البعض متشائم جدا بنتائج الانتخابات المحلية للمحافظات العراقية , اما نحن فنجدها جيده او فوق الجيدة لأسباب عديدة , ان الجماهير لم تعد تنصاع للنداءات الطائفية اذ ان كلا الطائفتين دعوا جماهيرهما الى المشاركة في الانتخابات , مرجعية الشيعة دعت جماهيرها للمشاركة وكذلك المرجعية السنية فعلت وطالبت بالمشاركة الفاعله ولم يحصل ذلك , هذا يعني ان المواطن قد تحرر من هيمنة رجال الدين , الامر الاخر ان المواطن اصبح يعرف قيمة صوته وأثره في المجتمع فصار حريصا عليه ولن يعطيه الا بعد التدقيق والتمحيص عن المرشح , ولاحظنا ان بعض الكيانات التي تشارك لاول مرة في الانتخابات اصبحت منافسة قوية للاحزاب وتيارات كانت ذات التأثير الكبير في الجماهير , على سبيل المثال , ائتلاف ارادة الاهالي وائتلاف العدل والديمقراطية نافسوا ائتلاف الاحرار ومتحدون والعراقية العربية وكانت نتائجهم متساوية مجلس محافظة بغداد , وهذا لوحده انتصار كبير للارادة الوطنية امام التكتلات الطائفية . لم تنفعهم كثيرا الاموال التي صرفت على دعاياتهم الانتخابية ولا الهدايا التي اعطوها للناخبين الذين باعوا اصواتهم
اما القوائم الكبيرة المهيمنة على السلطة نتائجها مخيبة لجماهيرها جدا , على سبيل المثال ان دولة القانون و الاحزاب المتحافلة معه في الحكومة رغم تحقيقها النتائج كبيرة الا انها لم تأتي من جماهير مدنين بل جاءت من الجيش والقوى الامنية تصورا مليون منتسب للجيش والقوى الامنية ويعتقد ان 700000 الف منتسب شاركوا وادلوا باصواتهم , غالبية هذه الاصوات ذهبت لدولة القانون والمجلس الاعلى والتيار الصدري , لو استثنينا اصوات الجيش لعرفنا مدى اخفاق هذه الاحزاب الكبيرة في كسبها لأصوات الجماهير المدنية, اصوات الجيش هي من انقذت دولة القانون من خسارة محققة
امام الاحزاب الوطنية الديمقراطية العابرة للطائفية عمل كثير ومهام صعبة , امامها مهمة اعادت مفهموم الوطنية لدى المواطن العراقي وابعاده عن التكتل الطائفي بعد ان رأى بأم عينيه الفساد وسرقة المال العام والاخفاق الكبير بعدم تحقيق اي منجز لصالح المواطن العراقي , هذه فرصة كبيرة للقوى الديمقراطية للاخذ بزمام الشارع العراقي وقيادته نحو تحقيق اهداف الجماهير وخصوصا الفقراء والشباب الذين يطالبون بأبسط الحقوق , الماء والكهرباء وفرصة عمل , وهم يمثلون اكبر الشرائح المتضررة في المجتمع العراقي
وعلى القوى الوطنية الديمقراطية الاستعداد للمعركة الكبيرة القادمة الا وهي الانتخابات البرلمانية وعليها كسب ثقة المواطن الذي لم يدلي بصوته في الانتخابات المحلية والتي ستقام بعد اقل من سنة