27 ديسمبر، 2024 11:32 م

طهران تتنفس من “رئة” بغداد .. خطة إدارة العلاقات “الإيرانية-العراقية” بذكاء !

طهران تتنفس من “رئة” بغداد .. خطة إدارة العلاقات “الإيرانية-العراقية” بذكاء !

خاص : ترجمة – محمد بناية :

تحرص “طهران” و”بغداد” على المحافظة، بذكاء، على العلاقات الثنائية في الأوضاع الراهنة.. بينما أشارت بعض التكهنات قبلاً ببروز بعض التغييرات على العلاقات “الإيرانية-العراقية” المتجذرة، لاسيما بعد الانتخابات البرلمانية العراقية واستقرار القوات الأميركية في قاعدة “عين الأسد”، إذ إزدادت التكهنات بإمكانية تغيير نظرة “بغداد” إلى “طهران”. بحسب المحلل الإستراتيجي الإيراني، “جلال خوش چهره”، في صحيفة (المبادرة) الإيرانية.

من ماء العراق البارد إلى الفتور الكُردي !

لقد صبت صراحة رئيس الجمهورية العراقية، “برهم صالح”، ورئيس الوزراء، “عادل عبدالمهدي”، بشأن المحافظة على المجال العراقي خارج الصراع “الأميركي-الإيراني”، الماء البارد على “أميركا وإسرائيل والسعودية والإمارات”.

جلال خوش چهره

لقد أعلن مسؤولو الصف الأول بـ”العراق”؛ أن دولتهم لن تكون شريكًا في أي عمل عدائي ضد “إيران”. والأهم كان تأثير معارضة 68 سيناتور أميركي، مقابل 28 صوت إيجابي، لانسحاب القوات الأميركية من “سوريا” وتسكين القوات في القاعدة “عين الأسد” العسكرية، بمحافظة “الأنبار” الكُردية”، ضعيف الأثر على الوجود العسكري الأميركي بالقرب من الحدود الإيرانية.

وهذا الوضع؛ بالإضافة إلى تردد قيادات “إقليم كُردستان العراق” في دعم سياسات حكومة، “دونالد ترامب”، جعل “واشنطن” وحلفاءها الإقليميين أكثر يأسًا. وثمة سبب واضح وراء فتور “أكراد العراق” في التماهي مع السياسات الأميركية ضد الإيرانية. فلم يكد يمر وقت كبير على تخلي “الولايات المتحدة” عن دعم “أكراد سوريا”. كذلك لم تنسى قيادات “إقليم كُردستان”، (رغم معتقداتهم)، تخلي “واشنطن” عن دعم نتائج الاستفتاء على استقلال الإقليم عن “العراق”.

في الوقت نفسه؛ ما تزال شكاوى قيادات الإقليم من “الجمهورية الإيرانية” قائمة، ولكن الأكراد أذكى من تقديم بمصالحهم “الأمنية-الاقتصادية” مع الجار الأقرب بالنسبة إليهم كتكلفة للعداء “الأميركي-الإسرائيلي-السعودي” مع “إيران”.

ذكاء طهران..

إن مقاومة قيادات “العراق”، بخلاف رئيس الجمهورية العراقية، ورئيس الوزراء، وقيادات “إقليم كُردستان العراق”، فلو لم يكن صمود اللجان البرلمانية وشيوخ القبائل ضد المطالب الأميركية بالإنفصال عن “إيران”، انتصارًا دبلوماسيًا بالنسبة لـ”طهران”، فهي بمثابة فرصة يمكن لـ”إيران” الاستفادة منها في المحفاظة على مجالها التنفسي؛ في آتون حلقة سياسات العقوبات الضيقة لـ”الولايات المتحدة” وحلفاءها.

إن ذكاء “طهران” في تطوير علاقاتها الودية مع جميع الأطراف العراقية، وإجراء بعض التعديلات على هيكل علاقاتها مع هذه الدول، سيكون له نتائج فورية.

وتحمل زيارة، “محمد جواد ظريف”، إلى “العراق” ولقاء جميع الشخصيات المحسوبة على التيارات “السياسية-المذهبية”، رسالة واضحة للقيادات، وبالتالي شعب هذا البلد، مفادها أن “طهران” ليست طرف للمشاركة والعلاقات مع “بغداد” في الحوزات “الأمنية-العسكرية” فقط، وإنما الوجه الناعم والدبلوماسي هو السمة الأبرز لـ”طهران” بالنسبة للعراقيين؛ بالشكل الذي يؤسس في إطار التعاون الأمني لتوطيد العلاقات الثقافية والاقتصادية بين البلدين.

وزيارة الرئيس الإيراني، “حسن روحاني”، للعراق، المقررة في 11 آذار/مارس المقبل، هي إشارة إلى تأكيد “طهران” على الصيانة الذكية لعلاقاتها الأخوية مع “بغداد”.

في غضون ذلك يسعى المسؤولون العراقيون، (في إطار المحافظة على موازنة “ظريف” للعلاقات مع إيران من جهة، والولايات المتحدة والدول العربية في المنطقة)، للقبول بخطر تحدي مطالب المعارضين لـ”الجمهورية الإيرانية” والاستمرار في علاقاتهم الأخوية مع “طهران”. وتسوية الديون العراقية لـ”إيران” في مجال بيع الكهرباء والغاز، وخلف فرص للمستثمرين الإيرانيين داخل “العراق”، وكذلك المحافظة على العلاقات التجارية مع “إيران”، (والتي تحتل المرتبة الأولى)، على وضعها الحالي، كلها مؤشرات تبث الأمل في خلود العلاقات الثنائية بين البلدين.

وستكون العلاقات “العراقية-الإيرانية” أحد المحاور الرئيسة على جدول أعمال، “عادل عبدالمهدي”، في زيارته المرتقبة إلى “واشنطن”. وكذلك فإن إعلان سياسات حكومة “العراق” تجاه “إيران”، في اجتماع “وراسو” الأمني، يومي 13 و14 شباط/فبراير الجاري، سوف يعرض صورة واضحة عن مستقبل العلاقات “العراقية-الإيرانية”.

على كل حال يبدو واضحًا، حتى الآن، أن “طهران” و”بغداد” تديران علاقاتهما الثنائية بذكاء.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة