اتفاق سلام وشيك بين “واشنطن” و”طالبان” .. هل تصبح النساء ضحايا للحرب وللسلام ؟

اتفاق سلام وشيك بين “واشنطن” و”طالبان” .. هل تصبح النساء ضحايا للحرب وللسلام ؟

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

حمل الإعلان عن قرب توقيع اتفاقية سلام بين “الولايات المتحدة” وحركة “طالبان”، في “أفغانستان”، الكثير من الآمال والمخاوف أيضًا، خاصة لدى النساء، فبعد 4 عقود من الحرب المستمرة تخشى الأفغانيات من أن يضطررن إلى دفع ثمن إنهاء الصراع، ولا تزال حاضرة في ذاكرتهن  سياسات كراهية النساء والتمييز ضدهن التي إتبعها “نظام طالبان” بطريقة منهجية؛ قبل الإطاحة به بعد التدخل العسكري الأميركي في “أفغانستان”، عام 2001.

قلل من التحول إلى ضحايا للسلام..

صرحت النائبة والناشطة الحقوقية المدافعة عن حقوق المرأة، “فوزية كوفي”، (43 عامًا)، لصحيفة (البايس) الإسبانية، بأن النساء في أفغانستان “لا تريد أن تتحول إلى ضحايا للسلام، في أفغانستان دفعت النساء ثمن الحرب، لقد فقدنا آباءنا وأزواجنا وأبناءنا، وسلبنا حريتنا وحقنا في الحصول على التعليم، لذا نريد أن يعم السلام أكثر من أي شخص آخر، لكن إذا وقعت اتفاقية السلام مع جماعة طالبان ماذا سيكون الثمن ؟”.

وتتحدث “كوفي” من واقع تجربتها، إذ قتل والدها في بداية الحرب الأهلية على يد “المجاهدين”؛ كما تعرضت أسرتها لمحاولات اغتيالات عديدة، وتوفي زوجها في سجون “طالبان” بعد تدهور حالته الصحية وإصابته بمرض السل، ورغم أنها اضطرت مثل باقي النساء إلى إرتداء “البرقع”، حتى قبل تولي “طالبان” الحكم في “كابول” عام 1996، إلا أن حكم “طالبان” وضع تشديدات على المرأة بلغت ذروتها، إذ منعهن من التعليم والعمل والخروج من المنزل بدون رفقة الرجال، كذلك حرمهن من الضحك أو إحداث صوت في الشارع.

وأضافت: “الولايات المتحدة تعطي إنطباعًا بأنها ترغب في الإنسحاب من أفغانستان بسرعة، لذا يجب أن نوجه لها سؤالًا هل حققت الهدف الذي أرسلت قواتها من أجله وهو القضاء على العناصر الإرهابية ؟، وإذا كانت الإجابة لا، فماذا فعلت واشنطن في بلادنا ؟”.

وأوضحت أنه لم تُطلب مشاورة النساء في الاتفاق؛ “نريد فقط أن يخبروننا بما يتفاوضون حوله بصفتنا ضحايا حرب”.

تشارك الناشطة ورئيسة مؤسسة (مجلس النساء الأفغانيات)، “فاتنة جيلاني”، (64 عامًا)، مشاعر القلق، وقالت للصحيفة الإسبانية: “حتى الآن لم يكشف عن أية تفاصيل بشأن الاتفاق، لذا نريد معرفة البنود التي تضمن حماية حقوق المرأة في المستقبل”.

وأضافت: “شهدت الـ 16 أو 17 عامًا الماضية الكثير من التغييرات، إذ سمح للنساء بالخروج للعمل كما سنحت الفرصة للفتيات للحصول على التعليم وممارسة الرياضة، وفتح المجال للسماح بأمور أخرى”، وبلا شك لم يفتح هذا المجال في كل أنحاء البلاد، إذ أن هناك اختلافًا كبيرًا بين أوضاع النساء في مدن مثل “كابول ومزار الشريف وهراة”، والمناطق الريفية التي يسكنها ثلثا الشعب.

ومع ذلك تتحلى “جيلاني” بالتفاؤل، وأضافت: “نعرف أن حركة طالبان تغيرت قليلًا، وأعلنت أنها مستعدة للإعتراف بحقوق المرأة وفقًا للشريعة الإسلامية، وندرك بأن المجتمع الدولي يطالب من يتولى الحكم بأن يهتم بأوضاع المرأة، والسيدات الأفغانيات لا يرغبن في العودة إلى الوراء”.

جيل لم يعرف حكم “طالبان”..

يبلغ عدد سكان “أفغانستان”، 35 مليون نسمة، نصفهم تقل أعمارهم عن 15، و60% أصغر من 25 عامًا، بحسب بيانات “الأمم المتحدة”، وتعني هذه الأرقام أن جيل الألفية لم يواكبوا “نظام طالبان” أو كانوا صغارًا عندما تولت الجماعة الحكم، لذا نشأوا بآمال كثيرة في مستقبل أفضل، مثل مطربة الراب، “راميكا خابيري”، والفتاة التي قررت الذهاب إلى الجامعة وهي تحمل طفلها على ذراعيها، “غهانتاب أحمدي”.

الاتفاق مع “طالبان” قد يؤدي إلى مزيد من العنف..

ذكرت المتحدثة باسم حزب (التضامن الأفغاني)، “سالي جعفر”، (35 عامًا)، أن أي عودة لحركة “طالبان” سوف يؤدي إلى سوء أوضاع الأفغانيات، وأضافت: “لا أعتقد أن ثمة اختلافًا كبيرًا بين عنف طالبان الحالي مقارنة بالماضي، كل المجرمين الموجودين في الحكومة شاركوا في الحكم من قبل ورأينا ماذا فعلوا”، وشددت: “أنا ضد أي عملية سلام تفتقر إلى العدالة”.

وقالت منسقة “شبكة المحللين الأفغانستانيين”، الفنلندية “ساري كوفو”، إنه: “من المستحيل الحفاظ على فرص حصول المرأة على حقوقها في ظل المستوى الحالي من العنف”، وحذرت المحامية التي تعيش في “كابول” منذ عدة أعوام، من أن: “أي اتفاق غير مستدام مع طالبان قد يؤدي إلى المزيد من العنف بمرور الوقت، لقد شهدت أفغانستان عدد من الاتفاقات من هذا النوع خلال العقود الأربعة الماضية”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة