ما زال الكثير من المسؤولين العراقيين ومن يتصدى لمواقع المسؤولية في الدولة يعتقدون ان القوة واستخدام العنف هو الحل الامثل لمواجهة المظاهرات المطالبة بالحقوق الشرعية لابناء العرب السنة ناسين او متجاهلين ان زمن استخدام الحكام للقوة ضد شعوبهم قد ولى واثبت عدم جدواه ولذلك امسى الحوار بين الحاكم والمحكوم هو سيد الموقف في ظل الانظمة الديمقراطية المتبعة في الكثير من دول العالم الحر. اما وقد ضرب هؤلاء المسؤولين قيمة الحوار عرض الحائط واستبدوا برايهم دون الاستماع الى نصائح القوم وحكماؤها وعقلائها فان خراب البلد اصبح قاب او قوسين او ادنى وستحرق النار البلد باكمله.
يقول محمد الوراق :
إن اللبيب إذا تفرق أمره . . . فتق الأمور مناظراً ومشاوراً
وأخو الجهالة يستبد برأيه . . . فتراه يعتسف الأمور مخاطراً
رأي الجماعة لا تشقى البلاد به . . . رغم الخلاف ورأي الفرد يشقيها
لقد سقط الابرياء في مجزرة الحويجة هذا اليوم فاكثر من 200 مواطن اعزل ما بين شهيد وجريح وقعوا ضحية حماقة وغباء وعنجهية ما يسمى بالجيش العراقي وهذه الاعتداءات من الجيش والتي طالما دعونا الى تجنبها وتوقيها عبر الحوار ما بين الدولة وابنائها والاستماع الى مطالبهم والتحدث اليهم ولو كان رأيهم يحتمل الصواب او الخطأ فالشعوب يجب ان تحاور لا ان تقتل وتفتح عليها نيران الجيش فهذه فضيحة وعار كبير يتحمله من اعطى الاوامر بذلك فكيف لقوات تدعي انها تمثل النظام والقانون ان تفتح نيرانها على مواطنين عزل لا يمتلكون اي سلاح وهم في العراء منذ اربعة اشهر في اعتصامات سلمية خالية من اي سمة للعنف او حمل للسلاح كيف ؟ اما كان من الافضل التصرف بعقل وحكمة مع هؤلاء المواطنين اليسوا هم ابناء هذا البلد ويخضعون لقوانينه ام ماذا ؟
تجاهل المالكي رئيس الحكومة الشيعية ( لم يبقى سوى الوزراء الشيعة في الحكومة بعد انسحاب وزراء العرب السنة والاكراد ) في بغداد مطاليب المعتصمين في ست محافظات من محافظات العراق تلك المطاليب التي جاءت نتيجة الاقصاء والتهميش والاعتقالات والتعذيب والابتزاز المادي لابناء العرب السنة عبر عن طائفية المالكي وعن عدم قدرة هذا الرجل على استخدام العقل والحوار مع ابناء هذه المحافظات التي لا تزال اعتصاماتها قائمة، ولقد اتهمت هذه الاعتصامات باتهامات شتى فتارة يقولون ان قطر والسعودية وتركيا من يدعمها ويقف ورائها وتارة القاعدة والبعث المجتث والارهابيين ولا نعرف ما الذي يريدونه من اتهاماتهم هذه وما الغاية التي ينوون الوصول اليها.
لا شرعية بعد اليوم لدولة وجيش يقتل المواطنين العزل ويعتقلهم ويسبهم ويشتمهم بعبارات طائفية نابية ويحاول الانتقام منهم لانهم ينتمون الى طائفة اخرى ويصادر حقوقهم المشروعة في العيش في وطنهم ولا خيار امام السنة العرب ومراجعهم الدينية بعد اليوم سوى حمل السلاح والدفاع عن النفس والعرض والمال امام هؤلاء القتلة والمعتدين وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون.
كاتب مستقل