قصّتكم أيّها العراقيون هي نفس تلك القصة التي أوردتها في مقال سابق حول أحد ولايات الدولة الأسلامية أيام أحد الخلفاء و شكوكه حول الفساد, هل سببه الوالي أم الناس, حيث تبيّن الحقّ فيما بعد و كما بيّنا!؟
و يعرف تفاصيلها المتابعون المُجدّون الذين يُحبون الحقّ و يبحثون عن الكلمة الهادفة وما خلفها لنيل الحكمة, لأنهم يبحثون عن الجّواهر و اللالي و الدّرر .. و ليسوا كأكثر الفيسبوكيين الذين يريدون كل شيئ على السريع و بآلكاش وبلا عناء بقراءة سريعة لبضع أسطر ليمروا مرّ الكرام على مئات بل آلاف المقالات و الآخبار و الأحداث المشابهة التي ليس فقط لا تزيدهم علماً أو ثقافة أو فكراً بل تقتل أرواحهم و تهدر وقتهم و أعمارهم بالقيل و القال (نهض الوزير و جلس النائب و أدان فلان و سافر علان) .. و هذا هو الفرق بين قلمي الذي يُسطر الغايات و الفلسفات وهي ثقيلة على العقول .. و بين الكُتاب المحترمون بإستثناء كاتب أو كاتبين كعلي عليّ حيث يكتب ويُحاول ألسير على نهجي وفقه الله لكل خير و وفق الجّميع لقول الحق و بيان الفكر.
و للأسف الشديد و بعد الذي رأيته من مؤشرات و مسخ حلّ بآهل العراق والعرب ومعظم الناس؛ أرى بأنّ أخلاق نظام صدام سيعود بل عاد رويداً .. رويدأً ليعيد و يُطبّق على الشعب وسائله الأجرامية و قوانينه الجاهلية من جديد و بصورة أقبح ليجعلهم عبيداً و خدماً لبرامجه التخريبية!
إخوانيّ؛ أيّها القُرّاء الأحبة الكرام؛ محنتي أنا – و أعوذ بآلله من الأنا – هي محنة كلّ شريف مجاهد يُحب الأنسان و يعادي الظلم ذاتياً و يأبى بيع كرامته كما فعل العراقيون في كل الأزمان بسبب الجهل و فقدان الفكر الكوني .. لأنّ الكونيّ لا يرضى بآلظلم صغيراً كان أو كبيراً بل يسعى لنصرة المظلوم حتى النفس الأخير .. في العراق كما أكثر – إن لم أقل كل بلدان العالم – محنة .. بل محن تحتاج لموقف إسلاميّ – إنسانيّ – كونيّ للتعامل معه .. و بغير ذلك يؤثم من يسمعه أو يسكت بدون تقديم يد العون, خصوصا إذا كان يستطيع أيصال المظلومية لنصرة المظلوم و الأقتصاص من الظالم .. و لو بكلمة, و لو لم يفعل فأنه سيحاط عاجلا أو آجلاق بنفس المحنة و الظلم وإعلموا بأنّ (مَنْ ضاق عليه الظُّلم فآلجور عليه أضيق)كما يقول عليّ(ع)!
إسمحوا لي بمدآخلة بسيطة لكنها سمآوية قد تفيدكم في الدارين بإذن الله تعالى:
هل من ألأنصآف وآلعدآلة .. لو سُئل أحدكم وهذا واقع حتماً ؛ عن حالتي أو حالة أيّ مظلوم شبيه أو مريض أو غريب مثلي غدأً و موقفكم منه, أن تقولوا: [بأنّ تقآعد آلبعثيين وفدآئييّ صدآم ومن على شآكلتهم من آلفآسدين كان حقّ مشروع و محاصصة سياسية لبقاء مجموعة في آلحكم من أجل الفساد … لأنهم – أي البعثيين خدموآ(هدموأ) بلدهم وقتلوا آلنأس وهجموا على آلدول و الجيران و أهدروا أموآل آلبلد للمصريين و للصومآليين و الفلسطينيين والأردنيين وغيرهم من الشعوب في دول آلعالم بإستثناء العراقيين الشرفاء المجاهدين الذين سُجنوا وتغرّبوا بعضهم لنصف قرن و تشردوا و لاقوا الأمرين لمعارضتهم لهذا الظلم؛ خصوصا أنآ آلمجهد المجاهد .. ألمضحي و المعارض و آلمخآلف للفسآد و الحرب و النفاق و كتابة التقارير ضد الأبرياء وعلى مدى نصف قرن .. وآلآن و بعد 2003م .. لا حقّ لي بعد زوال النظام بآلمطالبة بحقوقي الطبيعية و القانونية و الشرعية!؟ خصوصا أنا الذي يعرفني الجميع .. كنتُ ألعقل المخطط في المعارضة بحيث إمتلأت أراشيف المجلس الأعلى و قبله حزب الدعوة و بدر بآلبحوث و المقالات, و أيضاً :
1- معارضا منذ السبعينات وقبل الجعفري و المالكي و البياتي و المدني و العسكري وحتى مراجع الدّين و غيرهم كانوا ضدنا يعملون مع البعث.
2- كاتباً في صحف المعارضة و مؤسس لصحيفة الجهاد التي كانت تصدر كمجلة شهرية قبل ذلك ثمّ إصدار صحيفة الشهادة مع الأخ الشهيد أبو ياسين(عز الدين سليم) و مسؤول النشرة الداخلية(العيون) للمجلس الأعلى المحدودة التداول جدّاً و غيرها.
3- من منظريّ و مؤسسي قوات بدر حيث سبقت العامري الذي كان معي في الدورة الخامسة في معسكر الأهواز(غيور أصلي) في التنظير لذلك.
4- تأسيس الحركة الأسلامية العراقية عام 1975م, ثم دمجها مع حزب الدعوة.
5- هاجرت بعد ملاحقات عديدة خارج العراق بعد صدور أمر الأعدام بحقي .
6- كنت موظفا في وزارة الصناعة سابقا و الكهرباء حالياً كمدرس في مركز التدريب المهني.
7- معارضا للفساد حتى الآن و كاتبا و فيلسوفا و صاحب نظرية جديدة بعنوان (الفلسفة الكونية).
8- التخطيط و الأعداد لعملية الجندي المجهول, تلك العملية التي غيّرت برنامج القصر الجمهوري و مراسيم إستقبال الرؤوساء.
بعد هذا .. هل تعتقدون بأن مجرد (لايك) أو (تعليق) منكم يكفي ويجزي كموقف مسؤول لأداء الواجب وسوف لن يكلفكم تبعات أخرى و واجبات مطلوبة أمآم آلله و أمآم قيم آلعدآلة وآلأنسآنية و آلمقآيس آلمختلفة!؟
قولوا و دافعوا عن حقوقكم و مظلوميتكم و لو بكلمة .. تعرّفوا على معايير الحقوق الطبيعية, فقد ثبت لي بأن جميع اهل العراق لا يعرفون تلك المقايس العالمية ويتصورون بأن راتب شهري – بغض النظر عن الفوارق الظالمة بمقدارها وظروف السكن والمعيشة و الصحة و التعليم – تكفي و تجزي ناهيك عن الأخلاق التي لا وجود لها على كل صعي!
محبتي لكم و لكلّ محبّ للحقّ, و أرجو آلتّبرئ من مقولة [أنا شعلية] ما دام راتبي موجود, تعنى بآلعراقية (القضية لا تهمني), أو قولكم : [لا ترمي بنفسك إلى آلتهلكة], أو ما قاله أحد أقربائي للأسف يوم أصدرت بياناً ضد آلنظام في سبعينيات القرن الماضي بعد بيّنت فيه جرائمهم و ظلمهم و قتلهم للناس بغير حق خصوصا أصدقائي الشهداء, حيث قال قريبي ذاك: [لماذا لم يلقوا القبض عليّ .. أكيد عِدهُم شيئ]: و قد رأيتم و رآى الجميع نتائج و مردودات تلك الأتكالية و المبادئ التي آمن بها العراقيون في سبعينيات القرن الماضي, والعاقل هو الذي يفهم و يدرك ويحبّ الحقّ و يكره الباطل.. و من الطبيعي أن يحكم البعث ثانية حين يفسد المتحاصصون بنهب الفقراء و إهمال مستقبلهم و أطفالهم و الأجيال المسكينة التي لم تلد بعد .. لقد كان سقوطه – البعث – و عودته مجدّدا إمتحان إلهي آخير و واضح سيعرف العالم أسبابه ونتائجه.