أطول يوم في تاريخ الدولة
عهدان مرا.. طاغوتي وديمقراطي، كلاهما إستنزف العراق.. أوهى خطاه.. هده هدما.. شظايا.. لم يبقَ حجرٌ على حجرٍ، حتى كاد الجمل يفترس سنامه.
والآن.. لاحت ملامح منهاج رئيس الوزراء د. عادل عبد المهدي.. جلية، من خلال مواظبته على إتباع سبيل السلف الصالح، وهم يجولون.. سرا، بين البيوت، ينصتون لألم المريض؛ فيعودونه، ولتضور الجائع؛ فيشبعونه، متخذين من الحالات العارضة، ثوابت يؤسسون عليها دستور الدولة، دأباً، على أسباب التنزيل القرآني المقدس، الذي ينطلق مما يستجد؛ لإقرار التعاليم التي تنظم سير المجتمعات، على شريعة الدين والدنيا.
هذه الشقشقة جاشت، يوم تأملت همته، وهو يواظب بدأب، على التنقل، بين المواطنين.. بدءاً من عوائل الشهداء الجالسين، يتفقدهم بحنو الأب… البديل الأمثل.
وتلك لمحة تضافرت مع أطول يوم في تاريخ الدولة العراقية المعاصرة، قضاه عبد المهدي، مع شعبه، عندما زار البصرة متبسطا مع طيبة أهلها المؤمنين بالله.. الأوفياء للوطن، برغم عنت الظروف الصعبة التي يكابدونها.
وعاد الى بغداد.. من دون أن يستريح، تفقد شارع الرشيد، وإلتقى بسطاء الناس.. يحثهم على التداعي الحر بتلقائية البغداديين.. “أهل الله” وهو يصغي كما لم يصغِ وليٌ لمريديه من قبل!
رجل بحسابات العمر والعناء، هاجر ونفي وطورد وتعرض لملاحقات تفت في عضد شاب، ذي 14 عاما، لكنه عاد بهمة الـ 14 عاما، وحكمة الشيوخ، يصغي لهموم الناس، تحت ضغط تراكم معضلات توهن الجبال، مصراً على إزاحتها من فوق صدر الدولة؛ كي يتخفف العبء عن الشعب الذي ما زال ينوء بثقل تركة النظام السابق وفساد النظام اللاحق.
يزداد وهن الدولة، فينشط الرجل الأول كي يعيد لها حيويتها، قبل أن يطيح بها الهم وتتلاشى من دون رجعة.. أيدي سبأ.. لا سمح الله.
هذا رهان الشعب؛ فآزروه، إن كنتم تريدون النجاة من قدر محدق بكم.