خاص : ترجمة – آية حسين علي :
تسعى “المملكة العربية السعودية” وعلى رأسها ولي العهد، الأمير “محمد بن سلمان”، إلى البحث عن مصادر جديدة للدعم الدولي، في أعقاب توتر العلاقات نتيجة الانتقادات التي وجهتها الدول الغربية للملكة عقب اكتشاف جريمة اغتيال الصحافي السعودي، “جمال خاشقجي”، في السفارة السعودية بـ”تركيا”، خلال تشرين أول/أكتوبر الماضي، بحسب صحيفة (الموندو) الإسبانية.
وقام “بن سلمان”، الذي يرمز إليه إختصارًا، في الصحافة الأجنبية، بـ (إم. بي. إس)، خلال الأسبوع الماضي، بجولة شملت “الهند وباكستان والصين”، في محاولة لتعزيز الدعم الدولي للملكة، صحبه مسؤولين كبار في شركة “آرامكو” السعودية للنفط، التي تحتل المركز الأول عالميًا.
وخلال زياته إلى “الصين”، وقع (إم. بي. إس)، عقدًا مع شركة تصنيع الأسلحة الصينية “نورينكو” لإنشاء مصفاة؛ وشركة بتروكيماويات ضخمة في العاصمة، “بكين”، باستثمارات بلغ قدرها 10 مليارات دولار.
المملكة تسعى إلى تحسين صورتها..
ذكرت الصحيفة الإسبانية أيضًا أنه من الواضح أن المملكة لم تتردد لحظة في استخدام عائدات البترول من أجل تحسين صورتها أمام العالم، بعدما تعرضت للتشويه بسبب الفضائح التي كشفتها الصحافة والإعلام العالميين عن الطريقة التي نفذت بها جريمة الاغتيال، التي تنفي المملكة علاقتها بمنفذيها.
وصرح وزير الطاقة والصناعة السعودي، “خالد الفالح”، لوكالة إعلام صينية بأن: “المملكة خصصت مبلغًا كبيرًا من المال وتسعى لاستثماره في دول واعدة”، مشيرًا إلى أن “الصين” تعتبر بلد مثالي للاستثمار نظرًا لسوقها الواسع.
وأوضح المحلل بمركز (أوراسيا غروب) للدراسات السياسية والإستراتيجية، “إيهام كامل”، لقناة (الجزيرة) القطرية؛ أن “محمد بن سلمان يسعى إلى بناء ثقة كبيرة مع الحكومة الصينية، من أجل إظهار أن لديه خيارات واسعة بعيدًا عن الغرب، وأنه لا يزال العنصر الأهم في قيادة المملكة والملك القادم لها”، وقال الخبير، “غيمس إم دورسي”، إن: “(إم. بي. إس) يريد إظهار أنه ليس شخصًا منبوذًا على المستوى الدولي”.
استقبل بحفاوة بعد فشل جولته العربية..
تضيف الصحيفة الإسبانية أن “بن سلمان”، بعد تلقيه حفنة من الانتقادات خلال زيارته إلى “تونس” وعدم قدرته على الإلتقاء بملك “المغرب” ورئيس “الجزائر”، أستقبل استقبالًا حافلًا في “الصين” – وفي “الهند” و”باكستان” أيضًا – وهي بلد لا يهتم كثيرًا بالإنتهاكات التي ترتكبها المملكة؛ ولم تؤثر أبدًا على العلاقات السياسية معها، وفي المقابل، سكتت “السعودية” على الإنتهاكات التي ترتكبها الحكومة الصينية ضد المسلمين “الأويغور”، منذ عدة أشهر، رغم أن “الرياض” تقدم نفسها بصفتها رمزًا للمسلمين.
وخلال زيارته إلى “باكستان”، قدم “محمد بن سلمان” استثمارات بقيمة 20 مليار دولار لإنقاذ الاقتصاد الباكستاني الهش، وسوف يخصص نصف المبلغ لإنشاء مصفاة “أرامكو” في ممر “غوادور”، الذي يُعتبر حلقة مهمة في مشروع “حزام واحد طريق واحد” الصيني، أو المعروف باسم “طريق الحرير”.
حلفاء الصين في الشرق الأوسط أعداء للسعودية..
أشارت (الموندو) إلى أن مخطط “بن سلمان” سوف يواجه عراقيل كثيرة بسبب السياسة التي تتبعها “الصين” في الشرق الأوسط، وعلاقاتها الإستثنائية مع دول تُعتبر عدوة للمملكة؛ مثل “إيران”، لذا إستبق رئيس المجلس التشريعي الإيراني، “علي لاريغاني”، جولة “بن سلمان” الآسيوية وقام بزيارة إلى “الصين” التقى خلالها بالرئيس، “شي جينبينغ”، بعدها أكد الرئيس أن “بكين” و”طهران” تربطهما علاقات إستراتيجية قوية، مشددًا على أن هذه الروابط لن تتغير بما يحدث في المشهد العالمي والإقليمي، ومثال على متانة هذه العلاقات، تعتبر “الصين” من الدول التي لا تزال تدعم “الاتفاق النووي” الإيراني، الذي أُبرم عام 2015، إلى جانب “روسيا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا”، رغم انسحاب “الولايات المتحدة” العام الماضي.