كنا قبل أيام قد أشدنا بالتطور الحاصل في زيادة ساعات الكهرباء الوطنية، ولامني الكثيرون عندما ، نشرت أكثر من مقال، يشيد بتطور ملفت ، تمثل في تحسن نسبي للكهرباء الوطنية في عموم مناطق بغداد ، من باب انه لابد من ذكر المحاسن ولا نبقى نتحدث عن السلبيات فقط ومن باب الإشادة بأي جهد يريد الانتقال بالبلد الى الحالة الأفضل ، لكن آمالنا تلاشت بعد يومين فقط من نشر المقال و( عادت حليمة الى عادتها القديمة )،إذ تدهورت أحوال الطاقة الكهربائية وعاد القطع لساعات طويلة بعد ان كان ساعتين، ما اصاب المواطنين بخيبة امل كبيرة من جراء هذا التدهور غير المبرر.
ويأمل ملايين العراقيين ان يحدث تحسن ملحوظ في ساعات تزويد الطاقة الكهربائية للمواطنين وبخاصة في فصل الصيف اللاهب، واذا ما بقيت الاحوال على هذه الشاكلة من التذبذب وطول ساعات الانقطاع فان آمال العراقيين بتحسن الكهرباء تصبح ( إكذوبة ) لم يعد أحد يصدق إمكانية تحسنها ، رغم وعود كبار القائمين على الطاقة في العراق ، وتصريحاتهم التي تشير الى نصب العشرات من المحطات الكهربائية الا ان المواطن لم يلمس حتى الان استقرارا في تزويد الطاقة الكهربائية.. ويبدو ان برودة بداية فصل الصيف هي التي حسنت قبل أيام من ساعات تزويد الطاقة الكهربائية ثم عادت مجددا الى التدهور ما ان حدثت زيادة نسبية في درجات الحرارة ، ونحن ما زلنا في فصل الربيع الذي يشهد أجواء باردة، وحدث هذا التحسن بسبب برودة الجو ، ما نجم عنه تحسن سابق في الكهرباء، لكن الامر تبخر بسرعة ما ان بدأنا ندخل عتبة الصيف ولم نزل في بدايته الاولى، واذا بأحوال الكهرباء تتدهور مرة اخرى.
ويعبر ملايين العراقيين عن إستغرابهم من صرف كل هذه المليارات علىى قطاع الطاقة الكهربائية وشراء ونصب عشرات المحطات المستوردة دون ان تحدث أثرا ملموسا في حياة العراقيين، وهم ، اي العراقيون ، في حيرة من امرهم في كيف يكون بإمكانهم هذا الصيف ان يقضوا أيام حياتهم في ظل هذا التدهور المستمر الذي لانهاية له في الكهرباء، وكلما تفاءلوا لفترة أيام وجدوا اياما أخرى بعدها وقد ساءت الاحوال وسارت الامور الى مالايتمنونه، وبقيت احوال العراقيين متدهورة هي الاخرى كون الانقطاعات الطويلة تحطم اعصاب العراقيين وتزيد من نفقاتهم ومصروفهم اليومي وتحدث اختلالات كبيرة في صحتهم وتعكر مزاجهم وتؤدي الى تدهور احوالهم ومهنهم التي يعتاش عليها الكثيرون كونها تعتمد بشكل كبير على الكهرباء ، ولم تقلح جهود وزارة الكهرباء في ايجاد حل لاستقرار ملحوظ في الكهرباء يجعل العراقيين يتفاءلون بإمكانية ان يتنعموا بالكهرباء ، وقد وصلت الاحوال بهم حد الإشتياط والغضب ما آلت اليه أحوال الكهرباء من تدهور متسارع ، لاتبدو نهاية لمأساة كهذه بقيت مستفحلة ولم يتم وضع حلول عملية لازماتها.
ولو قامت وزارة الكهرباء بتوفير محطات كهرباء متوسطة لكل منطقة لكان ذلك اجدى كما يبدو، بدل هذه المولدات الاهلية التي راحت تنهب جيوب العراقيين، لغلاء أسعار إمبيراتها، والعراقيون يتذمرون من إسلوب تعامل أصحاب المولدات الذين يستغلون ( غياب ) الكهرباء الوطنية عنهم، ليذيقوا بني جلدتهم سوء العذاب، وقد وصلت أسعار الامبيرات ارقاما خيالية، ولم يعترف أصحاب أغلب المولدات الأهلية بما كانت تزوده لهم الدولة من ( كاز مجاني ) ، إذ انهم استخدموها للاغراض التجارية وهددوا المواطن بمختلف السبل لكي يبقى هؤلاء يستنزفون رصيده الشهري عبر ( الخط الذهبي ) الذي أرغم ملايين العراقيين على القبول به مرغمين، لعدم توفر الكهرباء الوطنية في معظم ساعات الصيف اللاهب، وبقي إيجاد حل لأزمات الكهرباء في العراق من قبيل المستحيلات!!