23 ديسمبر، 2024 7:31 م

الرواية والدراية في حادثة حلبجة ” مثال ألازمات المفتعلة “

الرواية والدراية في حادثة حلبجة ” مثال ألازمات المفتعلة “

بين الحق والباطل أربعة أصابع | ألامام علي
العراق الخارج من ظلام مرحلة قصصها وأحداثها لاتصدق أنتهت بأحتلال لايصدق , وشعب يخرج من أتون تجارب تستهدف منظومة القيم هو شعب يمكن أن تتوقع له كل مالايخطر على بال , ويمكن أن يكون حقلا للدراسات النفسية وألاجتماعية ولمختلف المدارس البحثية التي تجد في مثل الحالة العراقية مادة دسمة للدراسة والتحليل وجمع العينات التي سيكون من نماذجها شباب ولدوا في السجون وأباؤهم شهداء , وأخرون أتخذوا لآنفسهم حفرا وطواميرا أختيارية أختبأوا فيها عشرات السنين بدون سجان ,تفاديا عن الوقوع في مقاصل ألاعدام , أو حفلات الموت الجماعي فيما عرف بالمقابر الجماعية التي لايزال البعض من فرط سذاجته ولؤمه تنطلي عليه أكذوبة قتل ألايرانيين , مثلما لايزال للآكذوبة رواد يستعذبون الكذب كما يستعذبه الشعر ” أكذبه أعذبه ” وحديث السجناء والسجينات التي يراد لها أن تكون شعارا تمويهيا لمن جمعوا في أحتجاجات تحركها ضغائن يحن لها صاحب ألاثم كما يحن مدمن الخمرة لساقيها على قول الشاعر :-
أذا ما مت فأدفني الى أصل كرمة
                 تروي عظامي بعد موتي عروقها
ولا تدفنني في الفلاة فأنني
               أخاف أذا ما مت ألا أذوقها ؟
يا أهل العراق ويا أحرار العالم “سجناء وسجينات ” مفتعلو ألاحتجاجات هم ” ألارهابيون وألارهابيات التكفيريون ” الذين أحترفوا أغرب وأقذر مهنة في تاريخ ألاجرام , ذلك هو قتل ألابرياء ,ذبحا بالسكين أو بالمنشار الكهربائي , أو حرقا بالنار , أو رميا في ألانهار والبحيرات مما أزعج أسماكها , أو رميا من شاهق ؟ أو تعذيبا حتى الموت مع صيحات ” الله أكبر ” التي أصبحت ظاهرة صوتية مقززة فقدت معناها الذي وضعت له حيث كانت كلمة ” الله أكبر ” مشروعا للحياة , وتخليصا للناس من الجبابرة والطواغيت , ونشيدا للمحبة والتأخي والمساواة , وعنوانا للتواضع , حيث لاكبير ألا الله الخالق المصور السلام المؤمن المهيمن المتعال , وهؤلاء ألاجلاف الجهلة حولوها الى موت وفناء ودمار وخراب وكراهية ورعب , وأحقاد تتوارث , وأعراض تنتهك , ودماء تستباح , ومال ينهب , وأملاك تسلب , وأيتام تهمل , وأرامل ترغم , وشيوخ وعجائز لاتحترم , وكرامات تسحق , وسيادة تمحق , ونفوس بريئة تزهق
وماحدث في الحويجة بتحريض نزق في مسجد بالفتنة أخترق وبالباطل من القول أسترق , مما جعل نفوس المغفلين تحترق فتهجم على سيطرة من أبناء الجيش العراقي على بعد مائة متر من المسجد يؤمنون الحماية للمصلين ولآبناء المدينة , ومنتسبو السيطرة هم من أبناء مدينة حويجة هجم عليهم بصورة مباغتة ما يقرب من ثلاثمائة من الحمقى قتلوا جنديا وأصابوا ضابطين وكلهم من أبناء بلدة حويجة , فكان لسان حالهم وأخوانهم من أبناء الجيش العراقي ومن أسرهم ولسان حالهم كما قال الشاعر :-
قومي هم قتلوا أميم أخي … فلئن رميت يصيبني سهمي
             ولئن عفوت لآعفون  جلا لا ؟
وهذا القول هو الدراية التي صرح بها قائد القوات البرية في الجيش العراقي من على بعض الفضائيات .
