15 أبريل، 2024 11:17 م
Search
Close this search box.

بين الفرار من المنزل وبيع الجسد في الشوارع .. قصص فتيات من “طهران” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

“الفرار من المنزل”؛ بالنسبة للكثير من الفتيات يكون بداية لمشوار من “أحلام السعادة، والحرية” وغيرها من مفاهيم أخرى من هذا القبيل؛ وينتهي ببيع الهوى في الطرقات، والإدمان، والتشريد، والإيدز … إلخ.

والفتيات اللائي يفضلن الفرار من المنزل هربًا من المعاناة داخل المنزل أو البحث عن الحب الخيالي أو تحقيق الاستقلال، سيكون بإنتظارهن مصير مؤلم.

وقد بلغت إحصائيات الهاربات من المنزل، للعام الماضي، بحسب “المديرية العامة للرعاية الاجتماعية” بمحافظة “طهران”، حوالي 164 فتاة تتراوح أعمارهن بين 11 – 16 عامًا. وأكد مدير المديرية على أن السبب الرئيس وراء هذه الظاهرة هو إهمال الفتيات داخل المنزل.

والسؤال: ما مصير هؤلاء الفتيات ؟.. الشارع في الأغلب، ومن ثم تتعرض الفتيات للكثير من التبعات أكبرها وأسوأها أن نسبة 18% منهن يتعرضن للإعتداء الجنسي، ونسبة 60% قد تعرضن للإعتداء الجنسي في الأسبوع الأول من وجودهن بالشارع؛ وبعدها يبدأ طريق الدعارة.

ولذا يُقال: الفتيات الفارات من المنزل هن بوابة المجتمع للدعارة الجنسية. تقول “پرستو بهرامی‌راد”، مراسل الموقع الإخباري التحليلي (ديدار نيوز) الإيراني؛ “جلست في يوم ماطر للحديث إلى اثنتين من الفارات وتحولن اليوم إلى بائعات هوى. وتنام الفتاتان بشكل غير رسمي بإحدى المراكز الخاصة بأطفال الشوارع”.. وقد أجرت معهن حوار كاشف..

تعرفت عليه عن طريق “التليغرام”..

“ليست قصة طويلة ولا خاصة… تعرفت إلى بهزاد عبر تطبيق (التليغرام)، وفررت من المنزل، وجئت إلى طهران للزواج منه.. لكنه تخلى عني. وبينما كنت خارجة من منزله تعرفت إلى إحدى النساء وأُجبرت على العمل بالدعاة مقابل الطعام والنوم فقط دون المال… لم يكن بيدي حيلة لذلك وافقت ثم تركتها بعد فترة ووقفت بالشارع كي تمتليء جيوبي بالمال، وأنام بالمركز عندما لا أجد زبائن”.

ولدت “تبسم” لأسرة متعصبة، وهي تبلغ من العمر 17 عامًا، وتبدو كما لو كانت إمرأة في العقد الثالث. وتحاول التخفيف من حدة البكاء بتناول جرعة ماء؛ وتقول: “تعبت.. لقد وعدني الأخصائي الاجتماعي في المركز بالمساعدة. ولو أن بهزاد لم يطردني من منزله تلك الليلة؛ ربما بحثت عن مكان آخر ولما وصلت إلى هذه الحال… لقد تعرضت للضرب مرارًا من الرجال وأسوأ لحظة حين أركب سيارة شاب ونذهب إلى منزله ثم أكتشف وجود 4 آخرين في المنزل”.

يمنعها البكاء من الاستمرار في الحديث، ثم تقول وهي تمشي: “لقد أخبرتك قصتي، ربما تسمعها فتاة وتتراجع عن فكرة الفرار من المنزل”.

قسوة الوالدين غير الآدمية !

“الضرب، ثم الضرب، ثم الضرب.. هو ذكراي الوحيدة عن منزل والدي، لكني بالتأكيد غير راضية عن وضعي الحالي”. هكذا عللت (ر)، والتي تستخدم اسمًا مستعارًا هو، (شادي)، أسباب فرارها من المنزل في سن الـ 15؛ بينما تبلغ حاليًا 21 عامًا.

تقول بإبتسامة غضب لم تفارقها طوال الحديث: “مهما أحكي لن تفهموا؛ وأنتم تعيشون في النعمة مدى معاناتي. فلا أمهات يحرقن أجسادكن بقضيب ساخن، ولا أباء يشاهدن دون القيام برد فعل”…

تستغرق “شادي” في الضحك وتكيل السباب الركيك لوالداها، وتستطرد: “في اليوم الأول؛ عندما نزلت من الأتوبيس الذي جاء بي إلى طهران، علمت ماذا ينتظرني بالليل، لكن مهما كان فقد كان أفضل من حياتي القديمة. اُجبرت في الأسبوع الأول مرارًا على ركوب السيارات بالقوة وتعرضت للإعتداء الجنسي”.

أدمنت “شادي” المخدرات، قبل ثلاث سنوات، وهي على استعداد لبيع جسدها بأي سعر مقابل شراء المخدرات. فجأة تمتزج الإبتسامة بقطرات الدموع وتحاول جاهدة أن تمنع دموعها من النزول، لكن بالنهاية تجد الدموع طريقها بين رموشها السوداء وتنهمر.

تضيف: “لطالما أحببت أن أحترف الرسم؛ لأن المدرسين في المدرسة دائمًا ما كانوا يخبرونني أن رسوماتي جميلة”. أسأجرت “شادي” غرفة في منطقة “محمد شهر” تمضي فيها بداية الأسبوع فقط، وبقية الأسبوع في المتنزهات والشوارع بحثًا عن زبائن.

تقول: “أنفق على المخدارات وإيجار الغرفة من هذا العمل وأعيش حياتي. أحيانًا أسرق من زبائني الأثرياء أشياء مثل الساعة أو الجواهر وغيرها؛ وأبيعها لأشتري ملابس وأدوات تجميل”. تستعيد بعد فترة الإبتسامة الغاضبة، وتقول: “أنا غير راضية عن حياتي، لكني تكفيني الساعات التي أكون فيها داخل منازل الأثرياء أو في سياراتهم”.

رغم الإدمان والدعارة؛ لا تزال “شادي” طريفة وجميلة جدًا، وتستطرد: “انتشرت مؤخرًا المجموعات الجنسية ولا أجد في ذلك مشكلة طالما يعطونني المال”. وهي لها زبائنها الذين يمتلكون رقم تليفونها ويطلبونها بالتليفون. تقول: “معظم زبائني من المتزوجين، لكنهم يأتون بحثًا عني”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب