26 ديسمبر، 2024 4:51 ص

محلل إيراني : ظروف “أميركا” لا تسمح بالدخول في حرب مباشرة ضد “إيران” !

محلل إيراني : ظروف “أميركا” لا تسمح بالدخول في حرب مباشرة ضد “إيران” !

خاص : ترجمة – محمد بناية :

تعرض الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، في حديث إلى فضائية (سي. بي. إس)، إلى ضرورة استقرار القوات الأميركية على الأراضي العراقية بغية مراقبة “إيران”، تلكم التصريحات التي أثارت ردود أفعال الشخصيات والمسؤولين العراقيين من السادة، “عمار الحكيم”، وحتى، “برهم صالح”، رئيس الجمهورية، و”حيدر العبادي”، رئيس الوزراء السابق، و”عادل عبدالمهدي”، رئيس الوزراء الحالي.

لكن؛ ما مدى واقعية أهداف “البيت الأبيض” في ضوء التطورات وردود أفعال الهيكل السياسي العراقي، وخطط “طهران” في مواجهة تحركات “واشنطن” ؟.. وهل تنتهي المواجهات “الإيرانية-الأميركية” إلى صراع مسلح ؟.. وكيف سيكون وضع “العراق” في هذا الصدد ؟..

وللإجابة على هذه الأسئلة، أجرى “عبدالرحمن فتح إلهي”، عضو الهيئة التحريرية لموقع (الدبلوماسية الإيرانية)؛ المقرب من وزارة الخارجية الإيرانية، الحوار التالي مع، “سيد رضا قزويني”، محلل الشؤون العراقية والخبير في شؤون الشرق الأوسط..

خروج العراق من كنف أميركا مغنم كبير..

سيد رضا قزويني

“الدبلوماسية الإيرانية” : ما هي، في رأيكم، أسباب تصريحات “دونالد ترامب” بشأن دور القوات الأميركية في “العراق” بمراقبة “إيران” ؟.. وإلى أي مدى سوف تسمح متطلبات التطورات العراقية للإدارة الأميركية بتحقيق هكذا وضع ؟

“سيد رضا قزويني” : قبيل تصريحاته السابقة بخصوص بقاء القوات الأميركية في “العراق”، واجهت تصريحات الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، في قاعدة “عين الأسد”، ردود أفعال المسؤولين العراقيين.

إذا أطلق في عدد من التصريحات المثيرة ضد “إيران”.. ويحظى “العراق” بمكانة وموقع حساس في المنطقة، وبعبارة أخرى؛ فإن خروج “العراق” عن السيطرة الأميركية إنما يعني تقوية نموذج ونهج المقاومة بمحورية “إيران”، ومن ثم تهديد أمن الكيان الصهيوني.

والطبيعي ألا يستطيع الأميركيون رؤية سقوط “العراق”، (وقد أنفقوا تكاليف باهظة على تحريره من سيادة “حزب البعث”)، في كنف “إيران”، بالشكل الذي يهدد مصالحهم في المنطقة.

لكن؛ إلى أي مدى يستطيع “ترامب” الوفاء بتصريحاته، الأمر منوط بقدرات العراقيين على الصمود ضد ضغوط “الولايات المتحدة الأميركية”.

إيران والعناصر المتطرفة داخل الإدارة الأميركية..

“الدبلوماسية الإيرانية” : ما مدى تأثير أفكار “بولتون” الحربية على مخطط تسكين القوات الأميركية في “العراق” بغرض مراقبة “إيران”. والأهم هل من مساعي في ضوء هذه السياسات للصراع العسكري مع “إيران”، خلال 2019، بالتوزاي مع العقوبات الاقتصادية ؟

“سيد رضا قزويني” : مسألة وجود دعاة الحرب والمتطرفين الأميركيين إلى جوار، “دونالد ترامب”، هي من القضايا المثيرة للأسف، والتي تلعب دورًا مهمًا في إضفاء المزيد من الراديكالية على عقل الرئيس الأميركي، وكذلك شيوع إرهاب “إيران فوبيا” داخل “الولايات المتحدة”.

ولو نلاحظ مدى حميمية وتقارب الشخصيات المتطرفة بالإدارة الأميركية؛ مثل “جون بولتون”، مستشار الأمن القومي، و”رودي غولياني”، وقد كان أحد الخيارات المرشحة لحقيبة الخارجية، مع عناصر المعارضة الإيرانية في الخارج، وبخاصة “حركة مجاهدي خلق” الإرهابية، فسوف نستنتج حجم الدور الذي يلعبه المتطرفون في ترويج الشائعات والأفكار المعادية لـ”إيران”.

مع هذا؛ من المستبعد، مع الأخذ في الاعتبار للفشل الأميركي بـ”العراق”، أن يسعى الأميركيون لإتخاذ إجراءات على صعيد المواجهة العسكرية المباشرة مع “إيران”.

أوراق في صالح إيران !

“الدبلوماسية الإيرانية” : إلى أي مدى يُسمح للقوات الأميركية بالتجول، في “العراق”، ومراقبة “إيران” في ضوء ردود أفعال المسؤولين العراقيين، لاسيما بعد الإعلان عن زيارة، “عادل عبدالمهدي”، المرتقبة إلى “واشنطن” بغرض التعرف على أهداف ومخططات “واشنطن” من تسكين قوات أميركية في “العراق” ؟

“سيد رضا قزويني” : رد فعل العراقيين لا يكفي فقط في التعبير عن رفض مسألة تجوال الأميركيون بـ”العراق”.

أضف إلى ذلك؛ إمتلاك معظم هذه الشخصيات علاقات جيدة مع “واشنطن”، تضاهي تقاربهم مع “طهران”. والأهم أن على العراقيين الإصطفاف في خندق واحد للحد من تجوال الأميركيين في “العراق”.

على سبيل المثال؛ فالتعليقات في “إقليم كُردستان” على ضرورة وجود قوات أميركية لا تعكس موقفًا جماعيًا. صحيح أبدى المسؤولون العراقيون جميعًا ردود أفعال جادة وأحيانًا متشددة إنطلاقًا من الرغبة في دعم “إيران”، لكن يمتلك معظمهم علاقات قوية مع “واشنطن”.

وعليه؛ من المهم إبتداءً خلق نوع من التناغم بين التيارات السياسية المهمة والمؤثرة. مع الأخذ في الاعتبار لمسألة رفض العراقيين تورط بلادهم في العداء بين “إيران” و”أميركا”. وعليه يجب عليهم بذل جهد أكبر للنأي بأنفسهم عن هذه المعركة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة