من المٶکد جدا أن قادة ميليشيات الحشد الشعبي التابعة للنظام الايراني في العراق وأخرى نظير لها في بلدان المنطقة، قد سمعوا بقيام بريطانيا بحظر حزب الله اللبناني وتضيفه بالكامل، بما في ذلك حزبه السياسي، إلى قائمتها بالمنظمات الإرهابية المحظورة. وهذا يعني صفعة سياسية ـ إقتصادية ـ أمنية عنيفة أخرى تم توجيهها لهذا النظام لأن حزب الله کما هو معروف تابع للنظام الايراني من کل أوجه وهو بوابته من أجل إخضاع لبنان بشکل خاص والمنطقة بشکل عام.
توقيت إدراج حزب الله اللبناني بالکامل ضمن قائمة المنظمات الارهابية من قبل بريطانيا في فترة تتصاعد فيه الاصوات في بلدان المنطقة ضد الميليشيات المسلحة والدور السئ الذي تقوم به في بلدان المنطقة والمٶثر في خطه العام على السلام والامن والاستقرار في البلدان التي تتواجد فيها وفي المنطقة، له أهمية وإعتبار خاص لايمکن تجاهله أبدا، وهو يضيف عبئا ثقيلا آخرا على کاهل النظام الايراني الذي يکاد أن ينکسر من شدة الضغط المرکز عليه.
الاوساط السياسية والاعلامية الايرانية والابواق التابعة لها، کانت توحي دائما بإستحالة أن يتم أحد على التعرض لأذرعه في المنطقة ولاسيما لأکثر الاحزاب عمالة وتبعية له، أي حزب الله اللبناني، ولکن قيام بريطانيا بهکذا خطوة أعطى إنطباعا بأن کل مايزعمه ويدعيه النظام الايراني بشأن أذرعه إنما هو من أجل رفع معنوياتها من جهة، ومن أجل دفع البلدان الغربية لعدم التعرض لها، لکن هذه الخطوة البريطانية ستعطي الکثير من القوة والعزيمة لأطراف سياسية في بلدان المنطقة من أجل مضاعفة العمل من أجل القيام بخطوات مشابهة ضد الميليشيات والجماعات العميلة الاخرى للنظام الايراني على الرغم من إن بعض الدول ستسعى للحد من هذه الخطوة بسبب من مصالحها ولکنها سترضخ في النهاية لأن أذرع إيران هي في النهاية جماعات غير شرعية خارجة على القانون لکونها دولة داخل دولة.
الميليشيات المسلحة التابعة للنظام الايراني في العراق والتي تتصرف هي الاخرى ليست کدولة داخل دولة بل وحتى تتصرف بصورة مباشرة وکأنها صوت ويد النظام الايراني وحتى إنها تقوم بترديد نفسه تهديدات النظام الايراني ضد البلدان الغربية وبلدان في المنطقة وتقوم بتصرفات إستفزازية تثير غضب وسخط شعوب وبلدان المنطقة، لکن لايبدو إن مايريده النظام الايراني وأذرعه سيدوم ويستمر لأن الظروف والاوضاع کلها تسير بإتجاه معاکس ومغاير لذلك وإن مازرعه النظام الايراني طوال العقود الماضية في المنطقة لن يکون حصاده إلا الاشواك والرياح المطعمة بالخيبة والاحباط.