النور هو طاقة مضيئة, فى الغالب يوصف بأنه أمواج كهرومغناطيسية تستطيع العين البشرية تلقيها والإحساس بها, وهو المسؤول عن حاسة الإبصار.. بدونه لا يستطيع الانسان أن يرى الأشياء حوله فتبارك أحسن الخالقين.
النور المرئى بالنسبة للإنسان له طول موجى في حدود من 400 نانومتر الى 700 نانومتر “والنانو هو جزء واحد من ألف مليون جزء!” وهو طول يقع بين الاشعة تحت الحمراء حيث لها طول موجى أكبر من الاشعة فوق البنفسجية التي لها طول موجى اقل.. وهذه الأرقام لا تعبر عن أخر حدود رؤية البشر لكن هذه أرقام تقريبية يستطيع الإنسان الرؤية في نطاقها بشكل جيد تحت كل الظروف.
هناك مصادر مختلفة تحدد أن الضوء المرئي على الأقل يكون من 420 إلى 680 وعلى الأكثر من 380 إلى 800 نانومتر ، وهذا تحت ظروف الإختبار المثالية.
لذا نرى النور لا ينحصر في العين الناظرة فقط، بل اجتاز هذا الأمر حتى أصبحت عين أخرى تبصر وترى أكثر بكثير من هذه العين؟ تسمى العين الباصرة.. هكذا عبر عنها القرآن الكريم( أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۖ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ).
اذا القلوب هي من تبصر حقيقة الرؤى، أضف إلى أن نور القلب لا يأتي عادة لوحده إنما يحتاج إلى علم، وهذا يحتاج إلى طريق يضئ لنا الظلمات، وهو طريق أهل البيت عليهم وألهم أفضل الصلوات، وهذا الطريق يحتاج إلى دليل، فأين نجد هذا الدليل؟
هم العلماء والدعاة لأنهم هم من له المعرفة الحقة به سبحانه وتعالي، قال تعالى : ( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ ) فاطر/28 .. فالفاعل هنا (العلماءُ) فهم أهل الخشية والخوف منه..
واسم الجلالة مفعول مقدم هكذا يوضح أهل اللغة.
وفائدة تقديم المفعول هنا حصر الفاعلية ، أي أنه سبحانه وتعالى لا يخشاه إلا العلماءُ، ولو قُدم الفاعل لاختلف المعنى ولصار ” لا يخشى العلماءُ إلا اللهَ”.. وهذا غير صحيح فقد وُجد من العلماء من يخشون غير الله .
ومداد العلماء العلم الذي ينير الطريق، هذا ما وجدناه في شخصية الشهيد محمد باقر الحكيم قدس، هذه الشخصية التي أعطت الشهداء، وتحملت التهجير القسري، وعانت ما عانت من أجل الإصلاح في الأمة الإسلامية، اجتهدت في توحيد الناس على خطى المرجعية الدينية، التي هي من توصل الناس إلى طريق الهدى والنور المرتبط بأهل البيت عليهم السلام.
هذه الشخصية العلمية التي نالت شرف الشهادة أسوة بهذه الذرية الطاهرة, ليبقى واحد رجب من كل عام خالدا في ضمائر الأحرار لتخليد الشهداء، رغم أنهم أحياء عند ربهم، لكن خلودهم وإستذكارهم في الدنيا لكي نحصل على النور والموعظة من خلال كيفية استشهاده، هكذا عاش طفولته في كنف مدينة العلم والمعرفة في أحضان المرجعية الدينية، واكمل شبابه في الغربة والجهاد من أجل التحرير من الدكتاتورية الظالمة ،حتى تحقق له ما يريد ليعود إلى بلد الأم الذي ولد فيه وترعرع، لينتظر اليوم الموعود الذي وعد به ، لينال وسام الشهادة في جوار جده أمير المؤمنين عليه افضل الصلاة والسلام، في محراب الصلاة ، أسوة بجده الوصي ، هكذا خلد شهيد المحراب في سجل الشهداء ليبقى خالدا ونوره براقا للاجيال القادمة تستنير بنور علمه الخالد .