من كوريا الشمالية إلى إيران .. المساعي التي توقفت عند حدود “الصورة التذكارية” !

من كوريا الشمالية إلى إيران .. المساعي التي توقفت عند حدود “الصورة التذكارية” !

خاص : ترجمة – محمد بناية :

كان يوم 12 حزيران/يونيو 2018، بمثابة إنعطافة جديدة في الصراع بين “الولايات المتحدة الأميركية” و”كوريا الشمالية”، حيث شهد ذلك اليوم أول لقاء يجمع بين، “كيم يونغ-أون”، الرئيس الكوري الشمالي، مع نظيره الأميركي، “دونالد ترامب”، لكن الوقائع الميدانية خلال الفترة الفاصلة بين لقاء الرئيسين، خفضت في نهاية المطاف رؤى الرئيس الأميركي لحل أحد أهم الملفات وأكثرها تحديًا بالنسبة لـ”الولايات المتحدة الأميركية” عند حدود صورة تذكارية. بحسب موقع (الدبلوماسية الإيرانية)؛ المقرب من “وزارة الخارجية الإيرانية”.

من بيونغ يانغ إلى طهران..

“الكلب الجبان” و”العجوز الأبله” و”القزم السمين” و”الجرو المريض”.. هي جزء من الألقاب والعناوين التي أطلقها كل من “ترامب” و”أون” على مواقفهما السياسية، وقد أشعل السجال اللفظي في الفضاء الإلكتروني.

لكن فجأة احتل خبر لقاء الطرفين، منتصف العام الماضي، صدارة وسائل الإعلام. وفي هذا الصدد رأى الكثير من الخبراء أن لقاء “سنغافورة” الدبلوماسي بداية لحل المشكلات العالقة بين الطرفين، لكن الفترة الزمنية التي فصلت بين اللقاء حتى اجتماع فندق “متروپل هانوي”؛ تسببت وكذلك مجموع العلاقات، والمتطلبات، والسلوكيات والإجراءات في أن تكون “فيتنام” نقطة النهاية لمناورات “ترامب” بشأن حل مسألة “كوريا الشمالية”.

لأن مخرجات اللقاء الثاني لم تمضي على النحو الذي يجب أن تكون عليه بالنسبة لـ”البيت الأبيض”. وفي ضوء ذلك الفشل يلف الغموض مساعي، “دونالد ترامب”، الدبلوماسية والسياسية الرامية إلى تحديد ماهية وطبيعة الخطوات التالية؛ فيما يتعلق بهذا الملف وغيرها من الملفات الأخرى، إذ سعى الرئيس الأميركي إلى تقديم نفسه بمناورة اللقاء في “سنغافورة” و”هانوي”، باعتباره أول رئيس في تاريخ “الولايات المتحدة” القادر على إغلاق الملف النووي العسكري لـ”كوريا الشمالية”، بالإضافة إلى تهيئة الأجواء لإمكانية تعميم التجربة على الملف النووي الإيراني؛ ومن ثم إخراج “طهران” عن القائمة، لأنه حال تحسين علاقات “كوريا الشمالية” مع “الولايات المتحدة” سوف تسود المخاوف من فرض العزلة على “إيران”.

“دبلوماسية الغليان”..

وفي الشأن نفسه؛ إذا كانت مخاوف وحساسية المجتمع الدولي بخصوص الأنشطة النووية السلمية لـ”الجمهورية الإيرانية” قد تبددت بالتوقيع على “الاتفاق النووي”، لكن مع صعود حكومة، “دونالد ترامب”، إلى السلطة في “الولايات المتحدة”؛ ثم انسحاب “واشنطن” من “الاتفاق النووي”، بدأت من جديد المساعي الدبلوماسية الأميركية، بالتعاون مع “الكيان الصهيوني” ودعم العديد من دول الخليج، ضد الأنشطة النووية الإيرانية.

وفي ضوء هذه المسألة سعى “ترامب”، في البداية، إلى التهدئة لحل الأزمتين، (كوريا الشمالية وإيران)، وصنف مسألة تهدئة الملف النووي لـ”كوريا الشمالية”، ذو الأبعاد العسكرية، تمهيدًا للحل كأولية؛ يليها ملف “طهران”، لا سيما بعد أن رأى جزء من الأطياف السياسية الإيرانية، وبخاصة المعارضة للحكومة الثانية برئاسة، “حسن روحاني”، بعد التوقيع على “الاتفاق النووي”، في دولة مثل “كوريا الشمالية” نموذج يُحتذي في مواجهة “الولايات المتحدة الأميركية”.

لكن التحول الموضعي الواضح ورد فعل “طهران”، البارد والمتحفظ، حيال أول لقاء جمع “ترامب” مع “أون”، إتجهت الأجواء صوب احتمالات تصدع علاقات “إيران” و”كوريا الشمالية”، وقد اكتسبت هذه الاحتمالات القوة مع استمرار لقاءات المسؤولين في “بيونغ يانغ” و”واشنطن” وكذلك لقاء رؤساء البلدين الثاني في “هانوي”.

وحيال ذلك؛ فقد دفع “ترامب” بتصريحاته ومواقفه، وحتى تغريداته النارية، الأجواء من السجال اللفظي وحتى حدود الحرب النووية. لكن بالنهاية وبعد هذه الإهانات والتهديدات، فقد أدى لقاء “سنغافورة” إلى توفيق ظاهري، لـ”دبلوماسية الغليان”، للبيت الأبيض.

ورغم أن المجتمع الدولي لم يتوقع، في ضوء اللقاء الأول بين زعيمي “كوريا الشمالية” و”الولايات المتحدة”، أن يتمخض الاجتماع عن نتائج حقيقية، لكن كان العالم ينتظر بعد هضم هذه المفاجأة الدبلوماسية أن يخرج الطرفين من خلف أبواب فندق “متروپل” بقرارات حقيقية لحل الأزمة، ولكن بعد فشل ملف “كوريا الشمالية”؛ يبدو أن “دونالد ترامب” قد مسح، ولو بشكل مؤقت، وحتى الوصول إلى نتائج ملموسة، فكرة تعميم (دبلوماسية الغليان) على “إيران”. وقد وضع “محمد جواد ظريف”، وزير الخارجية، حُسن الخاتمة لذلك الفشل بقوله: “ثمة فرق شاسع بين التقاط الصور التذكارية؛ والأنشطة الدبلوماسية الحقيقية”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة