17 نوفمبر، 2024 11:51 م
Search
Close this search box.

هنا الحويجة….ميلوا بينا

هنا الحويجة….ميلوا بينا

الحويجة قضاء عراقي تابع لمحافظة التأميم (كركوك)،تسكنه قبائل عربية أصيلة منذ أقدم العصور ،ومتعايشة مع القوميات والأديان العراقية في كركوك من الأكراد والتركمان والمسيحيين بشكل عجيب، فهم متصاهرون مع بعضهم البعض ،ولديهم علاقة عمومة وخؤولة مع بعضها البعض ،بل يتكلم العربي اللغة التركمانية والكردية والمسيحية بطلاقة ،وهكذا بقية القوميات والمذاهب والأديان الأخرى ،اليوم يواجه المتظاهرون في الحويجة هجوما عسكريا عنيفا من قبل قوات حكومة المالكي  ذهب ضحيته عشرات الشهداء ومئات الجرحى ،في حادثة لم يشهد لها تاريخ الشعوب الثائرة ضد الظلم والاستبداد والدكتاتورية،ويندى لها جبين الإنسانية وسط صمت مطبق من الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والجامعة العربية ،هذا الهجوم كنا قد حذرنا منه في مقال سابق وقلنا يجب محاورة المتظاهرين في المحافظات وتلبية مطالبهم المشروعة بأسرع وقت قبل أن نذهب الى الحرب الأهلية الطائفية ،ولكن تجاهل حكومة المالكي وتصعيد خطابها التهديدي الطائفي (تهديدات المالكي وهادي العامري وعلي الأديب وبعض قادة إيران )،أوصل الوضع الى الانفجار وتصادم العشائر المنتفضة في الحويجة مع قوات دجلة العسكرية المتواجدة في كركوك والحويجة ، واصرارها على إنهاء ساحة الاعتصام بالقوة وتسليم (مندسين قاموا بقتل جنود )،متجاهلة نفس طلب متظاهري الفلوجة بتسليم جنود عراقيين قاموا  بقتل متظاهري الفلوجة ،ومع تصاعد حدة الاشتباكات بين العشائر العربية في الحويجة وقوات الجيش، وتوافد عشرات الطائرات والألوية والإمدادات العسكرية من جميع محافظات العراق، لمحاصرة ساحة العزة والكرامة في الحويجة لإزهاق المزيد من الدماء العراقية البريئة، المطالبة بحقوقها المشروعة حالها حال ساحات التظاهر السلمي في نينوى والانبار وسامراء وديالى وبغداد ،هذه العملية باركتها وزارة الدفاع وأصدرت بيانا شديد اللهجة والتهديد المباشر ،لساحات التظاهر الأخرى إنها سوف تشهد نفس مصير ساحة الحويجة ،مما هيج الموقف وصب الزيت على النار وانتفضت ساحات التظاهر، وأعلنت إنهاء التظاهر السلمي والذهاب الى الاستعداد القتالي ،وتم رصد الكثير من حالات الاشتباكات من قوات الجيش في محافظات نينوى والانبار وسامراء وبيجي وديالى وغيرها، بمعنى هذا أن الانفجار قد حصل وإعلان الحرب الأهلية بين حكومة المالكي والعشائر المتظاهرة في جميع المحافظات قد بدأت ،وبدأها الجيش باستفزازه  وهجومه العسكري على ساحة الحويجة المتظاهرة سلميا، دون السماع لمطالبهم وحل الأزمة بالحوار الوطني ، هذا ما كنا نخشاه من تجاهل حكومة المالكي لدعوات الحوار، والانصياع الى مطالب الأمم المتحدة وإدارة اوباما ودول إقليمية أخرى، بضرورة حل أزمة المتظاهرين في العراق، وتلبية مطالبهم الدستورية بإطلاق سراح المعتقلين الأبرياء وإلغاء قوانين المجرم الحاكم الأمريكي بول بريمر ،وهذه المطالب اعترف بشرعيتها كل من في العملية السياسية من أحزاب وكتل وشخصيات ومراجع دينية شيعية كبيرة ،بل أدانت المراجع الدينية في النجف وكربلاء الممارسات القمعية والطائفية  لحكومة المالكي مع المتظاهرين من قتل واعتقال واغتيال ،اليوم انفجرت ساحات الاعتصام في كل العراق فمن يتحمل الدماء التي ستراق على ارض العراق ،ومن يضمن إيقاف هذه الحرب دون الدخول في حرب أهلية طائفية لا يريدها العراقيون في كل العراق ،غير من يقف وراءها ويصب الزيت على نارها المستعرة عشائريا وحكوميا ،الحويجة شرارة هذه الحرب ،اليوم تقدم شبابها قرابين على طريق الشهادة في حرب خاسرة يدفع ثمنها أبناء العراق ،وتنفذها حكومة لا تحترم  شعبها ،الحويجة تدفع ثمن صمود أهلها بوجه الظلم والاستبداد ،وتشيع جنائزابنائها الذين قتلتهم قوات سوات الحكومية ،وهنا تحضرني أبيات شعبية للشاعر الشعبي مالك الحزين لشهيد يودع أهله وأحباءه وقريته وحبيبته الحويجة ويتوسل بالجناز أن يميلوا الى الحويجة ليكحل عيونه من دروبها وحاراتها وأبنائها فيقول (ميلوا بينا …يلي شلتوا النعش …بلله ميلوا بينا….ميلوا بينا نودع أهلنا وعادة اليرحل ..يودع أهله بدموعه ..ومن صورهم يملى عينه ……ميلوا بينا الشوك هزنا لحضن أمنا …ذيج الحبيبة الحنينة…جلمة منها وجلمة منا …حيل مشتاكين واشتاك لحجينة …ميلوا بينا ..)،هذه هي الحويجة رمح العروبة بوجه الطغاة والظلاميين ،لم ترضخ للذل والاستبداد ولن تنحني إلا لله من اجل العراق الواحد الموحد ورفع الظلم عن أبنائه  ،حالها حال كل محافظات العراق وقراه واقضيته ونواحيه ..حفظ الله الحويجة وسامراء والفلوجة وديالى والرمادي ونينوى …وحفظ العراق وأهله …..

أحدث المقالات