12 مارس، 2024 1:47 ص
Search
Close this search box.

لقاء “حفتر” و”السراج” في أبوظبي .. هل يحرك المياه الراكدة أم سيكون كسابقيه ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في محاولة جديدة لحل الأزمة الليبية، أصِدر “المؤتمر الوطني العام الجامع الليبي” آلية مقترحة لحلها، قائلًا إنها تمثل نظرة إلى الواقع الحالي رغم محاولة تجاهل دور القوات المسلحة العربية الليبية، وكذلك عرقلة هذه المبادرة وإفشال المؤتمر.

البيان، الذي نشرته صفحة المؤتمر على موقع، (فيس بوك)، قال إن الآلية تهدف إلى لم شمل البلاد وتحقيق السلام والاستقرار وإدارة الدولة مؤقتًا لمدة سنتين إلى حين استكمال الدستور والاستفتاء عليه، وتنظيم الانتخابات التشريعية والرئاسية.

وسُلمت الآلية من طرف، “محمد العباني”، رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الليبي الجامع، إلى الأطراف الأساسية للإطلاع عليها.

“اتفاق الصخيرات” أساس لأي تسوية سلمية..

وجاء في البيان؛ أن “اتفاق الصخيرات” أساسًا لأي اتفاق تسوية سلمية، غير أنه ليس نصًا مقدسًا، مشيرًا إلى أنه يقبل التعديل وفقًا لما يتطلبه الوضع السياسي.

وتتناول الآلية تكوين “مجلس رئاسي”، وأن يبقى “مجلس النواب” كما هو عليه، وأن يتم إضافة من يرغب من أعضاء كتلة (94)، بـ”المؤتمر الوطني العام” السابق، إلى “المجلس الأعلى للدولة”.

وبحسب البيان: “يتكون المجلس الرئاسي من 3 أعضاء من مناطق ليبيا الثلاثة، ويشكل من فائز السراج، رئيسًا، وخليفة حفتر، نائبًا أول يكلف بالشؤون العسكرية والدفاع أو من يزكيه بدلًا عنه من الشخصيات المدين من شرق ليبيا”.

بالإضافة إلى شخصية متوافق عليها من قِبل الجنوب، نائبًا ثان يكلف بالشؤون الداخلية، ويتم إتخاذ القرارات بالإجماع.

كما تتناول الآلية طريقة تسمية رئيس الحكومة، وكذلك وضع المؤسسات السيادية ومجلس القيادة العامة.

يُذكر أن المشير “خليفة حفتر”، القائد العام للجيش الليبي، ورئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، “فائز السراج”، قد اتفقا على إجراء انتخابات عامة لإنهاء المرحلة الانتقالية لدعم استقرار البلاد، خلال لقاء جمعهما في العاصمة الإماراتية، “أبوظبي”، يوم الأربعاء 27 شباط/فبراير 2019، برعاية أممية.

اتفقا على ضرورة إنهاء المرحلة الانتقالية..

البعثة الأممية في “ليبيا”، قالت عبر حسابها على، (تويتر)، الخميس الماضي، أنه بدعوة من الممثل الخاص، “غسان سلامة”، وبحضوره، عقد يوم الأربعاء اجتماع في “أبوظبي”، حضره رئيس المجلس الرئاسي، “فائز السراج”، وقائد الجيش الوطني الليبي، “خليفة حفتر”، واتفق الطرفان على ضرورة إنهاء المرحلة الانتقالية من خلال انتخابات عامة، كما ناقشا سبل الحفاظ على استقرار “ليبيا” وتوحيد مؤسساتها.

وتعاني “ليبيا”، منذ سقوط نظام العقيد “معمر القذافي” عام 2011، انقسامًا حادًا في مؤسسات الدولة بين الشرق، الذي يديره “البرلمان الليبي” بدعم من “الجيش الوطني”، بقيادة المشير “خليفة حفتر”، والغرب الذي تتمركز فيه “حكومة الوفاق الوطني”؛ المعترف بها دوليًا.

لم تتضح ملامح المؤتمر..

وتعليقًا على هذا الموضوع؛ قال “د. محمود إسماعيل”، الباحث السياسي الليبي، إنه: “لم تتضح حتى الآن الملامح العامة لما يتعلق بالمؤتمر الجامع؛ رغم الإعلانات المتكررة”، موضحًا أن: “الأطراف الليبية تدرك حجم المشكلة ومدى صعوبات الحل، في ظل الاتفاقات المتتالية وخارطة الطريق الذي وضعها المبعوث الأممي، غسان سلامة”.

وأشار إلى أنه “يجب السعي إلى دولة القانون واحترام النصوص التشريعية التي تم التأسيس عليها”، مبينًا أن: “ليس السراج ولا حفتر هم من يقرران الاتفاق من عدمه، في ظل الاتفاق السياسي الذي تم تضمينه دوليًا بقرار من مجلس الأمن”، موضحًا أنه: “في ظل هذا كان يجب حضور مجلس الدولة والبرلمان”.

بيانات متشابهة الصياغة..

من جانبها؛ رأت صحيفة (الوسط) الليبية؛ أنه بين لقائي “أبوظبي”، 2017 و2019، تعددت المحطات التي جمعت رئيس المجلس الرئاسي، “فائز السراج”، والقائد العام للجيش، المشير “خليفة حفتر”، ومن “باريس” إلى “باليرمو”؛ التقطت الكاميرات صور المصافحات بين الرجلين، لتخرج بيانات متشابهة الصياغة، ومنها “الاتفاق على إنهاء المرحلة الانتقالية والذهاب إلى الانتخابات وتوحيد المؤسسات” كخطوة نحو حل الأزمة الليبية، وهو ما تكرر اليوم في بيان البعثة الأممية في “ليبيا”، الذي أعلن عن لقاء جرى، ليلة الخميس الماضي، في العاصمة الإماراتية، لكن ما يبقى إزاء هكذا بيانات هو: ما الذي حدث ولماذا، وعلى ماذا اتفق الطرفان بشكل محدد، وهل هناك أجندة ستنفذ ما يمكن أن يكونا قد اتفقا عليه ؟

فعلى نحو متوقع؛ جاء لقاء “السراج-حفتر” بدعوة من المبعوث الأممي، “غسان سلامة”، وبحضوره، وهو اللقاء الذي كان مقررًا في “باريس”، وفق وكالة (إدن-كرونوس) الإيطالية، لكن تم تفضيل إحدى دول المنطقة، ذات العلاقة بالأزمة الليبية.

وفي محاولة لتوضيح فحوى اللقاء؛ جاءت تصريحات الناطق الرسمي باسم رئيس المجلس الرئاسي، “محمد السلاك”، التي نقل فيها تأكيدات “السراج” على “مدنية الدولة، وتقليص المرحلة الانتقالية، وتوحيد المؤسسات، وعقد الانتخابات”.

كما جدد “السراج” موقفه الثابت بأنه لا حل عسكريًا للأزمة؛ وعلى ضرورة الحفاظ على سلامة المدنيين والمنشآت المدنية وإبعادهم عن أي صراعات، وطالب بالتوقف عن التصعيد الإعلامي وخطاب الكراهية، واتفق الطرفان على إنهاء المرحلة الانتقالية وعقد الانتخابات، حسب الناطق الرئاسي.

لقاءات سابقة بين “السراج” و”حفتر”..

ولم تكن تلك هي المرة الأولى التي يلتقي فيها “السراج” و”حفتر”، في العاصمة الإماراتية، “أبوظبي”، إذ سبق أن التقيا هناك في الثالث من آيار/مايو من العام 2017، وجرى اتفاق على إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في غضون ستة أشهر.

ومنذ هذا التاريخ تعددت اللقاءات، ففي 25 حزيران/يوليو العام 2017، استضافت العاصمة الفرنسية، “باريس”، لقاءً بين “السراج” و”حفتر”، اللذين اتفقا – وبحضور الرئيس الفرنسي، “إيمانويل ماكرون”، على عقد الانتخابات ربيع العام 2018، ثم جاءت منصتا “باريس” و”باليرمو” لتجمعهما، في آيار/مايو وتشرين ثان/نوفمبر من العام الماضي، ويتجدد الحديث عن موعد انتخابات لم تنعقد حتى اللحظة.

تقاسم السلطة بين طرفي الأزمة..

برنامج تقاسم السلطة بين طرفي الأزمة الرئيسين، “السراج” و”حفتر”، وتكريس ذلك كأحد أهم مخرجات الملتقى.

ولا يستبعد متابعون الشأن الليبي؛ أن يكون لقاء “أبوظبي” نتيجة ضغوط دولية وإقليمية، لدفع العملية السياسية التي تجمدت خطواتها، ثم التطورات الميدانية الأخيرة التي شهدها الجنوب الليبي، والجدل المثار حول رفع القوة القاهرة عن حقل الشرارة من عدمها، بعد أن أعلن الجيش السيطرة عليه، لما لذلك تداعياته الدولية، حيث تعمل هناك ثلاث شركات غربية كبرى، وهي التداعيات التي يمكن وضعها في خضم الصراع “الفرنسي-الإيطالي” على الدور في “ليبيا”، حيث إن اثنتين من الشركات الثلاث تحملان الجنسية الفرنسية والإيطالية، وهما “توتال” و”إيني”.

خطوة حاسمة لتحقيق الاستقرار السياسي..

ويرى آخرون أن اللقاء الذي جمع “حفتر” و”السراج”، في “أبوظبي”، سيشكل خطوة حاسمة لتحقيق الاستقرار السياسي في “ليبيا”، وسيهيّيء المناخ الأمني والسياسي المناسب لإجراء الانتخابات والتعجيل بحلول سياسية سلمية.

وأكد رئيس المؤتمر الوطني الليبي الجامع، “محمد العباني”، أن: “هذا اللقاء الهام، الذي يأتي في أعقاب سيطرة الجيش على المناطق في الجنوب وتحريرها من الجماعات المتشددة، سوف يساهم في تحقيق الاستقرار في ليبيا، وفي تأمين كل التحركات السياسية، وعقد اللقاءات والمؤتمرات الرامية إلى توحيد مؤسسات الدولة وإنهاء الانقسام”.

وأضاف “محمد العباني”، أن: “ما يعطل إيجاد حلول جذرية في ليبيا، هو انتشار الميليشيات، خاصة في العاصمة الليبية، طرابلس”، معتبرًا أن “بسط الجيش سيطرته على كل الأراضي الليبية، سيجعل من إجراء الانتخابات أمرًا ممكنًا”.

مشيرًا إلى أن “الحلول السياسية في ليبيا لا يمكن أن تتحقق، إلا إذا أقتنع كل الفرقاء السياسيين والعسكريين بأهمية دعم المؤسسة العسكرية، ومساندتها في حربها على الإرهاب”.

الجيش هو البوابة الرئيسة لتحقيق التوافقات..

بدوره أكد الناشط الحقوقي والمدني، “زكريا تاجوري”، على أن: “بسط الجيش الوطني بقيادة، المشير خليفة حفتر، لسيطرته على الأراضي الليبية، هو البوابة الرئيسة لتحقيق أي توافقات سياسية”، مضيفًا أنه: “لا يمكن أن نتحدث في ليبيا عن انتخابات أو مبادرات سياسية، ما دامت الميليشيات تعيث في الأرض فسادًا وتربك المشهد العام برمّته”.

معتبرًا أن لقاء القائد العام للجيش الليبي، المشير “خليفة حفتر”، ورئيس حكومة الوفاق، “فائز السراج”، “جاء نتيجة للانتصارات التي حققها الجيش جنوب البلاد، وتحريرها من المتمردين التشاديين المتحالفين مع المقاتلين المتشددين”، مشيرًا إلى “أن تلك الخطوة العسكرية أسفرت عن تحرك سياسي، يهدف إلى إجراء انتخابات عامة تنهي المرحلة الانتقالية”.

وأضاف “تاجوري” أن: “الجيش الليبي عبر عن سعيه لإيجاد حلول سياسية في إطار دولة مدنية تضمن توحيد المؤسسة العسكرية، وتنهي الصراع وتخرج البلاد من الأزمة”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب