يمكن ان يلحظ الزائر الى اسطنبول تطور شبكة النقل وتنوعها بحيث يسهل التحرك وزيارة العديد من المناطق باسعار شبه مجانية .. ولكي تتجنب قدر الامكان استخدام ( التكسي ) .. ولكي يحظى المسافر بميزات وسائل النقل من مترو او ترام او حافلة نقل ركاب ما عليه الا ان يشتري بطاقة الكترونية وبالمبلغ الذي يتناسب وبرنامج الزيارة ، كما على الزائر ان يستعلم موعد وصول الحافلة او المترو من خلال الانترنيت وهي مواعيد دقيقة جدا وتستمر حتى وقت متأخر من الليل .. تطور شبكة المواصلات ودقة مواعيدها ورخصها تجعلنا نتساءل بحسرة عن سبب فقدان العراق لمثل هذه الخدمات .. المهم هذه البطاقة وفرت لنا زيارة اماكن عديدة من اسطنبول وبعيدة نسبيا .. وكانت (اقصراي ) من المناطق التي غالبا ما نزورها لموقعها في مركز المدينة وتوفر العديد من المواقع الاثرية والمساجد التاريخية و الخدمات من شركات سياحة ومطاعم عربية ومقاهي شعبية واسواق او حديثة اضافة الى الاسواق .. ويمكن من (اقصراي )التوجه الى عدة مناطق اخرى مثل سلطان احمد المشهور بجامعها الذي يحمل نفس الاسم او ايا صوفيا الكنيسة التي تحولت الى مسجد كبير ثم متحف التي تقع مقابل جامع السلطان احمد المعروف بالجامع الازرق .. هذه الكنيسة التي شيدت في الفترة البيزنطينية وتحولت الى جامع عند الفتح العثماني تجتمع على جدرانها معالم ومخطوطات اسلامية وايقونات مسيحية ونافورة كبيرة ومواقع تحكي قصة تاريخ طويل لهذه المدينة التي احتضنت الحداثة مع التراث .. ما يميز ( اقصراي ) كثرت ساكنيها من العرب ومنهم العراقيين وربما يشكلون ثقل سكاني فيها حتى صار البعض يطلق عليها مدينة العرب ! والمؤلم ان عدد غير قليل من المقيمين العرب في اسطنبول يحذرونك من مخاطر قد تصادفها في ( اقصراي ) من ضمنها نشل محفظتك غير اننا والحمد لله لم نتعرض او تصادفنا حادثة مثل هذا النوع بل بالعكس فالاخوة العرب وخاصة من السوريين يتسابقون لتقديم ما يمكنهم من مساعدة قد تحتاجها ، كما ان من اجمل المصادفات كان لقائي بالطبيب العراقي عباس العبادي الذي استوقفته للسؤال عن موقع مكتب الخطوط الجوية العراقية فتبرع مشكورا لاصطحابي الى موقع المكتب لنتفاجأ بتحوله الى منطقة تقسيم فاصر على ان نذهب اليه سوية الى هذه المنطقة .. المهم كانت مناسبة ان نتجول مع الدكتور عباس الذي يجيد التركية في ( تقسيم ) ونزور ابرز كنيسة فيها قريبة من البحر .. الشيء المشترك بين اقصراي وتقسيم التواجد الكثيف للعرب غير ان ما يميزها هو الفعاليات الفنية والموسيقية في ساحتها الشهيرة .. في هذه الساحة شباب يعزفون على الالاتهم الموسيقية انواع الالحان ليبقى الخيار لك في وضع عدد من الليرات امامهم ..
وبالعودة الى منطقتي اقصراي وسلطان احمد فان منطقة بايزيد لن تكون بعيدة ويمكن الوصول اليها مشيا لتتجول في اسواق الذهب والملابس والكماليات الاخرى .. مثل هذه الجولة في اقصراي وسلطان احمد تستغرق كل اليوم ليكون عليك في يوم اخر بزيارة الفاتح وجامعها الشهير ومعالمها الاثرية والحضرية الاخرى ومنها حدائق وجامع ياوزز سلطان سليم وساحة الاحصنة وتحتاج الى ايام اخرى للقيام بجولة في السوق الكبير ( البازار ) الذي تشعر فيه انك في متاهة لكثرت الشوارع الفرعية فيه التي قد تتجاوز الستين والاف المحلات التجارية التي تعرض انواع البضائع بما فيها من تحفيات رائعة جداً .. ولا ننسى السوق المصري الذي يعد ثاني اكبر الاسواق في اسطنبول ويقع في منطقة امينونو .. في كل تلك المناطق لاتوجد مساحة جرداء فجميعها حدائق غناء تسر الناظرين ..