الديمقراطية الأولى في الخليج ، وقد نهضت حين كانت دول مجلس التعاون لم تنشأ بعد ، وأصبحت حاضرة الدول ومن أبهى العواصم التي يشد لها الرحال كل يوم فتزاحم الناس على المطارات ومحطات السفر للوصول إليها بسعادة وفرح ، فالخير والأمن ينتظرهم والعمل في شتى المجالات التي تحقق فيها إزدهار غير معهود ، وكانت الكويت وما تزال الدولة الهادئة المستقرة والحصن الأمين للعرب والمدافعة عن الإنسانية والساعية إلى السلام والمخففة للإحتقان والباحثة عن الحلول لأزمات المنطقة ، ومنها تنطلق المساعدات للدول الفقيرة والمنكوبة حيث تصل الآف أطنان الأغذية والأدوية الى البلدان التي تصيبها الأمراض والفواجع والحروب والكوارث الطبيعية ، وتأريخ العالم يشهد بذلك وما يزال الإعلام يسجل يوميا تلك المواقف النبيلة أوالإنسانية العالية .
شهدت الكويت نضجا سياسيا كبيرا منذ الستينيات ، وكان مجلس الأمة يضم قوى سياسية مدعومة من صحافة قوية وإعلام متنوع ، وقد أتاحت أسرة آل الصباح للإعلام الكويتي حرية التعبير ولممثلي الشعب التعبير عن الرأي بالطريقة التي يريدون ووصل الأمر بمجلس النواب إلى حد التصويت على حجب الثقة عن وزراء ينتمون إلى الأسرة الحاكمة ذاتها وقد إستقال العديد منهم بفعل الضغط ولم يلجأوا الى حصانة أسرية على الأطلاق ، بينما لا يتم السماح إطلاقا للمنادين بالطائفية أن يتوغلوا داخل المجتمع الكويتي ويؤثروا فيه ، وقد تدخل الأمير صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله شخصيا في المواقف الصعبة وكان حاضرا فيها بحكمته وتقديره وروحه الواثقة والحانية والإنسانية والأبوية وهي روح يعرفها أهل الكويت وأهل الخليج جميعا .
ولاشك أن مواقف الأمير من حرب اليمن والأزمة بين قطر ودول في الخليج تمثل تعبيرا حقيقيا عن الدور الكويتي وإيجابيته العالية وتسامحه ورغبته في تهدئة الأمور والبحث عن الوسائل والآليات الكفيلة بحل المشاكل العالقة بين دول المنطقة ، وقد كانت السياسة الخارجية لدولة الكويت واضحة وجلية وفاعلة في حل مشاكل المنطقة برعاية مباشرة من أمير البلاد المفدى وبجهد حثيث من نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح ، وكان مؤتمر إعمار العراق واحدا من إنجازات وزارة الخارجية التي رعت مؤتمرات وقمما عديدة تخص الشأن العربي والعالمي .
برغم ما فعله صدام حسين من جرائم كانت دولة الكويت ضحية لها في وقت من الأوقات حتى عادت كما هي دائما قوية عزيزة ، فإن مواقف أسرة آل الصباح بقيت إنسانية وتسامحية لم تبحث عن الثأر ، وكانت تعمل على إعادة العراق إلى وضعه الطبيعي وبنائه ليكون عزيزا قويا مندمجا في الأسرة الدولية وعاملا إيجابيا في نهوض المنطقة بالكامل في ظل فكر ومباديء السلام والعدالة الإنسانية التي تتفق عليها البشرية جمعاء .
ما من شك في إن دولة الكويت ماضية إلى المستقبل وهي أكثر تطورا وإزدهارا وحيوية وقادرة على البقاء كما هو العهد بها دولة لا تتبدل ولا تتغير متألقة وهانئة ومستقرة على ضفاف الخليج .