23 نوفمبر، 2024 1:38 ص
Search
Close this search box.

الكورد الفيليون وانقلاب 8 شباط والعودة الى الذاكرة

الكورد الفيليون وانقلاب 8 شباط والعودة الى الذاكرة

اتفق العراقيون بكل اطيافهم واعراقهم والوانهم على ان يوم 8-شباط سنة 1963 يوم اسود في تاريخ العراق وشعبه ،بوحي من السي آي أي. وإن الحكومة البريطانية كما ذكرها سكرتير حزب البعث في العراق علي صالح السعدي وبدعم مالي ولوجستي من عبد الناصر نفسه على علم بالتحضيرات للانقلاب” وزودهم ببنادق بو سعيد المعروفة.

وقد نقلت صحيفة ” الاهرام المصرية “بعد سبعة أشهر على الانقلاب، عن احد مراسليها عن الملك حسين قوله” أن الاستخبارات الأمريكية كانت وراء الأحداث التي جرت في الأردن عام 1957. أسمح لي أن أقول إن ما جرى في العراق في 8 شباط/فبراير 1963 قد حظي بدعم الاستخبارات الأمريكية”. المؤامرة تلك كانت لها كلمة سر في اللحظة التي تطلق فيها الرصاص على صدر الشهيد العقيد جلال الأوقاتي قائد القوة الجوية وبدلالة من اللاعب محمد ثامر حامي هدف العراق المعروف في ذلك الوقت الذي كان يقود تلك العصابة المجرمة و هي تعني بداية الانقلاب على ثورة 14 تموز المجيدة وقائدها الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم ، حين خروجه من بيته في كرادة مريم ببغداد صبيحة يوم 8 شباط الأسود 1963، وهي بداية الانقلاب المشؤوم ضد ثورة 14 تموز المجيدة وانجازاتها الوطنية السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وبها باشر الانقلابيون في ايقاف التطور الطبيعي في اتجاه بناء الدولة الحديثة المنشودة، التي اتسعت لجميع المواطنين على اختلاف قومياتهم واديانهم واتجاهاتهم الفكرية وانتماءاتهم السياسية، رغم ما رافق التجربة من عيوب ونواقص وتلكؤ، شأن أي محاولة جديدة تسعى الى إشراك المواطن في الحياة السياسية وفتح الافاق للتطور اللاحق. ان الذي كان في جعبة المجرمين اكبر من استسلام الزعيم عبد الكريم قاسم واغتياله. كان المطلوب القضاء على تطلعات الشعب العراقي في السير على طريق التقدم والرخاء، وفعلا ما ان تمكنوا من السيطرة على المؤسسات الامنية حتى هاجموا المواطنين وشنوا حملات الاعتقال والاغتيالات، فامتلأت السجون وقامت قوات الحرس القومي وهي عصابات من المتشدقين والحاقدين على الثورة و السراق وفاقدي الاخلاق شكلها الانقلابيون لملاحقة المواطنين المخلصين لشعبهم والرافضين للانقلاب الاسود الذي عرفوا هويته الدموية منذ اليوم الاول الذي تمكنوا فيه من استلام السلطة، فاشاعوا الدمار والخراب باسم حزب البعث ورسالته الدموية والقومية الحاقدة والاشتراكية المزيفة الذي استمر تلك العقود من الزمن .

لقد سجل ذلك الانقلاب المشؤوم بداية تاريخ طويل من الانتهاكات لحقوق الإنسان والهدر لكرامة المواطن.بدأ بسفك الدم دون حساب، ودشن القتلة “رسالتهم المبنية على القتل الشنيع لقادة الثورة الاماجد وشرفاء الوطن .

في هذا اليوم اجتمع كل اعداء العراق والعراقيين من عملاء الرجعية وبدو الصحراء وبدو الجبل والجزيرة وعلى رأسها العميل حسين والدكتاتور العميل جمال عبد الناصر والحكومة التركية والشركات النفطية الاجنبية والمتخلفين الفاسدين من شيوخ العشائر والأقطاعيين وبعض رجال الدين واسرائيل وامريكا واعلنوا الحرب على العراقيين وعلى العراق لمنع العراقيين من السير في طريق الحرية وبناء وطنهم وصنع حياة حرة وكريمة وقد تمكنت القوى المعادية للعراق من السيطرة على العراق وفتح باب جهنم على العراق والعراقيين ودخل العراق فترة مظلمة من اشد الفترات ظلمةً التي مر بها. ورغم كل ذلك فلم تسكت الجماهير فخرحت لتدافع عن الثورة ومكتسباتها ولم تركن للعصابة الانقلابية المجرمة فندفعت جماهير الشعب تقارع الانقلابيين بكل ما أوتيت من عزم وقوة رغم أنها كانت عزلاء من السلاح،وكان للكورد الفيلية دور مشرف في مقاومة انقلاب 8 شباط 1963 الاسود خاصة في شارع الكفاح مناطقه المختلفة مثل عگد الأكراد والصدرية وباب الشيخ وابو سفين وساحة النهضة وقنبرعلي و القشل- أبو دو دو-المهديه- الدهانه الكولات- بنى سعيد – العوينه- عكد ملا نزر- باب الشيخ- التسابيل- وخاضت المعارك بمقاومه عنيفه تصدت للقوه المهاجه بكل بساله وعزم ويحملون معهم بنادق وعصي والحجارة وقناني المولتوف المصنوعة محلياً فيما قابلتهم الدبابات والمصفحات منزلة بهم خسائر فادحة في الأرواح من أبناء الشعب . ومن هنا جسد البعث الحقد ضد الفيلية على خلفية الضغينة التي حملوها لهم منذ أحداث إنقلاب 8 شباط.وهكذا فقد أولت سلطة البعث بعد عودتها بقوة في انقلاب 17 تموز عام 1968 . وطفقوا يوحون خلال خطابهم الغامز بكون هؤلاء اجانب من ذوي “التبعية الإيرانية”.فشرع بتهجيرهم أفرادا وجماعات ابتداء من العام 1970 في زمن احمد حسن البكر واكملها في بداية 1980 في الشهر الرابع منه بعد ان تبوأ صدام هرم السلطة وقام بتهجير مئات الآلاف من عوائل الأكراد الفيلية ومن العرب بدافع عنصري طائفي كونهم من الشيعة بخبث بعد مصادرة ممتلكاتهم وشهادات جنسياتهم وهوياتهم وبطاقاتهم الشخصية ودفاتر نفوسهم وكل شيء يدل على مواطنتهم العراقية وانتمائهم العرقي والتاريخي بتربة العراق عبر مئات السنين.

أحدث المقالات

أحدث المقالات