اظهرت نتائج نسب المقترعين في انتخابات مجالس المحافظات لهذا العام 2013 عن “زعل” واضح من ابناء الشعب العراقي على الحكومة وعلى كل العملية السياسية بدليل ان نسبة المقترعين كانت لا تتجاوز ال 35% حسب بعض الاحصائيات الاولية في جميع المحافظات ونعزوا هذا “زعل” الى عدم اقتناع الناخب بمصداقية العملية الانتخابية وبالتالي السياسية وعدم لمسع لشفافية التعامل التي كان ينتظرها من المسؤولين.
ان ما يجري في العراق من اخفاقات امنية وتردي الخدمات ولدت انتكاسات وعدم ثقة وشرخ كبير مابين الشعب والحكومة .
المشكلة ان الناخب العراقي لا يعرف ان الكتل السياسية نتتظر الحظة التي يصل فيها الشعب العراقي الى هذه النقطة من عدم الثقة فينطوي على نفسه غير مبالي وغير مشارك بما يحصل حوله يكتفي بابتلاع مرارته التي ولدتها سنوات من الخيبة وفقدان الامل . هذه الكتل السياسية تنتظر لحظة الانطواء لتمرر مرشيحيها حتى وان كانوا لا يستحقون فهم يجمعون اصوات ( جماعاتهم ومن اتفق معهم ) دون معارضة .
فتصل في النهاية الى مرادها من الفوز بغير استحقاق حيث ان من ينتخب هم انصار هذه الكتل وليس الشعب الحقيقي المبتلى بالويلات فيخرج انصار هذه الكتل للانتخاب ويبقى ابناء الشعب بزعلهم والنتيجة خسارة ابناء الشعب حقه في اثبات صوته .فالقادم الجديد او ( المسؤول المنتخب ) سوف يفرض عليهم مايريد من قوانين وتعليمات ويجب عليهم ( ابناء الشعب ) احترامها وتطبيقها حتى وان كانو ليسوا مقتنعين بها لانهم فرطوا في حقهم في قول كلمة ( لا ) في الانتخاب بالتالي سوف يتسلط عليهم شخص اخر ليس اهلا ولا يمثلهم .
ان عزوف ابناء الشعب المظلوم عن الاقتراع وعدم استخدام حقهم في التصويت يثير لدينا عدة تساؤلات اولها هو : ما الذي يحتاجه الشعب ليعرف ان هذا حقه وواجبه الذي لا يجب ان يتخلى عنه ولتحقيق هذا
هل نحتاج حملات توعية كبيرة لابناء شعبنا لتعريفهم معنى الانتخاب واهميته في المجتمع ؟
كيف نقوم بإيصال فكرة انه لايجوز امتناع اي شخص من الانتخاب فالامتناع يعني التخلي عن حقك بالاختيار وبالامتناع عن التصويت سوف تساعد على ايصال شخص غير مؤهل الى منصب المتسلط عليك . لتتمكن من تغيير الواقع اللذي لا تريده ادلي بصوتك لان صوت واحد ربما يغير نتيجة.
ان فكرة الامتناع عن الانتخاب هي فكرة مضللة وخاطئة وهي النتيجة اللتي يريد السيئون ان يصل الشعب اليها . ان الحرب النفسية وخلق حالة التوتر قبل الانتخابات التي فرضوها على الشعب كل هذا جعل الناخب ينفر من العملية برمتها لعدم ثقته بمصداقيتها . وبهذا تترك الساحة خالية ممهدة للعنصر السيء ان يشغل المناصب التي وجدت اساسا لخدمة الشعب لا لاذلاله .
نحن لا يهمنا الفائز بقدر مايهمنا الناخب فالناخب هو الدفة التي تدير مجرى الاحداث وتوصل سفينة الديمقراطية الى بر الامان .
رسالة الى الناخب الكريم :
اذا كنت تتخلى عن صوتك وحقك في اختيار من يمثلك فكيف ستتغير حياتك وانت تعطي الفرصة لمن لا يستحق بالتسلط على رقبتك . لهذا فان الاشتراك بالانتخابات واجب وطني ومقدس.
هذه دعوة الى منظمات المجتمع المدني والمفوضية العليا للانتخابات ان تقوم على اطلاق حملات توعية للمواطن تعرفه حقه وواجبه من العملية الانتخابية بكل ابعادها الانسانية والسياسية بوضوح وشفافية . وليكن شعارنا (بصوتنا نضمن حقنا ) .