تعتبر الانتخابات احد مصاديق الديمقراطية واحد تطبيقاتها وبدونها تكون الديمقراطية كلام نظري ومجرد اطروحة قد تصدق وقد لا تصدق وانا على يقين انه وقد يشاطرني الرأي الكثير ممن يقرأ هذه الكلمات بان الديمقراطية بمفهومها الواقعي غير موجودة عندنا في العراق او لنقل انها موجودة ولكن بحدود معين ولعلنا نرى ذلك جليا في الانتخابات سواء البرلمانية او انتخابات الحكومات المحلية حيث اننا نلاحظ ان هناك تغييب لرأي الناخب وتجهيل لعقله فهناك امر من المرجع الفلاني بانتخاب القائمة الفلانية وهناك تجويه من الحوزة ان يكون التصويت للشخص الفلاني وفي حالة المخالفة قد تحرم عليك زوجتك او قد يتم طلاقها منك وتزويجها لغيرك بعد ان يقوم المرجع بتطليقها منك وهكذا يخرج الناس زرافات ووحدانا يمارسون حقهم الديمقراطي والطبيعي في انتخاب من يرونه مناسبا او من يمثل طموحاتهم ولكن في حقيقة الامر ان الناس تخرج يوم الانتخاب لا لكي تختار وانما لكي تنتخب وهذا الذي يحدث فعلا وفي كل انحاء البلد وبدون استثناء في كل الانتخابات التي جرت في العراق بعد الاطاحة بالكابوس المرعب على يد قوى الظلام البربرية اذن وكمحصلة نهائية فإننا لا نجد ان هناك ديمقراطية او ان هناك حرية في الراي وحرية في الاختيار وانما هناك تقييد للحرية وتغييب لها وتوجيه لها لتحقيق ما تصبو اليه الجهات المتنفذة في العراق وهو الذي كان متوقعا ان يحدث في الانتخابات الحالية التي نعيش اعلان نتائجها هذه الايام ولكن ما الذي حصل وما الذي تغير وما الذي اختلفت به عن غيرها من العمليات الانتخابية؟ الجواب انه لم يحدث فيها شيء يختلف عن سابقاتها من الممارسات الانتخابية وحصل فيها مثلما حصل في كل انتخابات بالنسبة لكل الجهات التي اشتركت في الانتخابات الا جهة واحدة وهم من عودونا بان يكون مبدعين وهم من عودونا بان يكون مبادرين وهم من عودونا بان يكون احرارا في دنياهم وهم من عودونا ان يكونوا ابناء المرجع الحر محمد الصدر العظيم وهم من عودونا بانهم يملكون عنصر المفاجئة وهم الصدريون , نعم فقد استطاع الصدريون ان يكسروا هذا الجمود في الديمقراطية وان يخرجوا من اطار الرتابة والكلاسيكية في الانتخابات فهم لم يخرجوا لينتخبوا من يعتقدون انه قد فرض عليهم لأننا نعلم ان القيادة الصدرية والمتمثلة بالسيد مقتدى الصدر تتبع منهجا راقيا وحديثا في ادارة شؤون التيار الصدري وقد لاحظناه مرارا في اغلب الاحداث التي يمر بها التيار الصدري والتي من اوضح مصاديقها الانتخابات التمهيدية التي تحدث في التيار قبيل كل انتخابات عامة حيث شكلت القيادة الصدرية لجانا تولت ادارة ملف الانتخابات وطبعا وكحقيقة راسخة ان هذه اللجان ليست معصومة لذلك اخطأت في اختيار بعض الشخصيات وكذلك اخطأت في ادارة الانتخابات من خلال توزيع القوائم الانتخابية كذلك اخطأت في الدعاية الانتخابية و غيرها من الامور اللوجستية وهذه حقائق لا اعتقد انها خافية على كل لبيب ولكن يا ترى ماذا يفعل ابناء محمد الصدر امام هذه الاختبار الصعب وهم يرون انهم بين نارين فأما ان ينتخبوا غير الصالح وغير الكفوء وبالتالي يكونون قد خذلوا قيادتهم التي يعتقدون اننا مخلصة لهم ولمرجعهم الناطق او انهم لا يخرجون للانتخابات فكان اختبارا صعبا ومؤلما وبما انهم ينهلون من نفس المعين العذب ويشتركون في كثير من الافكار فقد اتفقت كلمتهم على الا يخرجوا للانتخابات وكان هذا الاتفاق في كل محافظات العراق وبدون ترتيب مسبق وانما الذي وحدهم على هذا الاتفاق البركة المعطاء لمحمد الصدر والنية الصادقة للبقية الباقية من ال الصدر السيد مقتدى الصدر وفعلا جاءت النتائج بحصول التيار على عدد قليل من المقاعد وارقاما خجولة في عدد الاصوات والدليل على صحة كلامي هو احراز التيار الصدري للمرتبة الاولى في محافظة ميسان حيث ان السبب في هذه الصدارة هو وجود الشخصية الموفقة وهي شخصية المحافظ الاستاذ علي دواي والذي اثر في كل فئات المجتمع الميساني وبكل شرائحه وبغض النظر عن التوجهات السياسية او الدينية لذلك اقدموا على انتخابه وانا على يقين تام بان الصدريين لم يكونوا هم السبب في انتخابه لان الامر لو كان متعلقا بهم ومنحصرا بهم لكانت نتيجة الانتخابات في ميسان كنظيراتها في محافظات الوسط والجنوب لذلك لاحظنا تقدم كتلة الاحرار في هذه المحافظة وهي نتيجة تحسب للمحافظ فقط وبجهوده الخيرة التي اثرت في عامة الناس . اذن نستطيع ان نقول وكخلاصة لكل ما ورد اعلاه من افكار ان الرابح في العملية الديمقراطية هم الصدريين والفائز الاول في الانتخابات هم الصدريين والمطبق للديمقراطية بمفهومها الحديث والواقعي هم الصدريين لانهم طبقوها بأفضل حالتها فكانوا مصاديق حقيقية لحرية الراي والاختيار فسلام عليك يا محمد الصدر يامن زرعت في النفوس الحرية الحقيقية وسلام عليك يوم بذرت في النفوس بذرة الصدق وعدم المجاملة على الحق وسلام عليك يامن تتجلى صورتك في ولدك السيد القائد المقتدى وطوبى لكم يا ابناء محمد الصدر على هذه النفس الابية التي ترفض ان تكون إمعات تتناقلها الايادي كالسخلة المهولة وطوبى لكم يامن سطرتم بموقفكم هذا ارقى واروع الصور ولا يهمكم ما يقال عليكم فان الشمس لا تحجب بغربال.