وتبقى ألاخبار ألاخرى التي تناقلتها بعض الفضائيات لاسيما تلك التي عرفت بالتحريض المستهدف وحدة العراقيين التي أنتصر لها بعض رؤساء العشائر من ألانبار ونينوى وصلاح الدين وبعض الوطنيين المخلصين من أبناء هذه المدن العراقية المعروفة بأصالتها والتي حاولت المجموعات ألارهابية طمس معالم ألاصالة فيها وجعلها تابعة لمجموعة ما يسمى زورا “ألامراء ” الذين عرفوا بالجهل وأختطاف العناوين الكبيرة من التراث دونما معرفة بمضامينها ودونما قدرة على ترجمة معانيها المرتبطة بالعبودية الخالصة للله ونبذ الجبروت والفرقة وأتباع سياسة العدل بالرعية , وألاحسان لعامة الناس “لافرق بين عربي وأعجمي ألا بالتقوى ” .
فالرواية حول أحداث “حلبجة “كانت ملفقة وكاذبة , الغرض منها التحريض وزرع الفتنة التي أصبح لها سوقا رائجا في ألاحتجاجات المفتعلة لآن أساسها على جرف هار , أن لم ينهار على أهله بالدنيا فلهم في ألاخرة خزي وعذاب لما أقترفوه من كذب وأفتراء , فالسجناء الذين يطالبون بهم هم أرهابيون تكفيريون قتلة حكم عليهم القضاء وكذلك السجينات هن من هذا الصنف الذي يجب أن يقام عليه القصاص “ولكم في القصاص حياة ياأولي ألالباب ” فمن يرفض القصاص بحق هؤلاء أنما هو راد على الله ورسوله .
نحن لانقول بعدم وجود مساوئ وأخطاء في طريقة التعامل مع عموم السجناء في العراق , مع وجود قضاة لايمتلكون القدرة وألاستقامة لتطبيق قضاء نزيه ومنصف , كل هذا موجود وهو من تراكمات أنعدام منظومة القيم التي أريد لها أن تتأكل وقد حدث شيئ من ذلك , وما بعض شرائح المتجمعين في ألاحتجاجات المفتعلة ألا من ذلك الصنف الذي تأكلت لديه القيم , وهذا المستوى موجود اليوم في مختلف القطاعات منها السياسية وألاجتماعية ومنها الثقافية , والقاء نظرة سريعة على بعض مايكتب نكتشف بسهولة كما غير قليل ممن تأكلت عنده القيم فأصبحت الكتابة عنده مجرد تسطير كلمات وحشو معلومات متناقضة لاتخلص منها بمفهوم ولاتعثر لها على مصداق .
وهكذا الكلمات التي وجهت للمتجمعين في “الحويجة ” تناست الدماء الريئة التي أهدرت من منتسبي الجيش العراقي ومن أبناء ” الحويجة “نفسها , وراحت تلك الكلمات تسعر نار الفتنة , وتجعل من المعتدى عليه المظلوم جلادا ومن المعتدي الظالم الملطخة أياديه بالدماء مظلوما ؟ …. وهي معايير محيرة تنم عن ضياع كبير للقيم التي يتحدث بها من أراد توجيه الكلمات للمتظاهرين بدون مبرر في ” الحويجة ” .
وهنا لابد أن نقول على قاعدة ” أصدع بما تؤمر ” لايوجد جيش في العالم يعتدى عليه بهذه الطريقة الغوغائية ويسكت , وقد تكررت هذه الحوادث في الفلوجة وفي الموصل وفي أماكن أخرى , ومن يريد من أهل الخير والوطنية :ألاصلاح ورأب الفتنة فما عليه ألا أن يقف مع الحق ” أنصر أخاك ظالما أو مظلوما ” يعني أذا كان ظالما أردعه عن الظلم ولا تقف الى جانبه وأن كان مظلوما قف الى جانبه , واليوم نرى أن الجيش العراقي يظلم وهناك من يزيف الحقائق ويقلب المعلومات حتى تضيع الحقيقة , وهناك من يتلقف هذه ألاخبار من خارج الحدود ليجعل منها موضوعا للتحريض وعزل العراق بالطائفية وكراهيتها من أجل أضعافه وأعاقة مسيرته نحو ألاصلاح والبناء , وأذا كنا قد تكلمنا كثيرا عن أخطاء الحكومة , فأننا نرى أن مايصنع للعراق من مكائد خارجية وأدواتها داخلية هي أكبر وأخطر بكثير من أخطاء الحكومة ,وقلنا مرات ومرات ونؤكد هنا : أن أخطاء الحكومة يمكن معالجتها والشاهد على ذلك صندوق ألانتخابات , بينما مخططات الخارج وأدواته من الداخل المستسلمة لذل شهواتها وخزين أحقادها المتراكمةعبر مسيرة مضمخة بألانحراف وألارتهان للخارج , لذلك على كل عراقي غيور أن يقف موقفا وطنيا واعيا مع الجيش العراقي ومع الوطن العراق في هذه المرحلة .
رئيس مركز الدراسات وألابحاث الوطنية
[email protected]