5 نوفمبر، 2024 3:33 م
Search
Close this search box.

حوار طفلة مظلومة مع الله

حوار طفلة مظلومة مع الله

هي قصة حقيقة جرت احداثها في قرية من قرى محافظة نينوى عندما أغتصب أحد ضباط الجيش الحالي ( أصيل والله ) طفله لا تتجاوز ربيعها الثالث عشر ، وبعدها قام والد الفتاة تحت يافطة (غسل العار) خنق هذه الطفلة وهي بهذه الحالة قد ظلمت مرتين الاولى مع الضابط ( الشريف ) والثانية مع الأب ( المتخلف ) ولحد الآن نحن نتكلم بالمحسوس والملموس ولست هنا مجذفا ولا اسعى أن أكون مع المجذفين لكن من حقي أن اسأل لان الله وهبني العقل وهو يريد منا أن نستغل العقل أقصى استغلال ، ولكن علينا أن نتأمل كيف سيكون الحوار بين هذه الطفلة وبين الباري ( عز وجل ) عندما تقف أمام ربها وهي تنظر له بعين فيها عتب قاسٍ وسؤال يقول أين كنت من ظلمي مرتين يارب العزة ، ألم تسمع صراخي وأنا ادافع عن شرفي ضد هذا الذئب البشري الذي وضعت فيه النزوة القذرة لأكون له ملهاة ووسيلة تفريغ لشحنات قذرة وضعتها بالبشر باسم مبدأ استمرار ديمومة البشر ، أين قوتك وجبروتك حينها ، هل كنت تنظر لي أم إنك لا تهتم لصراخي المدوي ، هل فعلا كما قالوا الفلاسفة إنك لا تهتم إلا بالكليات وتهمل الجزئيات ، وهل فعلا إنك اقرب لي من حبل الوريد ، هل تريد أن تضعني على منضدة التجارب لأكون درسا لغيري ، وما هو هذا الدرس ، هل هو درس يتعلم فيه الرجل كيف يغتصب دون أن يخشى العقوبة ، هل ستمنحني الجنة وماذا افعل بها وأنا شعرت بالظلم مرتين في الدنيا كوني جميلة وأنت من خلقني بهذه الصورة ، هل سيكون لي مكانا مميزا في جنتك وكيف لي أن انسى هذا الظلم وما هو موقف أهلي من الفضيحة وأنا من بيئة ريفية ، لماذا لم يكن لي بيت واطفال حالي حال نساء العالم ، لماذا خلقتني إذن ، هل لأكون لعبة لإشباع غريزة رجالك ، هل لكي اثبت للعالم أن الكون ذكوري ولا نستطيع نحن النسوة أن ندافع عن أنفسنا ، لماذا لا ترد على اسئلتي يارب لأفهم ما هو ذنبي ، هل لأني (العبد) وانت (السيد) وأنا مخلوقة وأنت الخالق وأنت العلة وأنا المعلول ، هل لي حق الحوار إن كان كلامي واسئلتي حوار أم انها مجرد اسئلة لا تهتم لها من عبد لا يحق له أصلا أن يعترض ولا يسأل بل واجبه أن يعبد ثم يقول حمدا لك يارب ، هل تعلم اني كنت متدينة كما تريد من عبدك المخلص ، فالصلاة لم أقطعها والصوم لم أتركه وقراءة القرآن كان احساسا جميلا لي مع حفظ كلماته عن ظهر قلب ، هل خالفتك يوما وأنا بعمر ثلاثة عشر ربيعا ، وهل أفهم في المعاصي وأنا بهذا العمر ، هل لأني صغيرة لا أفهم ولا قوة لي وقعت بهذه المصيبة بينما لا تقع فيها امرأة كبيرة كافرة ، وهل سمعت كافرة تم اغتصابها ثم قتلها ، وهل ستعاقب والدي المسكين بعد أن خلقته من بيئة ريفية تتعامل بقوة مع فكرة الثأر للشرف ، وما ذنب اشقائي وعمومتي وأولادهم واحفادهم ، وما ذنب هذا الضابط فهو أسير و( مسير )  لشهوة وضعتها فيه ، فمهما يكن هو إنسان وأنا إنسانة لا أريد له الموت مثلي ، ربما سيتوب ويكفر عن ذنبه ، ولكن هل أنا مذنبة حتى أجد في الحياة الدنيا هذا الظلم ولمرتين يارب العزة ، أعلم إنك لا تجيب على ما أقول وأعلم أن حواري معك هو حوار أحادي الجانب ولكن ما العمل فهذا أقل ما يُسمح لي لأني امتلك عقلا وحبذا لو كنت بلا عقل وكنت كائنا غير عاقلا وعلى أقل تقدير لم يشعر والدي وأهلي بالحرج ياربي ، ورجائي الأخير أن تسمع صوت طفلة أخرى مرشحة للموت كما أنا حين تصرخ طالبة رحمتك في نفس الفعل أو أن تخفف شهوة الرجال لنضمن نحن النسوة قسطا بسيطا من عدلك يارب ، ورغم كل هذا هل يحق لي أن اقول ( لا عدالة في السماء ) أو أن النار تنتظرني حتى وإن فكرت بها فكريا .

[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات