12 مارس، 2024 8:46 م
Search
Close this search box.

سيناريوهات الحرب القادمة ضد “إسرائيل” .. هل سيشارك “الحشد الشعبي” العراقي ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

نشر موقع (نتسيف نت) العبري مقالاً، تناول فيه سيناريوات الصراع بين “إسرائيل” والقوات الشيعية على حدود الجبهة الشمالية لـ”إسرائيل”، واحتمالات تدخل الميليشيات العراقية المسلحة للقتال جنبًا إلى جنب مع مقاتلي “حزب الله” اللبناني في الحرب المقبلة.

الميليشيات العراقية ستزحف إلى حدود إسرائيل..

بحسب المقال؛ فإن وسائل الإعلام العربية، وكذلك الإسرائيلية، كثيرًا ما تحدثت خلال الأشهر الأخيرة عن سيناريوهات الحرب المُقبلة بين “إسرائيل” وتنظيم “حزب الله”. فيما أجمع معظم المحللين الإستراتيجيين على أن الحرب المقبلة لن تكون هي حرب “لبنان” الثالثة، بل ستكون حرب الشمال الأولى.

لأن تنظيم “حزب الله”، وكذلك الميليشيات الشيعية الموالية لـ”إيران”، قد أعلنت في أكثر من مناسبة، أنها إذا اقتضى الأمر فستتوجه إلى حدود “إسرائيل” الشمالية وستقاتل جنبًا إلى جنب مع أشقائها المقاتلين من “حزب الله” اللبناني.

سوريا تسير وفق الأجندة الإيرانية..

يُضيف المقال؛ بأن الهجمات التي تنفذها “إسرائيل”، في “سوريا”، ضد المواقع والأهداف الإيرانية تتم بشكل متعاقب ومُكثف طيلة السنوات الماضية، ومنذ فترة لم يعد هناك تعتيم إعلامي على تلك الهجمات. فيما يرى الجميع كيف ترسخ “إيران” وجودها العسكري في “سوريا”، عبر إرسال القوات التي تعمل بالوكالة لخدمة مصالحها هناك.

وفي المقابل؛ تعمل “إسرائيل” على المستويين الدبلوماسي والعسكري، وهي تحذر دومًا من أنها لن تقبل باستمرار الوجود العسكري الإيراني في “سوريا”. أما قوات “حزب الله” فإنها موجودة في “سوريا” منذ بداية الحرب الأهلية هناك، ولم تُظهر حتى الآن أية بادرة للخروج من “سوريا”. ولقد تغير النسيج السكاني والاجتماعي في كثير من القرى والبلدات السورية؛ حتى أصبحت الدولة ذات أغلبية شيعية وأقلية سُنية وباتت تسير وفق الأجندة الإيرانية.

لكن هناك عدة أحداث ميدانية، سواء على مستوى تصريحات أطراف الصراع، أو على مستوى التحرك العسكري, تدل على أن “سوريا”، في نهاية المطاف، لن تكون وحدها في مواجهة الجيش الإسرائيلي.

العراق قاعدة للتدخل الأميركي في سوريا..

جدير بالذكر؛ أن الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، كان قد قرر مؤخرًا بأنه سيسحب قواته من “سوريا”. فيما تبين خلال الأسابيع الماضية، التي أعقبت القرار، أن الانسحاب الأميركي لن يتم إلا بعد ضمان مصالح “الولايات المتحدة” وحلفائها في “سوريا”. ومن الواضح أن “الولايات المتحدة” ترى أيضًا بأن “العراق” يمثل قاعدة للتدخل العسكري في “سوريا”.

تعزيز مكانة الشيعة على حساب أهل السُنة..

يُذكر أن القوات الأميركية موجودة في “العراق”، منذ بداية العقد الماضي، وهي تحارب الإرهاب وخاصة الصادر عن الجماعات السُنية، بدءًا من تنظيم (القاعدة) وحتى تنظيم (داعش). ولكن من المُلاحظ، خلال الشهور الأخيرة، وجود توتر متزايد بين الميليشيات الشيعية في “العراق” و”الولايات المتحدة الأميركية”، لا سيما بعد إنهيار (داعش) وتحوله إلى مجرد تنظيم إرهابي؛ بعدما كان دولة.

وتُثبت الانتخابات العراقية الأخيرة، وتدخل رأس الأفعى، “قاسم سليمان”، فيها، مدى أهمية “العراق” بالنسبة لـ”إيران”. ومن المعلوم أن الهيمنة على “العراق”، هي جزء من الهدف الإستراتيجي الذي كان قد وضعه الزعيم الإيراني، “آية الله الخميني”، والمتمثل في إقامة ممر بري من “طهران” وحتى شاطيء “البحر المتوسط”.

وهناك عوامل تساعد “إيران” على تنفيذ أجنتها في “العراق” ومنها، أكثرية السكان الشيعة؛ وتراجع قوة أهل السُنة في أعقاب إسقاط نظام، “صدام حسين”، وقيام “الولايات المتحدة” بتعزيز مكانة الشيعة على حساب أهل السُنة. ورغم وجود معارضة عراقية للتدخل الإيراني حتى من بين الشيعة، إلا أن الإيرانيين أصبحوا بإصرارهم يمتلكون تأثيرًا واضحًا، ليس فقط على حكومة “بغداد” وإنما أيضًا على الجيش العراقي.

الهدف من تأسيس “الحشد الشعبي”..

يوضح المقال العبري؛ أن “الحشد الشعبي” – الذي يضم عشرات الميليشيات الشيعية المنتشرة في “العراق”، ويعمل لصالح “إيران” – قد تأسس في حزيران/يونيو من عام 2014، بتعليمات واضحة من، “قاسم سليماني”، قائد “فيلق القدس”، التابع لـ”الحرس الثوري” الإيراني.

وكان الهدف المعُلن من تأسيس تلك الميليشيات هو محاربة تنظيم (داعش)، لكنها في واقع الأمر تخدم المصالح الإيرانية. ففي خطاب ألقاه القيادي في “الحشد الشعبي”، “أبومهدي المهندس”، في حزيران/يونيو 2017، أتضحت الأهداف الحقيقية للدور المنوط بـ”الحشد الشعبي” في المنطقة: ألا وهو تعزيز مكانة “إيران” وتقوية شوكة المُكَّون الشيعي، وإضعاف النفوذ الأميركي، وكذلك السعي لإقامة محور بري يربط بين “طهران” و”البحر المتوسط”.

وجود القوات الأميركية في العراق غير شرعي..

كذا يؤكد المقال على أن التوتر بين “الولايات المتحدة” والميليشيات الشيعية العراقية؛ لم يكن وليد الساعة. ففي أكثر من مرة تعرضت الميليشيات العراقية لضربات القوات الأميركية أثناء القصف الجوي للقوافل التابعة لكتائب “حزب الله” العراقي.

ولذا فإن كتائب “حزب الله” العراقي تتبنى موقفًا متشددًا للغاية تجاه “الولايات المتحدة”، وكثيرًا ما تهدد بمحاربة القوات الأميركية التي تتواجد في “العراق” بشكل غير شرعي.

لبنان لن تكون الجبهة الوحيدة..

هناك تنظيم آخر مهم تابع لـ”الحشد الشعبي” العراقي، وهو ما يسمى بـ”حركة النُجباء”؛ التي أسسها الشيخ، “أكرم الكعبي”، عام 2013، وهو عراقي شيعي تربطه علاقات قوية بكل من “إيران” و”حزب الله” اللبناني منذ سنوات عديدة. ومنذ تأسيس تلك الحركة، بدأ الأمر يتعلق بـ”إسرائيل”، ويؤكد ذلك ما أعلنه الشيخ، “الكعبي”، في آذار/مارس 2017، عن تأسيس ما يسمى بـ”لواء تحرير الجولان”. لكن بعدها؛ لم يسمع أحد شيئًا عن أي نشاط قام به ذلك اللواء.

غير أن هناك تصريح واضح أطلقه، “قاسم سليماني”، ينص على أن الميليشيات الشيعية ستلعب دورًا في الحرب القادمة ضد “إسرائيل” في جبهات عدة ومنها “جبهة الجولان”، وعليه فلن تكون “لبنان” هي الجبهة الوحيدة، ولن يقاتل تنظيم “حزب الله” اللبناني بمفرده في الحرب المُنتظرة ضد “إسرائيل”.

الميليشيات تنتفض نُصرةً لإيران..

إن التهديدات الأميركية باستخدام “العراق” قاعدة للعمل ضد “إيران”، دفعت جميع الميليشيات الشيعية للرد بقوة على الرئيس، “ترامب”، واعتبرت القوات الأميركية الموجودة في “العراق” هدفًا مشروعًا. بل إن رئيس الحكومة العراقية قد دعا الأميركيين مؤخرًا للكشف عن أعداد جنودهم في “العراق”، وذكَّرهم بأنهم موجودون في “العراق” وفقًا للاتفاق الموقع مع حكومة “بغداد”، والذي ينُص على أن الهدف من وجود القوات الأميركية هو محاربة الإرهاب وليس محاربة “إيران”. لكن رئيس الحكومة العراقية ربما نسي أن مفهوم الإرهابيين يختلف باختلاف الأطراف.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب