منذ زمن ليس بالقصير والامبريالية والصهيونية تعمل على اذكاء نار الفتنة الطائفية بين المسلمين، ووجدت الارض الخصبة لهذه الفتنة لدى دول الخليج التي تعاني من عقدتين رئيسيتين هما الحقد الطائفي والعمالة والخيانة للأجنبي، وهاتان العقدتان هما سبب ضياع الاهداف المصيرية للامة العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي تغافلت عنها الدول العربية عمدا بسبب ما تعاني من الرهاب أو (فوبيا) الثورة الايرانية (الشيعية).
ونتيجة لمخاوف دول الخليج من ايران وعدم استطاعتها المواجهة المباشرة والوقوف بوجه المارد الايراني، نراها ارتمت في احضان الامبريالية الأمريكية والصهيونية العالمية، ونست هذه الدول بأن هناك صراعا تأريخيا بيننا وبين الكيان الصهيوني الذي تسانده أمريكا بما أوتيت من قوة وتنعت العرب بالحلفاء كذبا وزورا، بل هي لمجرد خدمة لحليفتها اسرائيل.
ويأتي حقد الدول العربية وعرب الخليج بصورة خاصة على ايران نتيجة لأمرين أساسيين، الاول هو جبن حكام هذه الدول ومخاوفها من سطوة ايران في الخليج العربي وهيمنتها المطلقة وامتلاكها للأسلحة المتطورة في المنطقة مما جعل العرب ينظرون اليها كأنها العدو الاول والاخير الذي يهدد عروشهم ونسوا قضية فلسطين وتركوها وراءهم ظهريا. والامر الاخر هو الحقد الطائفي والصراع التأريخي (الشيعي/ السني) الذي يعتمده المذهب الوهابي بشكل خاص، من خلال نظرته الى كفر جميع من يخالفهم من المذاهب الاخرى وعدّهم خارجين عن الملة والدين.
ونتيجة لهذه النظرة الضيقة والحقد على ايران تحول العرب من اصحاب قضية مصيرية ومقاطعين للكيان الصهيوني الى عملاء ومرتمين بأحضان امريكا واسرائيل من أجل أن يخلصانهم من بطش ايران ومذهبها الذي يروم الانتشار والتوسع ليكتسح الدول العربية مما جعل هذه الدول تبني علاقات وطيدة مع إسرائيل اليهودية بغضا بإيران الاسلامية.