اعلن الرئيس الاميركي دونالد ترامب في ختام مؤتمر التحالف الدولي ضد الارهاب الذي عقد في واشنطن في السادس من هذا الشهر انه سيتم الاعلان عن القضاء نهائيا على تواجد عصابة داعش الارهابية في سوريا والعراق الاسبوع المقبل .. وبغض النظر الاستحسان الذي لقيه تصريح ترامب فان هنالك ايضا اراء متعددة عبرت عن شكوكها في القضاء على تنظيمات عصابة داعش الارهابية بالطريقة التي اعلنها رئيس الولايات المتحدة الاميركية التي تعتمد على الجانب العسكري قافزة على الظروف التي ساعدت على نمو الارهاب الداعشي وسواه بهذه الطريقة التي صارت تهدد جميع دول العالم وتستهدف الابرياء في كل مكان بغض النظر عن انتمائاتهم القومية او الدينية او المذهبية .
وعودة الى سؤالنا هل يمكن القضاء على ارهاب داعش ، تحتم علينا العودة بالذاكرة الى ابرز نتائج المؤتمرات التي عقدت هنا وهناك وتحت رعاية الامم المتحدة احيانا او برعاية اميركية فقط ، لنستيقن ان من اهم واكثر ما سمح للارهاب بالتمدد والانتشار هو استمرار الاختلاف على تعريف محدد للارهاب وتعمد بعض الدول والاطراف ومنها اميركا الخلط بينه وبين المقاومة المشروعة للاحتلال وافرازاته وما رافق ذلك من استمرار الظلم والتعسف والاستغلال وانتهاك حقوق الشعوب ونهب ثرواتها والفقر والمرض والجهل، وهو ما استغلته قوى الشر والظلام لتجنيد عناصر وضمها الى تنظيماتها الارهابية بعد عمليات غسل دماغ واساليب اجرامية اخرى تجعل من هؤلاء ادوات مطيعة عمياء لزعماء داعش الارهابية وغيرها من العصابات الارهابية .. ان شعوب العالم جميعا خاصة في الدول التي اكتوت بصورة مباشرة من وحشية جرائم داعش الارهابية مثل العراق وسوريا ومصر واليمن وليبيا ،تتطلع الى اليوم الذي تعيش فيه بامان واستقرار ، كما ان كل فرد في ارجاء المعمورة بات يعي ان هذه التنظيمات الارهابية ما كان لها ان تستمر وما كان لها ان تمتلك كل هذه الامكانيات والتقنيات واحدث الاسلحة واكثرها تطورا لولا تضارب مصالح الدول وتقاطعها ، لذا فان اول خطوة للقضاء عليها تتطلب توفر ارادة دولية حقيقية تؤمن بان من اولويات سياساتها هو القضاء على الارهاب وتجفيف منابعه ومواجهة الدول والمؤسسات التي تغذيها وتمدها باسباب البقاء وهي معروفة !
لسنا هنا في معرض التحليل النظري البحت لكن من بديهيات الحياة التي لايختلف عليها احد بان اول خطوات القضاء على اية علة معرفة اسبابها وموضوع القضاء على داعش الارهابية ليست استثناء !بل انها وربما لخطورتها على العالم تحتاج اكثر من غيرها الى حكمة اصحاب القرار خاصة في البلدان المتقدمة ومنها اميركا بشكل خاص .. لاشك ان العمليات العسكرية مهمة لمحاربة الارهاب غير ان هذا وحده لايكفي بل ينبغي تعزيزه بالعمل على ازالة الظلم وتخفيف حالات النقمة والغضب على السياسة الاميركية التي الحقت الويلات والمأسي والكوارث بالعالم ووطننا العربي بشكل خاص .. جميعنا ضد استهداف الابرياء من المواطنين سواء في اميركا او اوربا او اي مكان اخر بالعالم غير اننا علينا ان نعترف بان هنالك اشخاص عشعشت قيم الكراهية والانتقام في ارواحهم قبل عقولهم بسبب الترويج المتعمد لثقافة التطرف و القتل من قبل احزاب وتنظيمات سياسية في العراق وسواه وسنكون واهمين اذا تصورنا امكانية القضاء على عصابة داعش الارهابية بوجود الظلم وانتهاك الحقوق وعدم احترام الاخر .. لتكن قيم الحب والتسامح والتأخي اسلحة تساند العمليات العسكرية للقضاء على الارهاب مهما كان نوعه او شكله .