16 نوفمبر، 2024 7:30 ص
Search
Close this search box.

نصرالله يخدع نفسه بجدارة

نصرالله يخدع نفسه بجدارة

کثيرا ماکرر القادة والمسٶولون الايرانيون بأن ماخسروه من أموال ودماء وجهود في تدخلاتهم بدول المنطقة، لن يذهب هدرا وإنهم سيقبضون ثمن ذلك من هذه الدول، وحتى إن التصريحات التي قد تم الادلاء بها بخصوص سوريا والعراق بهذا الصدد لازالت أکثر من واضحة بل وحتى إن حبرها لم يجف، ولذلك فإن کل من يتصور أو يعتقد بأن النظام الايراني يقوم بتدخلاته السافرة لوجه الله ومن دون مقابل فإنه ليس يخدع نفسه فقط وإنما حتى يضحك عليها ويسخر منها!
“هناك صديق كبير مخلص لا يريد منا شيئا”! هذا ماقاله حسن نصرالله الامين العام لميليشيا حزب الله في لبنان في خطابه الاخير بمناسبة الذکرى الاربعين لتأسيس النظام القمعي في إيران، ويستطرد نصرالله وقد أخذته الحماسة الممزوجة بالنشوة فيعلن: “أنا صديق لإيران ومستعد أن أجلب دفاعا جويا إلى الجيش اللبناني لمواجهة الطائرات الإسرائيلية وكل ما يريده ليصبح أقوى جيش في المنطقة. مستعد أن أذهب إلى إيران لكي نأتي به”، وأضاف وهو يريد أن يبين محاسن هذا النظام ويغطي على نتانة مساوئه التي تزکم الانوف في المنطقة قائلا: “أهم مشكلة اليوم ستواجهنا في مجلس الوزراء هي الكهرباء وإيران جاهزة لحلها بأقل من سنة وباسعار متدنية جدا”، وفي السياق يستتنتج متسائلا: “لماذا نتجاهل هذا الصديق الذي يمكن أن يكون سندا لنا في الحماية والتنمية والتطوير والعلم والمحافل الدولية ونصر أن ندير ظهرنا له ونعطي رقابنا لآخرين يعرف الجميع كيف يتصرفون برقابنا”؟ نصرالله يتکلم وکأنه إذا أدار ظهره لنظام ولاية الفقيه فسوف يبقونه سالما ولن يحاسبوه، وکأنه يريد منا أن ننسى مافعلوه بحق حليف الامس معه الرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح، حيث إغتالوه في وضح النهار لأنه أراد أن يغير وجهته ويترك صف الشر والعدوان والفتنة الطائفية.
نصرالله يتکلم وکأن النظام الايراني حمل وديع ولايريد إلا الخير للآخرين و”لايريد جزاءا ولاشکورا”، وکأنه يريدنا أن ننسى مافعله ويفعله بلبنان أو ننسى کيف إنه ينهب الاقتصاد العراقي بصفقاته المشبوهة المفروضة على الحکومة العراقية بحکم نفوذ وهيمنته على العراق الى جانب دور عملائه من الميليشيات والاحزاب التابعة له تماما کما فعل ويفعل نصرالله وحزبه الميليشياوي لإيران.
تدخل النظام الايراني في بلدان المنطقة وبشکل خاص في لبنان والعراق وسوريا واليمن، هو کالسرطان الذي لاشفاء منه إلا بالاستئصال أو الموت والفناء، وإن حل هذه الميليشيات العميلة وفي مقدمتها ميليشيا نصرالله والذي لن يتم إلا بإسقاط النظام الايراني نفسه في طهران وإن المٶشرات کلها تدل على إنه يسير في طريق الضعف والانحلال والزوال خصوصا وإن الشعب الايراني والمقاومة الايرانية يتربصان به وينتظران اللحظة الحاسمة للقضاء عليه.

أحدث المقالات

أحدث المقالات