18 ديسمبر، 2024 11:43 م

كسوف السياسة العراقية

كسوف السياسة العراقية

سجلت ألسياسة في بلدنا كسوفا على غير ألمعتاد ، يتجدد مع تاريخ حافل بالخلافات الغير مجدية ، والمعطلة لمسيرة بلد ينشد تجسيد مفاهيم الحرية والديمقرطية وألعدل وألمساواة.
ألمذهبية وألمناطقية كانت ولاتزال عقبة كأداء تعترض طريق إقامة نظام سياسي مستقر، ألذي إفتقدناه منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة ، يحالفنا فيه الحظ ونتصالح مع أنفسنا ، بل زادت الحالة مع ألزمن تشرذمنا إتساعا وتعقيدا.
ولذا ظهرت فئة المغامرين المتهورين في فترات مختلفة ، يعاونهم نافذون ومتملقون فرضت نفسها في اتخاذ القررات الخاطئة انعكست بالسلب على ألناس باطيافهم المتنوعة ، وتركت أثرا كبيرا على حياتهم ، في تماسك أبناءه ، ركود الحياة ألاقتصادية والعلمية ، ونهضة البناء والاعمار.
البعض نجح في مسعاه في فرض التسلط والانفراد بالحكم ، مما راكم ألمشاكل وضاعفها ، وأخذ وقت طويل في زيادة محنة الناس بماهو أسوء، مما أورثا ألندم في أن نتقبل مرحلة جديدة في حياتنا ، تعاونا فيها بقصد نية التخفيف عن كاهل أحمال ما نعانيه في ما سبق ، قد تكون أيجابية في رهان الحظ، ، أو تتناغم مع ما نتمناه في مستقبل أفضل ، يساعدنا القيام في العمل والمهنية، واشاعة الثقة بين الناس ، فكانت الصدمة في انقلابات اشبعتنا ظلما وحزنا وفقرا وإنقساما.
ألخلافات ألمتنوعة كبرت ضاق بها الناس ذرعا ، ولم يتقدم الوضع الذي عشناه في أية خطوة تساهم في بناء نظام ينهض بمجتمع متقاعس ومُهمل ، قد تكون قسوة العلاقة بين أبناءه في طبيعة تكوينه ، من جبال وسهول وصحراء لا تتيح له فرصة مضمونة في ذلك ، ويبقى سلوك ألبعض مرهون بما هو قومي كألاكراد ، ومذهبي بين مكوناته ألعربية ، وطائفي لبقية ألاقليات ، والكل في حالة ضياع في نهاية ألمشهد.
من ألاهمية بمكان أن نتشجع للقيام بمواقف أكثر إيجابية في تهيئة النقاشات والمحاور، نتحمس لها في اتخاذ مبادرات تواجه الواقع المتعثر في روية وهدوء، تنتج إيجابية خطوات غنية تخدم مستقبل ألبلد ، تمنحنا الثقة بالآخرين وبعضنا لنجاح تجربتنا السياسية .
بعد ذهاب انظمة القلق والضغط ، التي ورطتنا في كثير من المشاكل ، فشل رافقنا في حروب عبثية كانت محرقة شبابنا ، وزيادة حجم الآهات والحسرات على ضياع ألاموال وألوقت.
نغتنم فرصة عام 2003 رغم العثرات ، لا حلول ناجحة لأغلب ما نعاني من مشاكل ، تنوع مصادر القرار، ونتجه نحو تحقيق ما نحلم به ، من ألمكتسبات والانجازات في إقامة نظام حكم ديمقراطي متعدد ، دون خوف أو قلق على مساحة الحرية في ظل التجربة الجديدة ، والدفاع عنها رغم ألتقلبات والمساويء ، والثمن الكبير الذي دفعناه من دم ومال ووقت.
ألزمن .. سوف يتخطى ألحواجز ، وأمراضنا كفيل بشفائها .. بدواء يفضي الى الموت السريري كما نحن عليه ألآن ، أونكتسب ألشفاء ألتام بصحة مستدامة لوضعنا السياسي ، كما تخطى ألضيم وألحيف والاضطهاد وسلطة ألإماتة في نيسان 2003.