ان محافظ النجف السيد عدنان الزرفي كان من حزب الدعوة ولازال يميل الى المالكي ويحتمي به من ملاحقة النزاهة له بتهم فساد مشروع النجف عاصمة الثقافة الاسلامية.
  وسير الزرفي مظاهرات معاكسة في النجف ضد اهل الانبار دعما للمالكي في الماضي القريب ويجمع الاثنين عداءهم للصدريين والمجلس الاعلى , فعدنان الزرفي عقلية استخباراتية لاترى الامور الا من خلال نظارة المؤامرة لذا توسط لدى الجعفري فعينه مساعد مساعد مدير الوكالة الوطنية للمعلومات والتحقيقات في وزارة الداخلية قبل ان يدعمه حزب الدعوة  ليعود محافظا للنجف. لابد ان تعرف عدنان الزرفي بحكم عمله السابق على مجاميع الموت لانه عمله كان يتطلب تعلم طرق التحقيق وجمع الادلة حول العلمليات الارهابية, والخلاف بينه وبين صدر الدين القبنجي القيادي في المجلس الاعلى يعرفه القاصي والداني في النجف وخارج النجف.
النجف الاشرف