بعد ترشح “بيني غانتس” للانتخابات الإسرائيلية .. الجنرالات لا يفهمون في السياسة !

بعد ترشح “بيني غانتس” للانتخابات الإسرائيلية .. الجنرالات لا يفهمون في السياسة !

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

رغم الترحيب الكبير من جانب بعض الأوساط داخل “إسرائيل”، وإبتهاجهم بترشح رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق، “بيني غانتس”، لخوض المعركة الانتخابية المقبلة؛ ومنافسة رئيس الوزراء الحالي، “بنيامين نتانياهو”، إلا أن هناك حملة مناهضة – لا سيما من المؤيدين لـ”نتانياهو” – لتشوية صورة رؤساء الأركان والقادة العسكريين السابقين، باعتبارهم لا يُجيدون إلا العمل العسكري، ولا يُحسنون إدارة الشؤون السياسية، ولا يمكنهم أن يكون رجال دولة.

المدنيين أفضل من العسكريين..

يقول الكاتب والمحلل الإسرائيلي، “حاييم مسغاف”: إن القادة العسكريين يمارسون نشاطًا مختلفًا عن النشاط الحزبي والسياسي.

فالحياة السياسية تتطلب إتخاذ قرارات لا حصر لها من أجل مواجهة قضايا مختلفة؛ لم يسبق لأي قائد عسكري عادي أن تعامل معها. فالقائد العسكري لم يتمرس إلا في مجال التدريب العسكري، التي غالبًا ما يكون في الصحاري والجبال.

ويمكن القول، بلا تردد، أن وزراء الدفاع الإسرائيليين الذين جاؤوا من خلفيات مدنية، كانوا أكثر نجاحًا وأفضل بكثير من جميع وزراء الدفاع الذين جاؤوا من صفوف الجيش.

تعيين رؤساء الأركان وفق الاعتبارات السياسية..

يضيف “مسغاف” بالقول: لا ينبغي لأحد أن يبالغ في تمجيد رؤساء الأركان الإسرائيليين، فكلنا يعلم كيف وصلوا إلى مناصبهم. إذ تعتمد الترقية على القدرات الشخصية حتى منصب “قائد كتيبة”. لكن الاعتبارات السياسة تتدخل، بعد ذلك، في كل شيء.

والنماذج على ذلك كثيرة؛ فها هو “إسحاق رابين”، ظل “مُجمدًا” لعدة سنوات، والسبب لا يعرفه الكثيرون، ولكن الأمر المؤكد هو أن عاملاً سياسيًا ما، قد سعى لتجميده.

“باراك” تعلم الدرس !

وهناك أيضًا، “آرئيل شارون”، الذي واجه قيودًا سياسية، لذا لم يتم تعيينه في منصب “رئيس الأركان”. ولم يكن سبب عدم تعيينه في ذلك المنصب؛ أنه كان أقل كفاءة من “رابين”، بل على العكس، غير أنه كان ينتمي إلى تيار سياسي مخالف.

وفي المقابل فإن، “إيهود باراك”، قد تعلم الدرس مما جرى لأسلافه بسرعة فائقة. لذا فإن الأوقات التي أمضاها في غرف السياسيين كانت أكثر من التي أمضاها مع جنوده في الميدان.

أخطاء قاتلة للجنرالات..

أشار “مسغاف” إلى الأخطاء القاتلة التي وقع فيها الجنرالات السابقون؛ بعدما تولوا المناصب السياسية. وقال إن، “رابين”، قد باع الوهم للشعب الإسرائيلي في انتخابات عام 1992، وأن فوزه في تلك الانتخابات كان يُعد أكبر حماقة تاريخية إرتكبها الشعب الإسرائيلي، لأن “اتفاقيات أوسلو”، التي وقعها مع الفلسطينيين، جلبت التفجيرات والأعمال الانتقامية الدامية، فأوقعت آلاف القتلى والجرحى من الإسرائيليين.

لكن الإسرائيليين لم يتعلموا الدرس، ففي عام 1999، كان رد الناخبين لا يتسم بالوعي أو العقلانية. فلقد فاز “إيهود باراك” – الذي وعد بجعل الجيش الإسرائيلي، أقل عددًا وأكثر ذكاءً، لكنه ترك خلفه جيشًا ضخمًا ومترهلاً – بعدما خدع الناخبين.

وكان الانسحاب الإسرائيلي، دون اتفاق من “جنوب لبنان”، قد حول تنظيم “حزب الله” من مجرد تنظيم إرهابي إلى وحش كاسر ألتهم “لبنان” بالكامل. وياليت البلاء توقف عند ذلك الحد فقط، فبعد فشل محادثاته مع “ياسر عرفات”؛ اندلعت “الانتفاضة الفلسطينية الثانية”، ومرة أخرى تم سفك دماء الإسرائيليين في الشوارع.

يضيف “مسغاف”: لقد سقط الشعب الإسرائيلي فريسة في قبضة جنرال آخر، ألا وهو، “آرئيل شارون”، الذي لم يكن رئيسًا للأركان، بل كان وزيرًا للدفاع، ثم أقالته لجنة تحقيق رسمية. ولقد عاد “شارون” إلى الحياة العامة بعدما تولى منصب رئيس الوزراء.

لكنه خدع الناخبين أيضًا وقاد “إسرائيل” إلى أسوأ خطوة في تاريخها. وهي خطوة “فك الإرتباط” عن “قطاع غزة” وإزالة مستوطنة “غوش قطيف”. ولا زالت “إسرائيل” تعاني من تداعيات تلك الخطوة حتى يومنا هذا.

“غانتس” لا يختلف كثيرًا عن أسلافه..

يؤكد “مسغاف” على أن أفضل وزراء للدفاع في “إسرائيل” على مر العقود، هم أولئك الذين لم يأتوا من صفوف الجيش. ولقد أثبت كل من “موشيه أرينز” و”عمير بيرتز”، وهما من خلفية مدنية، أنهما كانا يتمتعان برؤية واعية. ونظرًا لعدم إرتباطهما بعلاقات سابقة في صفوف الجيش – فكانا متحررين تمامًا من أي إلتزامات تجاه “الأصدقاء”.

وختامًا يشير الكاتب الإسرائيلي إلى أن رئيس الأركان السابق، “غانتس”، وهو المرشح الحالي لمنافسة، “نتانياهو”، لا يختلف كثيرًا عن أسلافه. وهو يتمنى أن يكون رئيسًا للوزراء، لكنه لا يملك مؤهلات ذلك المنصب. وأقرب دليل على ذلك هو إنهيار الشركة التي أسسها مؤخرًا بالتعاون مع رجل أعمال روسي.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة