خرج علينا رئيس البرلمان العراقي المعّين وليس المنتخب بفرية جديدة في زيارته الاخيرة الى لندن عاصمة العلم والجمال والتاريخ و( التي كلفت ميزانية الدولة العراقية ربما الشيء الكثير وكان من الاولى به ورفقائه ان يخصصوا مبالغ وتكاليف السفر هذه لشراء وجبة الكباب العراقي والقيام بتوزيعها على مخيمات النزوح والتهجير علهم يتذوقوا اللحم والبروتين وهم يعانون الامرين في هذا البرد القارص ) خرج علينا هذا المفتري وهو يدعي ان العراقيين اهل الدار ومن يعيش الان في العراق هم اولى بحكم العراق وتسلم المسؤولية من العراقيين الذين ما زالوا ( ما زالوا ) يعيشون خارج العراق ومن يريد تسلم المسؤوليات عليه ان يتحمل قذارة المستشفيات العراقية وزرائب المدارس العراقية وازدحام الشوارع العراقية وسقوط الذمم من قبل موظفي دوائر الدولة العراقية ولا نريد التعميم لانه حتماً هناك من لا يزال نظيف اليد ونقي القلب والسريرة والا لو خليت قُلبت كما يقال.
بالطبع اصبحت هناك فجوة وفجوة كبيرة بين عراقيي الداخل وعراقيي الخارج ومن غادر العراق قبل اربعين سنة يسبق محمد الحلبوسي وزملاؤه باربعين سنة في التفكير والسلوك والانضباط والخبرة التي اكتسبها جراء الدراسة والعمل في منفاه وغربته هذه واقصد هنا العراقي الذي درس واكتسب الشهادة الجامعية والخبرة العملية جراء عمله في شركات ومكاتب ومستشفيات ومدارس ومصانع الغرب فهذا الشخص اصبح يحلق بعيداً في فضاء المعرفة والسلوك الانساني وبناء الشخصية والانضباط واحترام الوقت والمواعيد وكيفية التعامل مع مشاكل الحياة والعمل واصبحت له رؤية تختلف عمّن يعيش في العراق وبالتالي لا الحلبوسي ولا الكربولي ولا النجيفي ولا المالكي ولا الجبوري ولا الجعفري ولا غيرهم يصلون الى مستوى تفكيره ونتاجاته العلمية والعملية. طبعاً اقصد هنا وبالتحديد العراقي المجتهد وليس العراقي الجالس عالة على المساعدات الاجتماعية في دول الغرب وممن يحاول الاحتيال عليهم فهذا عار ما بعده عار وممن لا يريد العمل والعيش من عرق جبينه، الا اللهم اذا أُجبرتَ صحياً واحياناً معنوياً لصعوبة الحصول على عمل بسبب كثرة المتطلبات العلمية والخبرات التي تفرضها الشركات على المتقدمين والباحثين عن عمل.
ماذا تريد منا يا حلبوسي ان نضع مسدساتنا في احزمتنا وبنادقنا في سياراتنا كما العصابات والمليشيات حتى نعيش في بغداد ونصلح اموركم وحتى نجبر الاخرين على الاستماع لنصائحنا والاستفادة من خبراتنا ورؤانا فهذه المواقع الالكترونية تضج يومياً بعشرات المقالات لعراقيين مبدعين نكتبها ونحن تملؤنا الحسرة على وطن وشعب يعيش بهذه الكيفية ونحن في القرن الواحد والعشرين والبدوان اهل الخليج اصبحوا في المقدمة بعدما كانوا يحلمون في زيارة بغداد والتمتع بجمالها ونظافتها ورقي اهلها.
لو استمع اهل العراق قليلاً لعراقيي الخارج واتاحوا لهم الفرصة ليتسلموا زمام الامور وفتحوا الباب لقدوم المبدعين من خارج العراق وكان بالامكان نقل هذه الخبرات والاستفادة منها عن طريق المزاوجة بين خبرات الخارج والداخل عبر تشكيل فرق عمل واحدة هدفها بالنهاية بناء العراق وخدمة شعبه وهذه من الميزات التي اضاعوها ساسة العراق الجدد لانشغالهم بسرقة المال العام ولاستثمار جهود العراقيين في مجال اخر غير محمود بالمرة وفي خلق صراعات طائفية لم تنفع احد ولم تسمن او تغني من جوع سوى انها عمقت الخلافات بين العراقيين.
الى المدعو محمد الحلبوسي ادعوك اولاً الى اللحاق بنا وبلا غرور فكراً وسلوكاً وانضباطاً لان النوم الى الظهيرة لا يبني بلد ولا يعمر اوطان واعضاء البرلمان في انتظار قدومك يومياً وانت تأتي متبختراً لهم وثانياً ادعوك الى اعادة المال المسروق من قبلك بالشراكة مع الكربولي الفاسد ذمة وضميرا وخلقاً ومن ثم التكلم عمّن يستلم المسؤوليات ويخلص لوطنه واهله في العراق.