عندما نتصفح تأريخ الكورد يتبادر للعيان نضال الملا مصطفى البارزاني الخالد الذي عرف الكورد بالعالم لإقتران إسمه ونضاله بتأريخ شعب ناضل من أجل الحرية والديمقراطية والإستقلال بعد معاناة من الظلم على أيدي الأنظمة الدكتاتورية التي تسلطت على رقاب العراقيين لسنوات خلت , حيث إقترنت الحركة التحررية الوطنية الديمقراطية الكردستانية بإسم قائد الشعب الكوردي الملا مصطفى البارزاني منذ أكثر من نصف قرن من المسـيرة النضالية الطويلة, فهو المفكر والقائد الذي لقب بالأب الروحي للكورد ، ورمزاً لنضال الشعب الكوردي باعتباره واضعاً لأَساسيات النضال الثوري الديمقراطي الكوردستاني ، وقاد هذا النضال بحكمة ودراية وتفان وتضحية , وشكلت نضالاته وأفكاره تراثا قوميا وطنيا نيراً سمي بـ ‘‘تراث البارزاني الخالد‘‘، ليصبح نبراسا للجماهير الكوردستانية الكادحة في الدرب الطويل ، درب كوردستان العظيم.
وسيظل البارزاني الخالد يعيش في ضمائر ووجدان كل الكورد الشرفاء الأحرار جيل بعد جيل أبد الدهر وسيظل هو أب الكورد وكوردستان ورمز نضالهم ومعلم الكوردايتى لذا علينا نحن الكورد في أرجاء كوردستان الكبرى وبالأخص أقليم كوردستان أن نسيرعلى نهج وخطى الأب الروحي البارزاني الخالد وعلينا جميعا أن نناضل ونكافح من أجل تحقيق أماني وطموحات شعبنا الكوردي الذي طالما ناضل من أجل تحقيقها وكان كل اُمنيته في الحياة هو أن يحقق لبني جلدته كيانا قوميا وسياسيا اُسوة بكل شعوب الأرض , لقد كان البارزاني الخالد يحارب الظالمين والطغاة من اجل الديمقراطية لجميع العراقيين كردا وعربا وجميع الاطياف الدينية والمذهبية وكان يحترم الجميع وكان يريد أن تزدهر الاخوة العربية الكوردية وكان يريد الخير والمحبة والالفة لاخوتنا العرب اينما كانوا وخاصة العراقيين .
نعم انه بحق قائد يستحق كل تقدير ، كرس حياته في خدمة شعبه والدفاع عن حقوقه المشروعة ولم يتوانى يوما في تقديم اكبر التضحيات في سبيل كوردستان ، قاد الحركة التحررية الكردية في ظروف ما كان لغيره ان يتجاوزها بحكمة وبصيرة وشجاعة نادرة ميزته عن غيره من الزعماء الذين قادوا نضال شعوبهم
لم يستسلم يوماً ، لم يساوم على قضية شعبه يوماً ، و لم يعرف اليأس خلال نضاله أبداً ، كان رجلا صلباً لا يلين أمام أعدائه ذو شخصية فذة ، يترك أثراً في نفس أي شخصٍ يلقاه قسمات وجهه توحي بالقوة ، ظل شامخاً كالجبل خلال حياته التي باتت نهجاً يحتذي به مَن يعشق النضال ، فالمعارك التي خاضها تشهد على ما كان يتحلى به من شجاعة ، عرفه الكورد قائداً حكيما في قراراته ، غيوراً على شعبه و محباً لهم ، و لهذا أحبه الشعب و حمل السلاح معه عندماً تستمع إلى أحد البيشمركة الذين عاشوا فترة نضاله سوف يقولون بأن الله وفق خطاه لأنه كان مع شعبه ، وكيف لا فقد نجى من مكائد و محاولات اغتيال كان الأعداء يدبرونها بمكر و خبث ، لكن الله كان ينجيه رأفة بالشعب الكوردي المظلوم.
فألف وألف تحيه على روح البارزاني الخالد في ذكرى رحيله الأربعين وعلى أرواح شهداء كوردستان الأبرار الذين قدموا أرواحهم الغالية على طريق تحرير كوردستان العراق ومنبر الحرية والديمقراطية في العراق .