17 نوفمبر، 2024 7:45 م
Search
Close this search box.

“عدي” وقُبلة الراوي !

“عدي” وقُبلة الراوي !

لم تكن ملاحظة ابن الطاغية المقبور “عدي” من بنات أفكاره،(بل من المؤكد أنها وضعت على يده من احد مستشاري الرياضة الأفذاذ آنذاك الذين لم يكن لهم حول ولا قوة بزمن الدكتاتورية، كما هم اليوم في زمن دكتاتورية الديمقراطية!)،وهو يتحدث عن اختلاف الثقافات بين لاعبي المنتخب العراقي على خلفية أحدى خساراته ،الاختلاف الذي يقصده سببه سياسات القائد الضرورة وحروبه التي قطعت المسيرة العلمية لغالبية كبيرة لشباب العراق،وبالتالي فراقهم مقاعد الدراسة،وسباتهم بخنادق القتال المنتشرة على مساحة الوطن!.

بالأمس غادر منتخبنا بطولة “أمم آسيا “بخفى حنين” كعادتنا مع دموع اللاعبين وحسرة ملايين العراقيين على فرصة عادة ما تكون قريبة المنال،والسؤال الذي يطرح لماذا ننزف فرص تحقيق غاياتنا؟

الجواب على هذا السؤال يقودنا إلى أس المشكلة غياب “ثقافة الإدارة”،الناتج من قلة الوعي المتعكز على “ثقافة الفزعة” (التي ترسخت للأسف بأذهان الكثيرين من المهتمين بالشأن الكروي،بما فيهم المحللين التي أصبحت مدافة بمفردة “الغيرة”،التي منحت لاعبي منتخباتنا الكروية الاجتهاد على حساب توجيه ورؤية المدربين،ذلك الاجتهاد الذي لا يصمد أمام طرق اللعب الحديثة للمدارس الكروية المختلفة،التي تخلفنا عنها بسبب السياسات المتبعة من قبل القائمين على اللعبة،حتى أصبح الفرق أشبه بناطحة سحاب ومنزل ارث قديم!.

الحقيقة التي يجب أن يعيها الشارع الرياضي ومن خلفه المعنيون،أن نجم الكرة العراقية سار إلى الأفول منذ نهاية الثمانينات،وما نحصده اليوم هو نتاج لمقدمات نهج الفزعة!.

شخصاً اعتقد أن نهج الفزعة هو وليد مشوه لشكل النظام السياسي،ومفصل الرياضة يتأثر طردياً بذلك الشكل،الذي لا يعني براءة القائمون على شؤون الكرة العراقية من مسؤولية تخفيف حدة الأفول لنجم الكرة العراقية بأضعف الأحوال،برغم جديتهم في تحقيق نتائج ايجابية، على اقل تقدير لأحتفاظهم بمواقعهم وامتيازاتهم الشخصية المادية والمعنوية.لكنها الكيفية التي لا يستطيع أولئك من إسقاطها على واقع الكرة العراقية،لتجاهلهم “علم الإدارة”،وافتراشهم “نهج الفزعة”!.

الكارثة التي ستقف حاجز أمام تصحيح مسار الكرة العراقية،هي الإعلام الرياضي المحتقن نخبوياً وشعبوياً،الذي لا يرضى بغير الكأس غنيمة،دون أن يكون واحة للترويح عن النفس،كما تمارسه شعوب المعمورة.

ماشهدناه من تحشيد على صفحات “التواصل الاجتماعي” قبل مباراة منتخبنا مع إيران على الصعيد الشعبي،كان عامل ضغط على اللاعبين يفوق طاقتهم،فيما لم نشهد دور واضح للإعلام الرياضي في تخفيف صبغة التحشيد،بمباراة تحصيل حاصل ارتكب فيها الجهاز الفني خطأ فادحاً عندما لم يريح نصف الفريق على اقل تقدير كما كنا نتوقع!.

بعد خسارتنا أمام قطر،بهدف عراقي سجله المحترف “بسام الراوي”،عاد التحشيد بشكل غريب متجاوز كل الأعراف والتقاليد،على خلفية حركة استفزت الشارع الرياضي،من شاب عراقي ولد في الغربة وعاش في الغربة،ولم يعرف عن الوطن سوى الغنيمة، أما الوطنية وشعارات بلادي أذا جارت علي عزيزة،متروكة لآخرين عجنت طينتهم بماء دجلة والفرات،عاشوا الأمرين لكنهم بقوا صامدين كنخيل العراق،ما يثبت أن الاختلاف في (الجذور وليس البذور)!.

[email protected]

أحدث المقالات